في يوم الشهيد.. هل كل الشهداء في منزلة واحدة؟
جهاد حسن مصر 2030جعل الإسلام الشهداء منازل، فليس الشهداء فقط هم من قتلوا في ساحة المعركة دفاعًا عن الدين أو الوطن أو العرض، بل قد ينال المسلم الشهادة حتى لو مات على فراشه.
هل كل الشهداء في منزلة واحدة؟
يتساءل البعض عن كيف ينال المسلم الشهادة وقد مات على فراشة؟ وهل يتساوى مع الذي مات دفاعًا عن دينه ووطنه؟
روى مسلم في صحيحه، أن النبي صلَّ الله عليه وسلم قال: من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه.
وقال بعض أهل العلم في ذلك ليس كل الشهداء في منزلة واحدة، ولكن المقصود أنهما يشتركان في أصل الأجر لا في تمامه.
وقال المناوي في فيض القدير: "مجازاة له على صدق الطلب، لأن كلا منهما نوى خيرا وفعل ما يقدر عليه فاستويا في أصل الأجر، ولا يلزم من استوائهما فيه من هذه الجهة استواؤهما في كيفيته وتفاصيله؛ إذ الأجر على العمل ونيته يزيد على مجرد النية، فمن نوى الحج ولا مال له يحج به يثاب دون ثواب من باشر أعماله، ولا ريب أن الحاصل للمقتول من ثواب الشهادة تزيد كيفيته وصفاته على الحاصل للناوي الميت على فراشه، وإن بلغ منزلة الشهيد، فهما وإن استويا في الأجر لكن الأعمال التي قام بها العامل تقتضي أثرا زائدا وقربا خاصا وهو فضل الله يؤتيه من يشاء".
وعبر النووي عن هذا المعنى بـ من التبعيضية، فقال: إِذَا سَأَلَ الشَّهَادَة بِصِدْقِ أُعْطِيَ مِنْ ثَوَاب الشُّهَدَاء.
ما هي خصال الشهيد؟
عن المقدام بن معدي كرب قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: "للشهيد عند الله ست خصال يغفر له في أول دفعة ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين من أقاربه. قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب".
الشهيد لا يشعر بسكرات الموت
ومما خص الله به الشهداء لعلو منزلتهم عنده هو أن الشهيد لا يعاني من سكرات الموت ويخفف الله عنه كربة الموت.
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: "ما يجد الشهيد من مس القتل، إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة".
وقال المناوي في شرح ذلك: الشهيد لا يجد ألم القتل، إلا كما يجد أحدكم مس القرصة بمعنى أن الله تعالى يهون عليه الموت، ويكفيه سكراته وكربه.