أول من بنى الكعبة.. الشعراوي يوضِّح بالأدلة علاقة الملائكة بقواعد إبراهيم

من أول من بنى الكعبة؟، يتساءل العديد من المسلمين عن الأحكام الفقهية والخاصة بالعبادات، والعقائد، والتي تشغل فكره وقد يتشكك فيها عقله؛ وعليه سأل أحد المواطنين يقول: من أول من بنى الكعبة البيت الحرام؟

أول من بنى الكعبة الملائكة وليس البشر، وللإجابة على السؤال طالعنا مقطع فيديو لفضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمد متولي الشعراوي، يتحدث فيه عن أول من بنى البيت الحرام، قائلًا: بعض الناس يظن أن إبراهيم عليه السلام هو الذي بنى البيت، فهذا الزعم يناقض قول الله تعالى «إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة» فقبل بعثة سيدنا إبراهيم كان هناك بشر يعيشون وكان لهم بيت معبود يتجهون فيه إلى الله لعبادته.

وأكمل الإمام الراحل: وقوله تعالى «وُضع للناس» بالبناء للمجهول تعني أن الذي بناه غير الناس فول قلنا إن الذي بناه هم الملائكة جاز هذا أن يكون الله كلفهم بهذا، وقوله «هدى للعالمين» يقتضي أنه كان يشمل الملائكة لأنهم من جملة العالمين؛ فلا يجوز فهم الكون في ركاب العقل، بل يكون العقل في ركاب الكون.

اقرأ أيضًا: بلاغة العرب.. جليلة بنت مرة حين قُتِلَ زوجها كُليبًا يرويها الشعراوي

ومضى الشعراوي قائلًا: وفي قوله تعالى: «وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل» الرفع هو إيجاد البعد الثالث وهو الارتفاع، يعني أن الطول والعرض موجودان وهي قواعد البيت، وإبراهيم عمله في إيجاد المكين وليس إيجاد المكان فهو كان موجودًا من قبل إبراهيم، وعندما ذهب إبراهيم بزوجته هاجر وابنه إسماعيل وهو رضيع فقال إبراهيم مخاطبًا الله جل وعلا: «إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم» وهذا دليل أنه عندما ذهب إبراهيم بهاجر وإسماعيل إلى مكة كان البيت المحرّم موجودًا أصلًا ثم بعد ذلك قال الله: «وإذا يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل» يعني أنه عندما رفع إبراهيم القواعد من البيت كان إسماعيل الرضيع وقتما جاء به سيدنا إبراهيم إلى مكان البيت قد كَبُرَ وبدأ في مساعدة أبوه؛ وهذا دليل آخر أن البيت كان موجودًا قبل إبراهيم عليه السلام.

اقرأ أيضًا: فتاوى زمان.. رأي «الشعراوي» في العمل بالمحاماة والقضاء «فيديو»