الشيخ أحمد محمود إبراهيم.. عاشق اللغة العربية وصديق العلماء والسياسيين بقنا
محمد فتحي قنا مصر 2030يعد الشيخ أحمد محمود إبراهيم صديق، أحد أهم علماء الأزهر الشريف في محافظة قنا، فقد كان عالما أديبا، سياسيا، مثقفا، كريم الخلق، كثير العطاء، صاحب إنجاز ، وصاحب حضور قوي، نشيط لا يعرف الكسل إليه سبيلا، ولا يعرف الكلل أو الملل، حسن الخلق، سريع البديهة، حاضر الذهن.
مولده وتعليمه
الشيخ أحمد محمود إبراهيم المولود عام 1928، بنجع سالم بشرق تيل نجع حمادي شمالي قنا، تلقى تعليمه في المدارس الأزهرية والتحق بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، وحصل على الشهادة العالمية منها، الدرجة العالية ليسانس اللغة العربية وإجازة التدريس في التخصص اللغوي عام 1950.
عمل مدرسا بالمعاهد الأزهرية لمادة اللغة العربية، وبدأ بمعهد إسنا الأزهري ثم معهد جرجا، ثم معهد قنا، ثم استقر به المقام بمعهد نجع حمادي.
أسس الكثير من المدارس الأزهرية للبنين والبنات، في مركز وقري نجع حمادي بقنا.
ثم عمل وكيلا لمعهد نجع حمادي الأزهري، ثم شيخا لمعهد بهجورة.
وفي بهجورة كانت له بصمة كبرى، تمثلت في إنشاء معاهد ومدارس أزهرية «ابتدائي - إعدادي - ثانوي» للبنين والفتيات، كما تولي قيادة التعليم الابتدائي على مستوى منطقة قنا الأزهرية، وكانت تضم محافظات، قنا، الأقصر، والبحر الأحمر.
أنشأ عدة معاهد ازهرية في محافظة قنا، وله أياد بيضاء في إنشاء المجمع الأزهري في قريته نجع سالم «ابتدائي- إعدادي- ثانوي» بنين، فتيات، كما بنى في قرية أولاد نجم مجمعا للمعاهد الأزهرية ووصل الأمر الآن أن كل قرية في أولاد نجم بها مدرسة أزهرية.
الشيخ والعمل السياسي
وفي العمل السياسي، كان عضوا فاعلا نشطا مؤثرا في المجلس المحلي لمحافظة قنا، في الفترة من 1998 وحتى وفاته في 2001.
وكانت قنا في هذا الوقت زهرة المدائن تحت قيادة اللواء عادل لبيب محافظ قنا، الذي لا يتكرر كثيرا، وعلى ذكر اللواء عادل لبيب اذكر هذه القصة حج الشيخ احمد محمود خمس مرات واعتمر عشر مرات وتوفي عام 2001، وأصر علي أن يذهب إلى الحج وقدم أوراقه لكن لم يصبه الدور، ولم ييأس وأجرى اتصالاته مع اللواء عادل لبيب، يطلب فيه مساعدته في الحصول على تأشيرتين للحج له ولابنته، وبالفعل حصل عليهما وسافر لأداء فريضة الحج وكأنه يودع هذا المكان الطاهر وبالفعل مات بعد عودته بشهرين.
وبالعودة إلى العمل السياسي، استثمر الحاج أحمد عمله السياسي، في مساعدة أهل نجع حمادي والقرى، في رصف الطرق وتوصيل مياه الشرب لشرق وغرب النيل، إلى جانب إنشاءات كثيرة ومتعددة بالمدارس، وقاد حملة طرق الأبواب للتبرعات لبناء المعاهد الأزهرية في إنجازات واضحة للعيان.
الشيخ أحمد محمود إبراهيم وصورة من قريب
هو والد رحيم حنون طيب كريم يكرم زائريه، وهو شخصية قيادية تتميز بحسن المتابعة طوال الوقت مع الحسم والشخصية القوية لضبط العمل في المعاهد الأزهرية التي عمل بها.
أما عن علمه فهو عاشق للغة العربية متعمق في آدابها وشعرها ونحوها وصرفها وبلاغتها، وهو خطيب بارع تولى الخطابة في مسجد قريته نجع سالم لمدة ثلاثين عاما، كان يقود قوافل النور للتوعية الدينية، طوال أشهر رمضان، في حياته والتي كانت تطوف القرى والنجوع.
أرسله الأزهر في بعثة علمية إلي الجزائر سافر خلالها إلي فرنسا وذلك من عام 1968 حتى عام 1973.
وهو قارئ جيد كان متابع للصحف اليومية وخصوصا جريدة الأهرام، وهو مستمع جيد لإذاعة القرآن الكريم.
معلومات غريبة
ومن المعلومات الغريبة التي سمعتها عن الشيخ أحمد ان فضيلته قد كوّن فريقا للتمثيل المسرحي من طلاب الأزهر، ليقدموا مسرحيات هادفة تحمل مضمونا دينيا، وبذلك يضرب المثل والقدوة بوسطيته التي لاتعرف تعصبا ولا تطرفا.
كان رحمه الله خفيف الظل يميل إلى المرح، دون الخروج عن وقار شخصيته وكاريزما قيادية.
زمالة وصداقة العلماء والسياسيين
ارتبط الشيخ أحمد بزمالة وصداقة العلماء، في نجع حمادي أصحاب الفضيلة الشيخ عثمان عباس، والشيخ نصر الدين علي عبدالنعيم والشيخ عبد الغفار الدردير ، والشيخ عبدالغفار عبدالعال، والشيخ عبدالله عيسى، والشيخ الأمير خالد، والشيخ حسين عبدالعال.
ومن السياسين اللواء عادل لبيب محافظ قنا الأسبق، والنائب أحمد فخري قنديل، والنائب عبدالرحيم الغول، عضوا مجلس الشعب آنذاك، وارتبط بأبناء الشيخ أبي الوفاء الشرقاوي، وقد قام بالتدريس للكثير من أبنائهم فهم أحبابه وتلاميذه.
عمل الشيخ أحمد منذ تقاعده عن العمل الرسمي بالتعليم الخاص، فقد أنشأ المدرسة الثانوية الخاصة، وعمل مديرا لها حتى وفاته.
وكان ممثل محافظة قنا لأصحاب المدارس الخاصة، يتكلم باسمهم ويتابع ملحوظات مديرية التعليم.
عمل الشيخ أحمد على خدمة الناس حتي وافته المنية عام 2001، وحكى شهود عيان، أنه حين توفي كان يمسك بيده أوراق تخص إنشاء معهد أزهري جديد كان حصل على موافقة بإنشائه.
وصدق فيه قول الشاعر: «علوٌ في الحياة وفي الممات
لحقٌ أنت إحدى المعجزات».