فتاوى رمضان.. ما حكم الإسراف في الطعام عند الإفطار؟ «الطيب» يُجيب
أحمد العلامي مصر 2030الإسراف في الطعام عند الإفطار، يتساءل العديد من المسلمين عن الأحكام الفقهية والخاصة بالعبادات، والعقائد، والتي تشغل فكره وقد يتشكك فيها عقله؛ وعليه سأل أحد المواطنين يقول: الإسراف في الطعام بعد الإفطار؛ هل يؤثر على المعاني المطلوبة من وراء الصيام؟
حكمة الصيام، وأجابت دار الإفتاء على لسان الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالي ومفتي الجمهورية الأسبق، بأن الإسراف في الطعام بعد الإفطار له تأثيرٌ سلبيٌّ على حكمة الصيام وغايته؛ لأن الإسراف في جملته مذمومٌ في شريعة الإسلام لقوله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ سورة الأعراف الآية 31، والاعتدال في كل شيءٍ محبوبٌ ومطلوب؛ لأن الإسلام دين الوسطية فلا تقتير ولا إسراف؛ قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ سورة البقرة الآية 143.
وأشار الطيب، في فتواه، إلى أن الصوم لا بد أن يكون له أثرٌ على الصائم؛ فليس من المنطقي أن يمسك الإنسان عن الطعام والشراب طوال اليوم، ثم يطلق العنان لنفسه بعد الإفطار لتنهل مما لذ وطاب وكأنه ما صام ولا استفاد من صومه شيئًا، إضافةً إلى أن هذا السلوك له مردودٌ سيئٌ على الصحة؛ فهو يرهق المعدة ويثقلها بما لا طاقة لها به بعد فترةٍ من الهدوء والراحة والاعتدال، وهذا ما يتنافى مع حكمة الصوم من التخفف والتقليل من الطعام والشراب قدر الطاقة.
«شهر القرآن».. السؤال الثامن من مسابقة الأوقاف وإذاعة القرآن «شارك واكسب»
كيف تصوم
وسأل أحد المواطنين يقول: ما هي أركان الصوم ومبطلاته والشروط التي يجب أن تتوفر لدى المسلم لكي يكون صيام شهر رمضان واجبًا عليه؟
والصوم لغة هو الإمساك، وشرعًا: التعبُّدُ لله سبحانَه وتعالى، بالإمساكِ عن الأكلِ والشُّربِ وسائِرِ المُفَطِّراتِ، مِن طُلوعِ الفَجرِ إلى غُروبِ الشَّمسِ.
أركان الصوم، للصوم الواجب رُكْنَان: الأول النية، ويشترط إيقاعها ليلًا قبل الفجر عند الجمهور، لكنها تصح عند الحنفية في الصوم المعين قبل الزوال، ومجرد التسحر من أجل الصوم يُعَدُّ نيَّة مجزئة؛ لأن السحور في نفسه إنما جُعِل للصوم، بشرط عدم رفض نية الصيام بعد التسحر، ويكون لكل يوم من رمضان نِيَّة مُسْتَقِلَّة تسبقه، وأجاز الإمام مالك صوم الشهر كله بنيَّة واحدة في أوله، وإذا كان الصوم غير واجب فيجوز تأخير النية لما بعد الفجر إلى الزوال، لمن لم يأت بمُفَطِّرٍ وأراد أن يكمل اليوم صائمًا تطوعًا فله ذلك.
والركن الثاني للصوم، هو الإمساك عن المفطرات التي يبطل بها الصوم. وهذا الركن لا بد منه في الصوم مطلقًا سواء كان واجبًا أو تطوعًا.
من يَصُوم ومن يُفطِرْ
على من يجب الصوم؟ وصوم شهر رمضان يجب على كل مسلم تتوفر فيه شروط: الإسلام، والبلوغ، والعقل، والقدرة على الصوم من جهة الخلو من المانع، مشيرة إلى أن القدرة على الصوم تتحقق بالصِّحَّة؛ فلا يجب صوم رمضان على المريض ومَنْ في معناه مِمَّن تلحقه مَشَقَّة بالصوم بنصيحة الطبيب المختص، وبالإقامة فلا يجب على الْمُسَافر، وبعدم المانع شرعًا فلا يجب على الحائض والنُّفَساء.
اقرأ أيضًا: «نسألك بنور وجهك الكريم».. دعاء لإزالة الهم ومغفرة الذنوب «فيديو»
ومن أفطر في هذا الوقت لعذر فلا إثم عليه حينئذٍ، إلا أن عليه قضاء هذه الأيام التي أفطرها بعد زوال المانع، أما من يتعذر عليه القضاء كالمريض مرضًا مُزْمِنًا لا يستطيع معه الصوم؛ فعليه فدية عن كل يوم، ومقدراها عشر جنيهات كحد أدنى.
شروط صحة الصوم
وأفادت دار الإفتاء بأن الصوم يصح لمن توافرت فيه الشروط الآتية:
1- الإسلام فلا يصح صوم الكافر.
2- العقل ويقصد به التمييز، فلا يصح صوم المجنون، أو الصبي غير المميِّز.
3- النقاء عن الحيض والنفاس.
4- قبول الوقت للصوم، بمعنى أن يكون وقت الصوم غير منهي عن الصيام فيه كيوم الفطر، والأضحى، وأيام التشريق الثلاثة.
اقرأ أيضًا: خولة بنت ثعلبة.. جادلت الرسول ﷺ وأنزل الله فيها قرآنًا وطأطأ لها عُمر رأسه
وعنْ أَنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ في السُّحُورِ بَركَةً» متفقٌ عَلَيْهِ، وعَنْ عمْرو بنِ العاصِ رضي الله عنه، أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «فَضْلُ مَا بيْنَ صِيَامِنَا وَصِيامِ أَهْل الكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ» رواه مسلم.
اقرأ أيضًا: بر الوالدين.. أحب الأعمال إلى الله ووصية الرسول ﷺ