خسائر أمريكا تزداد .. السعودية تتجه لبيع النفط باليوان والإعلام يهاجم بايدن
كتب سليم خالد مصر 2030أثرت الحرب الروسية الأوكرانية، على توازنات القوى في العالم، حيث أشارت بعض التحليلات والتقارير الإعلامية إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تفقد هيمنتها على العالم تدريجيًا مع الغزو الروسي لأوكرانيا، بالتزامن مع نهوض التنين الصيني من الشرق، ومنذ عدة أيام وتحديدًا 15 مارس الجاري، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن السعودية، وهي أكبر مصدر النفط في العالم، تدرس قبول اليوان الصيني بدلا من الدولار في مبيعات النفط لـ الصين.
وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة العربية السعودية، تجري محادثات نشطة مع بكين لتسعير مبيعاتها النفطية إليها بـ اليوان، وهي خطوة من شأنها أن تقلل من هيمنة الدولار الأمريكي، على سوق النفط العالمية وتمثل تحولا آخر من قبل أكبر مصدر خام إلى آسيا في العالم، موضحة أن المحادثات مع الصين بشأن عقود النفط المسعرة باليوان كانت قد توقفت منذ 6 سنوات، لكنها تسارعت هذا العام وأصبح السعودية غير راضية عن الالتزامات الأمنية الأمريكية في المنطقة والأقليم.
غطرسة واشنطن
"دفعت غطرسة واشنطن تجاه الرياض، إلى اتجاه الأخيرة للتناقش مع الصين حول بيع النفط السعودي مقابل اليوان".
هذه العبارة بدأت بها الصحفية الأمريكية أندريا ويدبورج في مقالتها المنشورة في مجلة "The American Spectator" الإلكترونية اليوم الأحد، مشددة على أن الدولار الأمريكي يعتبر اليوم عملة احتياطية عالمية ولا بد أن تبقى مستقرة وسهلة المنال، إضافة إلى وجوب أن تكون نوعا من الملجأ.
وقالت "ويدبورج"، إنه يمكننا القول إن العملة الاحتياطية تعتبر تنبؤا يتحقق من تلقاء نفسه، فهي تزداد قيمة بفضل وضعها الخاص، ووضعها هذا هو الذي يدعم أمريكا في تحملها عبء ديونها الهائل، وهذا هو سبب شدة القلق الذي أثاره نبأ مفاده أن السعودية مستاءة من واشنطن وتأمل في تنظيم بيع نفطها للصين مقابل اليوان بدلا من الدولار.
أسباب اتجاه السعودية للصين
وأوضحت ويدبورغ أن الإعلام الأمريكي يرجع سبب قرار الرياض بشأن الاتجاه إلى الصين، إلى عدم ثقتها في إدارة الرئيس بايدن، مع غياب الدعم الأمريكي للتحالف العربي في اليمن، وسعي أمريكا لعقد الاتفاق النووي مع إيران، وانسحابها الفوضوي من أفغانستان، الذي جاء رمزا لـ "فشل الهيبة الأمريكية، مشيرة إلى أن إدارة بايدن، تتعامل مع السعودية بازدراء متعجرف، وهو الأمر الذي أدى إلى هذه النتيجة.
تأثير الصفقة على أمريكا
وعما إذا كانت ما تؤثر الصفقة على الاقتصاد الأمريكي، قالت الصحفية الأمريكية، إن هناك عوامل تبعث أملا ألا تصبح صفقة اليوان كارثة محدقة على أمريكا، وهو أن واشنطن لا تشتري من السعودية سوى ربع كميات النفط التي كانت تشتريها في تسعينيات القرن الماضي، وأن الدولار يمثل عملة أكثر استقرارا من اليوان، على الرغم من أن إدارة بايدن تطبع الأوراق المالية وتبذرها بشكل متهور، أما الصين فتبدو أكثر متانة مما هي عليه في الحقيقة، مثلها مثل الاتحاد السوفيتي سابقا.
واختتمت: "نظرا لما صنعه الديمقراطيون مع الاقتصاد الأمريكي خلال عام واحد فقط، علينا أن نتوقع سباقا بين الصين وأمريكا باتجاه سقوط اقتصادي نحو الأسفل، وأقول بصراحة إنني أراهن على بايدن".
وتعتبر السعودية أكبر مصدري النفط إلى الصين، وأظهرت البيانات أن المملكة حافظت على مرتبتها كأكبر مصدر للنفط الخام إلى الصين في العام 2021، حيث زادت الإمدادات بنسبة 3.1% مقارنة بالعام 2020.