24 نوفمبر 2024 11:36 22 جمادى أول 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
دين وفتاوى

النذر.. ما حكمه وما كفارة عدم الوفاء به؟ دار الإفتاء تُجيب

مسلم يدعو الله
مسلم يدعو الله

النذر هو التزامُ المكلَّف بشيءٍ لم يكن عليه، ويلجأ البعض من المسلمين للنذر بهدف تحقيق رغبة لديه، كأن يقول إن شفاني الله لأفعلن كذا، أو إن أنجبت زوجتي ذكرًا لأذبحن كذا وكذا، وورد من حديث ابْن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قال: نَهَى النَّبِيُّ ﷺ عَنِ النَّذْرِ، وَقَالَ: «إِنَّهُ لَا يَرُدُّ شَيْئًا، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ البَخِيلِ» أخرجه البخاري ومسلم.

والنذر له حكمان، الأول قبل أن يتلفظ المسلم به، أي عندما يفكر في النذر، وهنا يكون الحكم هو الكراهة؛ لأن المسلم لا ينبغي له أن يشترط على الله بأن يتقرب إليه بالعبادة أو فعل الخيرات لأجل تحقيق أمر معين، بل الأفضل للمسلم أن يدعو الله مباشرة بتحقيق هذا الأمر.

وحكم النذر الثاني، يأتي بعد أن يتلفظ به المسلم كأن يقول: إن نجح ابني في الامتحان لأذبحن بقرة، وهنا يجب عليه أن يفي بنذره، وذلك التزامًا بأمر الله سبحانه وتعالى ﴿ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ﴾، كما امتدح الله من يفي بنذره، فقال جل وعلا: ﴿ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ﴾.

اقرأ أيضًا: صدقة عن أعضاء الجسم.. فضل صلاة الضحى من حديث النبي ﷺ

وعلى ما تقدم، ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول: «ما حكم من نذر على نفسه عبادة معينة؛ مثل: صلاة نفل يوميًّا، أو قراءة ورِد من ذِكر يوميًّا، أو قراءة جزء من القرآن الكريم يوميًّا، قاصدًا من ذلك رفع درجة هذه العبادة إلى درجة الوجوب، وهل للإنسان أن ينسلخَ عن نذره ويتحللَ منه؟

وأجابت الدار، في الفتوى التي أدلى بها الشيخ عبد اللطيف حمزة، بأن من نذر فعلَ عبادة من العبادات صارت هذه العبادة واجبةً عليه؛ ووجب عليه الوفاء بهذا النذر؛ فإذا لم يستطع الوفاء بالنذر بأن كان غير قادر وكان النذر بعبادة أو كان في الوفاء به مشقة فعليه في هذه الحالة كفارة يمين لكي يتحلل منه.

اقرأ أيضًا: «له علاقة بالقلب».. اعرف الحكمة من تحريك «السبابة» في التشهد

تأصيل الفتوى

النَّذر شرعًا هو التزامُ المكلَّف بشيءٍ لم يكن عليه، وقد يكون منجزًا، وهذا هو موضوع السؤالين، وقد يكون معلَّقًا؛ نحو: إن شفى الله مريضي فَلِلَّهِ عليَّ نذر كذا ونحوه، وقد يكون بالمال لمن ينذرُ إخراج شيءٍ من ماله مطلقًا أو معلَّقًا، وهذا المُعَلَّق مُخْتَلَفٌ فيه؛ فهل هو واجب عند تحقق الشرط أم أنه غيرُ مُنْعَقِدٍ؟ لأنه في صورة المعارضة، وقد يكون بعبادة معينة، وهذا مُجْمَعٌ على صحته ووجوب الوفاء به متى كان المنذور به فعلًا مقدورًا، فإن كان غير مقدور ابتداءً فإنَّ النذر لا ينعقد به؛ وبالتالي فلا يجب الوفاء به؛ كمَنْ نذر أن يصوم الأمس، وقد يكون النذر بمعصية فيجب عدم الوفاء به.

النذر بطاعة الله والنذر بمعصيته

وهناك من ينذر بطاعة الله، وهناك من ينذر بمعصية الله، وورد في ذلك حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عن النبي ﷺ قال فيما رواه البخاري: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلاَ يَعْصِهِ»، والأمر في الحديث للوجوب، وهو دالٌّ على وجوب الوفاء بما نذر متى كان في طاعة، كما أنَّ النَّهي في الحديث صريحٌ في الدلالة على عدم الوفاء به بالنسبة للنذر بمعصية.

اقرأ أيضًا: في 20 ثانية.. دعاء بمليون حسنة أخبر به النبي ﷺ

وفي العموم فإن حكم النذر فهو قربةٌ مشروعةٌ إذا كان بطاعة بسبب ما يلازِمُهُ من القُرَبِ؛ كالصوم والصلاة والصدقة.، وثبت النذر في القرآن الكريم قال تعالى: ﴿وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ﴾، وفي السنة النبوية المطهرة فقد رُوِي عن الرسول ﷺ: «مَنْ نَذَرَ وَسَمَّى فَعَلَيْهِ الْوَفَاءُ بِمَا سَمَّى» أخرجه الإمام الزيلعي في نصب الراية، وقوله ﷺ أيضًا: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ فَلْيُطِعْهُ».

ونص الفقهاء على أن من نذر نذرًا مطلقًا فعليه الوفاء به، وقد ذكر ابن عابدين في "حاشيته على الدر المختار": [أنه يلزمه الوفاء به ولو لم يقصده، كما لو أراد أن يقول كلامًا فجرى على لسانه النذر؛ لأنَّ هزل النذر كالجد كالطلاق، وكما لو أراد أن يقول: لله عليّ صوم يوم فجرى على لسانه صوم شهر فإنه يلزمه الوفاء بما سمى] اهـ.

حكم عدم القدر على الوفاء بالنذر

والوفاء بالنذر واجبٌ ما استطاع الناذر فعله، فإن لم يستطع بأن كان غيرَ قادرٍ على الوفاء بما نذر وكان النذر بعبادة، أو كان في الوفاء مشقة به فعليه كفارة يمين؛ لما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «مَنْ نَذَرَ نَذْرًا وَلَمْ يُسَمِّهِ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ، ومن نَذَرَ نَذْراً لَمْ يُطِقْهُ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ» رواه أبو داود وابن ماجه.

ولمَّا كان النذر الوارد بالسؤال هو نذرٌ بطاعة مسماة وهي مقدورة الفعل فيجب الوفاء بها بالشرع، أما إذا لم تكن مقدورة الفعل من الناذر ابتداءً أو انتهاءً فإنه تجب فيها كفارة يمين.

اقرأ أيضًا:

﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ﴾ ما المقصود بمكر الله في القرآن؟ المُفتي يُجيب

لماذا كان النبي ﷺ يُكثر من الصيام في شعبان؟ «عبد المعز» يُجيب «فيديو»

ما حكم الطواف بالقبور؟ مفتي الجمهورية يُجيب

النذر ما هو النذر كفارة النذر كفارة النذر كفارة يمين حكم عدم القدرة على الوفاء بالنذر عدم الوفاء بالنذر تعريف النذر دار الإفتاء النذر

مواقيت الصلاة

الأحد 11:36 صـ
22 جمادى أول 1446 هـ 24 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:57
الشروق 06:28
الظهر 11:42
العصر 14:36
المغرب 16:56
العشاء 18:17
click here click here click here click here click here click here
البنك الزراعى المصرى
banquemisr