ملحمة الصائمين في العاشر من رمضان
الشهيد إبراهيم الرفاعي.. حارب صائماً واستشهد فظل جسده يفوح بالمسك 3 أيام
أحمد الليثي مصر 2030قصص البطولات والفداء كثيرة في ملحمة الصائمين الذين حاربوا في العاشر من رمضان عام 1973، فمنهم من قضى نحبه واستشهد ومنهم من ينتظر، وكان من بين الذي قدموا أرواحهم فداء للوطن الشهيد إبراهيم الرفاعي، الذي لم تتوقف تضحياته على حرب يوم السادس من أكتوبر وفقط بل ظل يدافع عن أرض الوطن حتى فاضت روحه لخالقها بعد أن نال الشهادة يوم الـ 27 من رمضان.
كان الشهيد إبراهيم الرفاعي، قائد كتيبة صاعقة التي انطلقت بالتزامن مع الضربة الأولى لحرب السادس من أكتوبر، وتم نقلها عبر 3 طائرات هيلكوبتر خلف خطوط العدو وتحديداً في منطقة بلاعيم شرق القناة من أجل قطع امدادات الوقود عن قوات العدو الإسرائيلي، وبالفعل نجح الشهيد الرفاعي برفقة جنوده في المهمة على أتم وجه.
حافظ على صومه حتى استشهد
تضحيات الشهيد إبراهيم الرفاعي، يمكن سردها في مجلدات وربما لن تكفي، فيروي أحد أفراد مجموعة الصاعقة التي كان يقودها الشهيد الرفاعي، إنه كان يرفض أن يفطر ويصر على القتال صائماً، والأكثر من ذلك أنه كان يأمر أفراد مجموعته بالإفطار حتى لا يتأثروا جسدياً، ويضيف أنه تم تسلم جسد الشهيد بعد وفاته بثلاثة أيام ولكن الغريب في الأمر أنها كانت دافئة وتفوح منها رائحة المسك.
حارب ببسالة
جهود الشهيد إبراهيم الرفاعي خلال حرب أكتوبر لم تتوقف عند تدمير إمدادات الوقود الخاصة بالعدو وفقط، بل شن العديد من العمليات العسكرية الناجحة على القوات الإسرائيلية في مناطق شرم الشيخ وكذلك في منطقة رأس محمد، ومن العمليات التي قام بها أيضاً هو الإغارة على مطار الطور والقيام بتدمير عدد من الطائرات به مما أصاب قوات العدو الإسرائيلي بصدمة كبيرة.
معركة الدفرسوار
ومع بداية لملحمة جديدة يقوم بها الشهيد إبراهيم الرفاعي برفقة مجموعة الصاعقة التي يقودها، تم تكليفهم بإختراق معاقل العدو في غرب القناة حتي يصلوا إلى منطقة الدفرسوار، وكان الهدف من العملية في البداية هو تدمير المعبر الذي شيده العدو لعبور قواته، وفي الساعات الأولى من الفجر وصل الرفاعي برفقة مجموعته إلى هناك ولكن في اللحظة الأخيرة تغيرت التعليمات وكانت الاشتباك مع قوات العدو ومدرعاته وإيقاف تقدمها على طريق "الإسماعيلية – القاهرة"، وهنا قسم الرفاعي كتيبته إلى 3 مجموعات اثنين احتلتا التبات والثالثة نظمت عدد من الكمائن المتفرقة على الطريق.
خطة الشهيد الرفاعي انطلقت شرارتها مع ظهور مدرعات العدو الإسرائيلي، وبالفعل بدأ جنود الكتيبة في تسديد قذائف الأر بي جي إلى المدرعات التي تكبدت خسائر وتراجعت إلى الخلف، ليقرر الشهيد مطاردتها لتكبيدها أكبر خسائر ممكنه في الجنودات والعداد.
استشهاد الرفاعي
وخلال القتال الضاري الذي يشنه الشهيد مع قوات العدو انطلق الأذان من مسجد قرية المحسمة، ومع سقطت واحدة من دانات المدفعية التي أطلقتها قوات العدو بالقرب من الموقع الذي يتواجد فيه البطل ليصاب بشظايا الدانة ويسقط جريحاً، ليسرع إليه رجال مجموعته ولكنه يأمرهم بالاستمرار في القتال، ليلفظ أنفاسه الأخيرة فداء للوطن.