خلال لقاء وزير الكهرباء مع وفد كبير من رجال الأعمال البريطانيين برئاسة سفير بريطانيا بالقاهرة
خطة الشركات البريطانية للتوسع بمشروعات الطاقة المتجددة في مصر
إيمان سعيد مصر 2030تستكمل الجمهورية الجديدة بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، خطتها الاستراتيجية نحو تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر، وذلك في إطار تحديث استراتيجية الطاقة 2035، وتحقيقًا لرؤية مصر 2030، لتشمل هذه المشروعات الهامة كمصدر للطاقة، من خلال التعاون مع كبرى الشركات العالمية.
وخلال السطور التالية، نرصد معكم خطة رجال الأعمال البريطانيين لزيادة فرص الاستثمار بالطاقة المتجددة في مصر.
خطة رجال الأعمال البريطانيين لزيادة فرص الاستثمار بالطاقة المتجددة في مصر
وفي هذا الصدد، التقى الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، اليوم الثلاثاء، جاريث بايلي سفير بريطانيا بالقاهرة، ولان جراي رئيس الغرفة المصرية البريطانية ووفد كبير يضم عدد من الشركات البريطانية العاملة في مجال الطاقة بشأن التعرف على التجربة المصرية والإجراءات التي اتخذها قطاع الكهرباء المصري بمجال خفض الإنبعاثات، وذلك في إطار الإعداد لمؤتمر الأطراف COP27 المقرر عقده فى نوفمبر 2022 بمدينة شرم الشيخ، وبحث سبل دعم وتعزيز التعاون مع قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصرى إلى جانب زيادة فرص الاستثمار على أرض مصر، وفقًا لما نشرته أسواق للمعلومات.
ومع بداية اللقاء، قام وزير الكهرباء بالإشادة بالعلاقات المتميزة التى تربط بين مصر وبريطانيا في العديد من جوانب التعاون المختلفة بمختلف مجالات الكهرباء، معربًا عن فخره وتقديره بالتعاون المثمر والبناء مع عدد من الشركات البريطانية فى مشروعات القطاع على أرض مصر معرباً عن رغبته فى زيادة حجم هذا التعاون.
الإنجازات التي نجح قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة في تحقيقها
كما قام بعرض تفصيلي يتضمن الإنجازات التي نجح قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة في تحقيقها مؤكداً على الإهتمام الذى يوليه القطاع لنشر إستخدامات الطاقات المتجددة وخفض إنبعاثات الكربون، لافتًا إلى الخطوات الناجحة الذى إتخذها قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، إذ تمكن القطاع بالتعاون مع شركة سيمنس الألمانية وشركائها المحليين من تنفيذ ثلاثة محطات من المحطات العملاقة لتوليد الكهرباء في كل من؛ بنى سويف، البرلس، والعاصمة الإدارية الجديدة لإضافة 14400 ميجاوات، وذلك باستخدام أحدث تكنولوجيا عالمية في هذا المجال بكفاءة تصل إلى أكثر من 60% لخفض استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات.
ونوه بأن القطاع نجح في إضافة قدرات كهربائية إلى الشبكة الكهربائية الموحدة بلغت أكثر من 28 ألف ميجاوات، وبهذا أصبحت قدرات التوليد الكهربائية المتاحة كافية للوفاء بمتطلبات المستثمرين في سائر أنحاء الجمهورية من الطاقة الكهربائية، لافتًا إلى استراتيجية الدولة التي تهدف لزيادة مساهمة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية، والإهتمام الذي يوليه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة لتنويع مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية والاستفادة من ثروات مصر الطبيعية وبخاصة مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، والتي تستهدف الوصول بنسبة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة في مصر إلى 42% بحلول عام 2035.
مصر تمتلك أكبر قدرات الكهربائية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
ولفت وزير الكهرباء إلى ما تتمتع به مصر من ثراء واضح في مصادر الطاقات المتجددة وخاصة طاقة الرياح والشمس التي تؤهلها لتكون واحدة من أكبر منتجي الطاقة المتجددة وتم تخصيص أكثر من 7650 كيلومتر مربع من الأراضي غير المستغلة لمشروعات الطاقة الجديدة و المتجددة، موضحاً أن أطلس الرياح يشير إلى أن مصر تمتلك أكبر قدرات الكهربائية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يمكن إنتاجها تصل إلى حوالى 30 جيجاوات من طاقة الرياح و 60 جيجاوات من الطاقة الشمسية.
هذا وشدد وزير الكهرباء، بالاهتمام الذي يوليه القطاع للطاقات المتجددة من خلال خطة طموحة تستهدف زيادة نسبة مشاركة الطاقات المتجددة لتصل إلى حوالى 10 آلاف ميجاوات فى عام 2023، موضحًا أن القطاع قد قام بإتخاذ عدد من الإجراءات الهامة للإستفادة من الإمكانيات الهائلة من الطاقة المتجددة وفقاً لعدد من الآليات لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في مشروعاته، وأصبح للقطاع الخاص ثقة كبيرة في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري حيث تقدم عدد كبير من المستثمرين من القطاع الخاص الأجنبى والمحلي للدخول في مشروعات القطاع وعلى رأسها مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.
تعاون مع شركات عالمية للبدء بتنفيذ مشروعات تجريبية لانتاج الهيدروجين الأخضر
وأفاد شاكر خلال اللقاء، بوجود تعاون مع شركات عالمية للبدء في المناقشات والدراسات لتنفيذ مشروعات تجريبية لانتاج الهيدروجين الأخضر في مصر كخطوة اولى نحو التوسع في هذا المجال وصولا الى امكانية التصدير باعتبارها من كبرى الشركات العالمية ذات الخبرات الكبيرة في مجال الطاقة النظيفة على مستوى العالم ، مؤكداً على إستعداد القطاع للتعاون مع مختلف الأطراف في هذا المجال.
كما نوه بأن الهيدروجين الأخضر يحظى أيضًا باهتمام كبير باعتباره مصدرًا واعدًا للطاقة في المستقبل القريب، حيث تعمل حالياً لجنة وزارية على المستوى الوطني لدراسة الهيدروجين كمصدر للطاقة في المستقبل القريب في مصر والبحث في جميع البدائل الممكنة لتوليد واستخدام الهيدروجين مع الأخذ في الاعتبار التجارب الدولية بهذا المجال.
وذكر أيضًا أنه تم مؤخرًا توقيع مذكرة تفاهم مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بشأن توجه مصر نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال تمويل الأعمال الاستشارية لإعداد الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين حيث سيتم تحديث استراتيجية الطاقة 2035 لتشمل الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة، مشددًا على الجهود التي تقوم بها مصر تكون ممر لعبور الطاقة النظيفة التى تتمتع بها القارة الأفريقية، وتحرص مصر على دعم جهود الدول الأفريقية للنفاذ للطاقة النظيفة من المصادر المتجددة.
كما شدد أيضًا على الإهتمام الذي توليه الحكومة المصرية لتعظيم الإستفادة من الطاقات المتجددة فى تحلية المياه حيث تم إعداد خطة استراتيجية لتحلية المياه من مصادر الطاقة المتجددة بالتعاون بين وزارة الإسكان ووزارة الموارد المائية ، حيث تم تحديد الأرض المطلوبة مع خطة مدتها 5 سنوات تبدأ من عام 2020-2050 بهدف إنتاج حوالي 3 مليون م 3 / يوم.
مشروعات الربط الكهربائي مع دول الجوار
وفيما يتعلق بمشروعات الربط الكهربائي مع دول الجوار، أوضح بأن هناك اهتمام شديد من الوزارة بالربط القائم مع كل من الأردن وليبيا والسودان بالإضافة إلى مشروعات الربط مع السعودية وقبرص واليونان حتى تصبح مصر مركز إقليمى لتبادل الطاقة مع أوروبا والدول العربية والأفريقية.
تحسين وتطوير شبكتي النقل والتوزيع
أما فيما يتعلق بتحسين وتطوير شبكتي النقل والتوزيع، أكد وزير الكهرباء، أن القطاع يعمل حاليًا على تحسين وتطوير شبكتي النقل والتوزيع، بما في ذلك محطات المحولات ذات الجهد الفائق ومراكز التحكم ، بالإضافة إلى الشبكات الذكية لتعزيز وتقوية الشبكة الكهربائية القومية من أجل استيعاب القدرات الجديدة المضافة من الطاقة المتجددة، والحد من الفقد الكهربائى فى الشبكة وتعزيز الربط الكهربائي مع الدول المجاورة.
وفى سبيل ذلك، فقد تم تنفيذ العديد من المشروعات في مجال الخطوط الهوائية ومحطات المحولات على الجهود الفائقة والعالية على مستوى الجمهورية في الفترة من 2014 حيث تم زيادة أطوال الشبكات جهد 500 ك.ف ما يقرب من 1,4 ضعف ماكانت عليه عام 2014، كما تم زيادة سعات محطات المحولات جهد 500 ك.ف على ذات الجهد، بالإضافة إلى ما تم إضافته من أطوال خطوط وسعات محطات محولات على باقى الجهود سواء أكان إنشاء مشروعات جديدة أو توسيع مشروعات قائمة.
الوفد البريطاني يشيد بما يمتلكه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري
وفي السياق ذاته، وجه الوفد البريطاني، إشادة حافلة بما يمتلكه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري من خبرات كبیرة فى كافة المجالات، مشيدًا أيضًا بالإصلاحات التى نجحت مصر بصفة عامة بتحقيقها وبالإنجازات التي نجح القطاع المصري في تحقيقها خلال فترة القليلة الماضية .
وأعرب الوفد عن رغبته في زيادة حجم التعاون فى العديد من المجالات وخاصة الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر حتى نصل إلى صفر إنبعاثات، كما أشادوا بكافة الجهود التي قام بها قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصرى بما وما حققته مصر في مجال مكافحة التغير المناخي حيث أصبحت دولة رائدة في المنطقة مما يشجع على نقل تلك الخبرات إلى الدول الأخرى بالمنطقة.
وأكد الوفد على أهمية استمرار التعاون وتبادل الرؤى خلال الفترة المقبلة استعدادا لتنظيم مصر لفعاليات مؤتمر الأطراف COP 27 فى مجالات الطاقات المتجددة ، تحسين كفاءة الطاقة والبحوث والدراسات.