الشيخ محمد محمود الطبلاوي.. ذكرى رحيل آخر حبة في سبحة عباقرة التلاوة

سبحة من لؤلؤ كانوا هم حباتها، حملوا القرآن في صدورهم فأعلى الله قدرهم، انفرطت حبات سبحة عباقرة التلاوة واحدة تلو الأخرى، حتى لم يبقى منها سوى واحدة وكانت هي الشيخ محمد محمود الطبلاوي سلطان التلاوة والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم الموافق 5 مايو 2020.

مولده وحفظه للقرآن

لم تختلف حياته عن حياة كبار القراء في مصر إذ كان للكُتاب الفضل في إتمام حفظه القرآن الكريم في عمر الـ 9 سنوات.

ولد محمد محمود الطبلاوي في (14 نوفمبر 1934 - 12 رمضان 1441 هـ)، بحي ميت عقبة التابع لمحافظة الجيزة، وتعود أصوله إلى محافظتي الشرقية والمنوفية.

في عمر السادسة

في السادسة من عمره أرسله والده للكتاب لحفظ القرآن الكريم، حتى أتمه وهو في التاسعة عمره، وكانت تلك اللحظة النقلة التي غيرت مجرى حياته وجعلته ينافس كبار القراء في قريته والمنطقة التي يقيم فيها.

ويحكي الطبلاوي في إحدى لقاءاته أن شيخ الكتاب كان يعاقب من يخطأ من تلاميذه في القرآن الكريم بضربه على قدميه.

وسرد الشيخ الطبلاوي في لقاءه أنه أتم حفظ كتاب الله وهو في عمر الـ 9 سنوات، وحينها قام والده بإعداد وليمة لأهل قريته وذبح كبش، وكانت هذه عادة البلاد وقتها فقد كان لحفظ الإبن للقرآن الكريم فرحة كبيرة يحتفي بها كل الأهل.

5 صاغ

دعي الشيخ محمد محمود الطبلاوي وهو في الثانية عشر من عمره للقراءة في إحدى المناسبات وكانت الذكرى السنوية لوالدة عمدة القرية، والذي أعجب بشدة بالشيخ الصغير فأعطاه 5 صاغ كأجر له وكان ذلك تحديدًا في سنة 1947 ميلاديًا، وحكى الطبلاوي عن ذلك مازحًا: " الـ 5 صاغ كانوا مبلغ حلو الواحد يشتري بيهم لحمة وخضار".

سبب زواجه في سن مبكرة

في عمر السادسة عشر، كان الشيخ الراحل القارئ المفضل للكثير من العائلات المصرية، وكان منافسًا لكبار القراء في هذا العمر المبكر، ولأنه كان وحيد والديه فقرروا زواجه في هذا السن لرغبتهم حتى يفرحوا بذريته، وقال الطبلاوي عن ذلك: "الزواج في سن صغير عصمة من الخطأ، لابد وأن يكون طريق أهل القرآن نظيف حتى لا ينزع الله منه القرآن والبركة".

أبناءه وأحفاده

وللطبلاوي 12 ابن وابنة و 30 حفيد، وأغلبهم من حفظة القرآن الكريم، ووصف الشيخ الراحل ذلك بأن هذا من فضل الله عليه.

وصوله للإذاعة المصرية

وقال الطبلاوي إنه قدم أوراقه للإذاعة، وكان يقرأ بسجيته، وكانت اللجان حينها متشددة جدًا، وبدأ هو قراءة القرآن في الإذاعة سنة 1970، وخصص له ربع ساعة في إذاعة صوت العرب ومثل ذلك في إذاعة السودان.

مسيرته في التلاوة

ويذكر أن للشيخ الطبلاوي مسيرة امتدت نحو 50 عامًا، زار خلالها أكثر من 80 دولة حول العالم، وزار ولايات أمريكا وفرنسا، ولم يدع بلد عربي إلا وصدح فيها بالقرآن الكريم.

وفاته

وتوفى الشيخ محمد محمود الطبلاوى عن عمر ناهر 86 عامًا وذلك يوم 5 مايو من عام 2020، الموافق 21 رمضان عام 1441 هجريًا.