القومي للبحوث لـ«مصر2030»: الإفراط في تناول المضادات الحيوية يُظهر ميكروبات جديدة في الجسم

أظهرت بعض الدراسات البحثية، أن الإفراط المستمر في استخدام المضادات الحيوية، دون الرجوع إلى الطبيب قد يؤدي إلى الوفاة.

وهناك بعض الدراسات التي أجريت في هذا الشأن والتي أثبتت أن هناك حوالي مليون و200 ألف شخص توفوا حول العالم بسبب ظهور عدوى بكتيريا نتيجة استخدام المضادات الحيوية بشكل زائد.

كما أنه يوجد الكثيرين من المواطنين الذين قد يلجأو إلى الصيدليات لتناول تلك المضادات دون معرفة إذا كانت هذه المضادات تتعارض مع أدوية قد يتناولها نتيجة اصابتهم بأمراض أخرى، كالقلب، الضغط، السكر، وغيرها.

ونلاحظ أن هذا السلوك متواجد بشكل كبير في الدول العربية، الذين يتوجهون من تلقاء أنفسهم إلى الصيدليات وتناول تلك المضادات، التى قد تسبب لهم إضرارًا جسيمة وظهور ميكروبات مضادة بجسهم نتيجة الاستخدام السئ لهذاه المضادات.

وقال الدكتور أسامة عزمى، بالمركز القومي للبحوث، إنه يوجد لدينا ثلاثة أقسام من الأدوية، القسم الأول هو ما يطلق عليه أدوية متواجدة على الرف، وهى أدوية بسيطة خفيفة أمنة بدرجة كبيرة، يمكن أن يتناولها الشخص بدون وجود روشتة طبية، مثل المسكنات الخفيفة، والحساسية الخفيفة، كريمات الجلد الخفيفة، وغيرها.

وأضاف عزمى في تصريحات لـ"مصر 2030" القسم الثاني وهى مجموعة من الأدوية لايمكن صرفها إلا بوجود روشتة طبية، ولا توصف إلا من خلال طبيب، لأن الطبيب هو الذى يعلم حالة المريض جيدًا ويعلم إذا ما كان يتناول أدوية تتعارض مع الأدوية التى سيقوم بصرفها له أم لا، وكذلك ما إذا يكون لها تأثير ضار على المريض أم لا.

وتابع عزمي أن القسم الثالث وهي مجموعة من الأدوية المخدرة التي لا تصرف تمامًا إلا عن طريق روشتة من الطبيب ويكون عليها ختم الطبيب".

وأكد الدكتور أسامة عزمى، أن الاستخدام الخاطئ للأدوية وخاصة المضادات الحيوية، التى يقوم المريض بتناولها من تلقاء نفسه، تسبب له مشاكل صحية كبيرة قد تؤدي إلى الوفاة، مشيرًا إلى أن هناك الكثيرين من المرضى تتناول أدوية من الصيدليات دون معرفة إذا كان ذلك الدواء يتعارض مع أدوية أخرى قد يكونو يتناولها، كالضغط، السكر، الكلى، القلب، التى قد تتعارض مع الدواء الذى سيتناوله.

وأوضح عزمي أن الإفراط الزائد في استخدام الأدوية دون الرجوع للطبيب، وخاصة المضادات الحيوية، قد يضر المريض، لتعارضه مع أدوية أخرى قد يكون يتناولها، ما يؤدي إلى فشل في وظائف الكبد أو الكلي، أو قد يؤدي في بعض الأحيان إلى مشاكل في المخ.

وتابع عزمي قائلًا "الاستخدام الزائد عن الحد للمضادات الحيوية، يؤدى إلى وجود أنواع من الميكروبات المقاومة لهذا المضاد الحيوي، ما يؤدى إلى عدم تأثير المضاد الحيوي لهذا الميكروب الذى ظهر في الجسم".

وأشار عزمي إلى أن هناك مشاكل كبيرة قد تظهر نتيجة استخدام هذا المضادات، وهى ظهور أنواع جديدة من الميكروبات التى لا تؤثر فيها المضادات الحيوية بشدة، وهذا أحد أسباب ظهور أدوية جديدة بصفة دائمة في الأسواق نتيجة وجود ميكروبات أو جراثيم لاتؤثر فيها الأدوية، موضحًا أن أول مضاد حيوي تم إنتاجه كان يسمى "البنسلين" وكان أول مضاد حيوي يظهر على مستوى العالم، قائلًا "إيه اللى خلى البنسلين لم يبق المادة الفعالة الأولى على مستوى العالم مثلما كان في الأربعينات أو الخمسينات؟ نتيجية استخدامه بطريقة عشوائية، وعدم الالتزام بضرورة وجود وصفة طبية من الطبيب، مما ترتب عليه ظهور أدوية جديدة.

وأكد الأستاذ بالمركز القومي للبحوث، أن كثرة تناول المضادات الحيوية تعمل على إرهاق الكبد والكلي، بالإضافة إلى تحول المرض من مرض حاد يستغرق عدة أيام أو أسابيع في علاجه، إلى مرض مزمن يستغرق المريض في علاجه إلى أشهر وسنين، بالإضافة إلى أنه قد يؤدي أيضًا إلى القيام بتتدخلا جراحية.
وطالب الدكتور أسامة عزمى المواطنين، بعدم الإفراض في تناول المضات الحيوية، بطريقة عشوائية، دون الرجوع للطبيب، لخطورتها على الجسم، وكذلك مضاعفاتها التى قد تصل إلى حد الوفاة.