اسألوا الله خيرها.. هذا ما كان يفعله النبي عند هبوب الرياح
جهاد حسن مصر 2030تشهد مصر حاليًا حالة من التقلبات الجوية والتي يصاحبها رياح مثيرة للرمال والأتربة، وقد نجد البعض يسب الريح، غير مدركًا أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك.
فقد ورد عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إنه قال: «لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أُمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أُمرت به».
وجاء في صحيح مسلم عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به، قالت وإذا تخيلت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر فإذا أمطرت سري عنه فعرفت ذلك في وجهه، قالت عائشة فسألته فقال لعله يا عائشة كما قال قوم عاد فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا.
لماذا نهى النبي عن سب الريح
ومن المعروف أنه لا يجوز للمسلم أن يسب الريح، وذلك لأنها مسخرة بأمر الله مدبرة ومأمورة.
وجاء في البخاري في الأدب المفرد وأبو داود في السنن، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الريح من روح الله، تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرها»
وقوله: "من روح الله"، أي من الأرواح التي خلقها الله، فالإضافة هنا إضافة خلق وإيجاد.
اللهم لاقحًا لا عقيمًا
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا اشتدت الريح: "اللهم لاقحاً لا عقيماً".
والمقصود ب لاقحاً أي: ملقحة للسحاب.
قال تعالى في سورة الحجر :"وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين"
وذُكر في تفسير ذلك أي أن الله سخر الرياح رياح الرحمة تلقح السحاب كما يلقح الذكر الأنثى فينشأ عن ذلك الماء بإذن الرب سبحانه وتعالى فيسقيه الله العباد والمواشي والزروع، ويبقى في الأرض مدخرًا لاحتياجاتهم فيما بعد.
دعاء المطر
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى سحابًا مقبلًا من أفق من الآفاق ترك ما هو فيه وإن كان في صلاة؛ حتى يستقبله فيقول: «اللهم إني أعوذ بك من شر ما أُرسل به» فإن أمطر قال: «اللهم صيبًا نافعًا اللهم صيبًا نافعًا»، وإن كشفه الله ولم يمطر حمد الله على ذلك.