حكاية أشهر ضابط إنجليزي أول من كافح المخدرات في مصر
حنان سليم مصر 2030توماس راسل وهو ضابط شرطة إنجليزي، ينتمي إلى أسرة مرموقة اشتهرت بالشجاعة وتولت كثير من المناصب السياسية.
وظل توماس راسل لمدة طويلة هو أشهر ضباط البوليس المصري خلال فترة الاحتلال الإنجليزي، فقد وصل توماس راسل إلى مصر سنة 1902 وعمره 23 سنة، وبدأ العمل متدربا في منطقة الجمرك بالإسكندرية.
ولد في1879 وتخرج من كامبريدج والتحق بالخدمة في وزارة الداخلية المصرية سنة 1902.
وفي سنة 1918 عين حكمدارا للقاهرة وحصل على لقب باشا وأسس أول مكتب لمكافحة المخدرات في مصر وانتهت خدمته ستة 1946، وتوفي في لندن سنة 1954.
ومن طرائف اللصوص، مآسي الثأر، خبايا الدعارة، وصالات القمار، حيل التهريب، وأساطير قص الأثر، ورحلة غوص ممتعة في أعماق المجتمع المصري خلال النصف الأول من القرن العشرين يقدمها لنا أخطر رجال البوليس الإنجليز في مصر، توماس راسل، الضابط الذي دخل مصر سنة 1902 وغادرها 1946 وهو حكمدار لشرطة القاهرة يحكي مالم يُحكى عن فترة مبهمة من تاريخ المصريين.
وكتب راسل مذكراته عام 1949 وقد ترجمت أكثر من مرة، في المرة الأولى نشرتها مجلة “مسامرات الجيب” عام 1949 في عدة حلقات وهي نفس السنة التي نشر فيها راسل مذكراته بالإنجليزية، والمرة الثانية نشرتها مجلة “البوليس” عام 1956 على حلقات مطولة، وبعيدا عن المذكرات فقد كان راسل ملء السمع والبصر طوال فترة عمله في البوليس حتى خروجه من الخدمة عام 1946، فكتب العديد من المقالات في دوريات مختلفة وأجريت معه الكثير من الحوارات.
وفي شهر مارس 1935 أصدرت جريدة الأهرام عددا تذكاريا ضخما عن الصحة، وكان توماس راسل أحد الكتاب الذين اشتركوا في كتابة مقالات في هذا العدد التذكاري، والغريب أن راسل وهو وقتها كما هو معروف من مقاله “حكمدار مصر ورئيس مكتب مكافحة المخدرات” لم يكتب عن الجريمة أو المخدرات بشكل مباشر، لكنه كتب مقالا بعنوان “الطاعون الجديد” ولم يكن يقصد المخدرات، ولكنه كان يقصد مشروب “الشاي” الذي يشربه غالبية الشعب المصري وتحدث مطولا عن أضراره الاقتصادية والاجتماعية، وكيف أن هذا المشروب أدى إلى جرائم عديدة يتوجب مكافحته كما يكافح المخدرات.
مقال توماس بجريدة الأهرام
وجدير بالذكر أنه في مثل هذا اليوم 20 مارس 1929 تم إنشاء أول جهاز بوليس مصري لمكافحة المخدرات حيث بدأ في القاهرة وطنطا ومُنح رجاله الضبطية القضائية بعد 22 سنة من تأسيسه .
وقبل عام 1929 كانت مصر بلا إدارة لمكافحة المخدرات، حتى صدر قرار مجلس الوزراء في 20 مارس 1929 بإنشاء مكتب مكافحة المخدرات بالقاهرة، ولم تمر 6 سنوات حتى صدر قرار من مجلس الوزراء بإنشاء فرعين آخرين لمكتب مكافحة المخدرات بطنطا والثاني بأسيوط في 25 ديسمبر سنة 1935.