من كوريا واحدة إلى اثنين.. تعرف على سبب تقسيم الشمالية والجنوبية

لكل دولة لها تاريخ ولها جذور وهناك دول جذورها ثابتة في الأرض غير قابلة للانقسام أوالتفتيت وفي مقابل ذلك هناك دول لعنة الأنقسام والتفتيت كانت من نصيبها وأصبحت هذه اللعنة تطاردها مع مرور الزمن و يتمخض من هذا الأنقسام توترات وتصعيد بين الحين والآخر.

وكانت الكوريتين أحد البلدان التي تواجه منذ انقسامها تصعيد بين الحين والآخر..فهل سألت نفسك يوماً ما عن سبب انقسام كوريا إلى واحدة شمالية وأخرى جنوبية؟ وجذور هذا الانقسام ؟

جذور الانقسام

يعود تاريخ الحرب الكورية بعد انهيار الإمبراطورية اليابانية في الحرب العالمية الثانية عام 1945 وكانت اليابان قامت بضم كوريا إلى أراضيها في عام 1910 وبعد الحرب لم يكن هناك حكومة كورية تباشر مهام الحكم وكان ضمن الذي تطاردهم حلم السلطة منفيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي والصين وبسبب الصراع من أجل الوصول إلى سدة الحكم تمخض منه انقسام المنافسين إلى معسكرين.

المعسكر الأول كان مكون من ماركسيون و ثوريين وكان ضمن هؤلاء المنفيين هو كيم إيل سونغ الذي تلقى تدريب من روسيا وأصبح فيما بعد ضابط في الجيش الروسى، أما المعسكر الثاني فكان يمثل الحركة القومية والتي تستمد قوتها من اليابان وأمريكا ودول أوروبا.

بداية الانقسام

بعد الحرب العالمية الثانية اتفقت كل من أمريكا والاتحاد السوفيتي على تقسيم البلاد، من أجل أغراض إدارية وكان ذلك في أغسطس عام 1945.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية ترى هذا الانقسام على أنه أمر مؤقت لكن هذا الانقسام دفع الآلف اللاجئين إلى الجنوب، ولم يتفقا في النهاية كل من المعسكر الأمريكي أو الروسي على صيغة اتفاق تؤدي إلى توحيد الكوريتين إلى كوريا واحدة.

أقرأ أيضا| تعرف على قارة زيلانديا المفقودة.. رقم 8 على الخريطة

وضع حجر الأساس للقوة العسكرية للكوريتين

خلال نهاية عام 1947 تضاعف حجم الجيش كوريا الجنوبية إلى 80 ألف مقاتل وفي عام 1948 وصل عدد الجنود وقوات الشرطة في كوريا الشمالية إلى 100 الف جندي.

وبدأت وتيرة التصعيد بين كوريا الشمالية والجنوبية تزداد ووصل القتال إلى حرب محدودة على الحدود بين جيش كوريا الجنوبية وجيش كوريا الشمالية وبدأت القوات الشمالية بشن غارات تشكلت في هيئة حرب عصابات على كوريا الجنوبية من أجل أبعاد وحدات الجيش الجنوبي.

تأسيس الكوريتين

خلال عام 1948 أعلنت كوريا الجنوبية بتأسيس الجمهورية الكورية برئاسة سينغمان ري وفي مقابل ذلك أعلنت كوريا الشمالية بتأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.

وفي عام 1949 بدأت كوريا الشمالية ببناء جيش قوي يقوم على أسس هجومية شبيه للجيش السوفيتي وفي عام 1950 استطاعت كوريا الشمالية بناء جيش قوي مقارنة بكوريا الجنوبية.

وخلال زيارة زعيم كوريا الشمالية كيم إلى روسيا طلب من ستالين إعطاء الضوء الأخضر لغزو كوريا الجنوبية ووافقت روسيا على هذا الطلب.

شن الحرب

بدأت الحرب في عام 1950 عندما قامت قوات كوريا الشمالية المدعومة من الإتحاد السوفيتي بدفع 75 ألف من جنودها إلى حدود كوريا الجنوبية المدعومة من الغرب ووقفت الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب معسكر كوريا الجنوبية وفي 25 يونيو أصدر مجلس الأمن قرار بأن العملية العسكرية لكوريا الشمالية ضد كوريا الجنوبية هو غزو وطالبت بوقف فوري لأطلاق النار.

وفي 27 من نفس الشهر أصدر مجلس الأمن قرار بإرسال قوات سلام دولية إلى هناك وشارك في هذه القوات 21 دولة وكانت أمريكا تمثل النسبة الأكبر في هذه القوات.

أقرأ أيضا| الأشهر في العالم .. 9 أشياء لا تعرفها عن البيت الأبيض!

وكانت الحرب بالنسبة لأمريكا هي حرب ضد الشيوعية إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية لم تحقق نتائج مرضية إذ أن جيش كوريا الشمالية كان مدربا بشكل جيد ومنظم ومزود بالمعدات والأسلحة مقارنة بجيش كوريا الجنوبية

وفي يوليو 1951 أعلن الرئيس الأميركي هاري ترومان ببدء مفاوضات السلام بين كوريا الشمالية والجنوبية في قرية بانمونجوم التي تقع بين حدود البلدين، لكن بسبب استمرار القتال تعثرت هذه المفاوضات، لكن بعد عامين من المفاوضات اتفقا البلدين على هدنة وكان ذلك في عام 1953 وتم تشكيل منطقة منزوعة السلاح بين البلدين ولا تزال موجودة حتى الآن.