فتاوى الشعراوي.. حكم العمل في بارات الخمور ورسالة نارية للمهاجرين «فيديو»
حكم العمل في محال بيع الخمور، يتساءل العديد من المسلمين عن الأحكام الفقهية والخاصة بالعبادات، والعقائد، والتي تشغل فكره وقد يتشكك فيها عقله؛ وعليه سأل أحد المواطنين يقول: أنا شاب مسلم وسافرت للخارج لكسب العيش ولم أجد عملًا سوى في بار يقدم الخمر للزبائن ما الحكم الشرعي وهل مكسبي منه حلال أم حرام؟
وللإجابة على السؤال طالعنا فتوى الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي مفتي الجمهورية الأسبق وصاحب تفسير «خواطر الشعراوي»، والتي قال فيها: «مكسبه حرامٌ حرامٌ، فهو ليس مضطرًا لان من يريد الهجرة من مكان لمكان نوعان إما هجرة اعتبار في الكون لتقع عينه على ما خلق الله من عجائب فيزداد إيمانه بالله، وهي سياحة الاعتبار، وهناك سياحة الاستثمار بأن تضيق بلاده به فيهاجر».
اقرأ أيضًا: فتاوى زمان.. رأي «الشعراوي» في العمل بالمحاماة والقضاء «فيديو»
وأكمل الإمام الراحل: «قال الله: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وهذه سياحة الاعتبار، وقال أيضًا: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا...) وهذه إشارة إلى سياحة الاستثمار، والحق سبحانه وتعالى يقول: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)، ويقول أيضًا: (ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة)».
حل مشاكل العالم
وأشار الشعراوي، إلى حديثه في الأمم المتحدة حول حل مشكلات البلاد حول العالم في آية واحدة من القرآن الكريم: (والأرض وضعها للأنام)، قائلًا: «قلت لهم لماذا وضعتم الحدود؟ فلو أن كل واحد ضاقت به الأرض يذهب إلى بلد آخر لعشنا في سلام وبدون خصام فمن يجوع في بلد يهاجر إلى أخرى فيعم السلام، ووضع الحدود والحواجز هي من صنعت مشاكل العالم، فأضحى العالم أرض بلا رجال، ورجال بلا أرض.
وأردف: «لمن أراد سياحة العيش نقول إياك أن تذهب لتطلب سعة عيش دنياك لتضيق على نفسك منافذ أخراك، فتسعد في الدنيا ويضيع دينك ويصبح مهلهلًا وأخلاقك فاسدة، على الإنسان حين يهاجر لطلب الرزق ان يبحث أولًا في أمرين: أولًا أمر يتعلق بالأبدان بأن يرى الأمراض الخبيثة فيطَّعِم نفسه ضد هذه الأمراض، والأمر الثاني أمر يتعلق بالأديان: بتطعيم نفسه ضد القيم الفاسدة المخالفة للإسلام، وأن ينطر هل يستطيع مزاولة شعائر دينه بدون ضغط فإن استطاع فالرحلة حلال، وإلا تصبح حرامًا ولا يتزرع بالاضطرار لأنه يسعى لعمل يترفه، والمطلوب الأساسي هو عمل يقوته وهذا متوفر في بلده الأم»
ومضى الإمام قائلًا: «كل ما يكسبه المهاجرون من مال وإن كثر لا يساوي ان تصاحب ابنته شابًا بلا زواج، وأنصح من لديهم بنات أن يراعوا هذا الأمر، ونحذِّر ونقول إن حملتك الهجرة على أي شيء حرامه الله فإنها أصبحت حرامًا».
اقرأ أيضًا: فتاوى الشعراوي.. احذر حالة واحدة تجعل البيع بالتقسيط من الربا «فيديو»
