﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ﴾ ما المقصود بمكر الله في القرآن؟ المُفتي يُجيب
أحمد العلامي مصر 2030يتساءل البعض من المسلمين، حول تفسير بعض آيات الذكر الحكيم، والتي يخطئ القارئ في فهم معناها الظاهري؛ وعليه ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: ما معنى قول الله عز وجل في سورة الأنفال الآية رقم 30: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾؟
وأجابت دار الإفتاء، على السؤال بفتوى الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق، والذي قال: «هذا الكلام مَسُوقٌ على سبيل المشاكلة، والمقابلة كما يقول البلاغيون، وهو أسلوب لغوي بليغ جاء كثيرًا في القرآن الكريم، كقوله تعالى: ﴿نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ [التوبة: 67]، وقوله تعالى: ﴿فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ﴾ [السجدة: 14]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا • وَأَكِيدُ كَيْدًا﴾ [الطارق: 15، 16]، فالله سبحانه وتعالى لا يوصف بالمكر، ولا بالكيد ابتداءً، وهو سبحانه منزه عن النسيان: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ [مريم: 64]، وإنما المقصود من هذه الآيات، وغيرها أن الجزاء من جنس العمل، وأن هؤلاء مهما بلغوا في مكرهم، وكيدهم فهو لا يساوي شيئًا أمام عظمة الله وقدرته، وقهره، وانتقامه، وتدبيره في هلاكهم، وقمع شرهم وباطلهم، وكل ما أضافه الله تعالى لنفسه من صفاته وأفعاله فهو منزَّه عما يخطر بالبال من صفات المخلوقين وأفعالهم، وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك.
والعجز عن درك الإدراك إدراكُ... والبحث في كُنْهِ ذات الرب إشراكُ.
ما هو اسم الله الأعظم؟
اسم الله الأعظم؛ كنز عظيم لمن يعرف هذا الاسم المبارك، اسم من أسماء الله الحسنى لا يرد الله من سأله به موقنًا، ومؤمنًا، ومعتقدًا بألوهيته جل في علاه، إنه الاسم الأعظم الذي إذا دُعي الله به أجاب، وإذا سُئِل به أعطى، وإذا استُرحِمَ به رَحِمْ، نضع بين يديك عزيزي القارئ ما ورد على لسان النبي الأكرم فيما صحَّ عنه من ذكر اسم الله الأعظم، وكذا ما ورد في القرآن الكريم.
ويقول المحققون: إن اسم الله الأعظم، هو (الله)؛ مستدلين على ذلك بذكر هذا الاسم في القرآن الكريم 2360 مرة.
أحاديث نبوية صحيحة في ذكر اسم الله الأعظم
ومن الأحاديث التي وردت في ذكر اسم الله الأعظم ما رواه أصحاب السنن، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عنهُما قَالَ: خَرَجَ بُرَيْدَةُ عِشَاءً فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا صَوْتُ رَجُلٍ يَقْرَأُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «تُرَاهُ مُرَائِيًا». فَأَسْكَتَ بُرَيْدَةُ فَإِذَا رَجُلٌ يَدْعُو فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَقَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ».
اقرأ أيضًا: إعجاز علمي في السنة.. قول النبي ﷺ: «يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله»
ومما ورد أيضًا في ذكر اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى، ما رواه الإمام أحمد والترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي الْحَلْقَةِ وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ، يَا بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، إِنِّي أَسْأَلُكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَتَدْرُونَ بِمَا دَعَا اللهَ؟» فَقَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ دَعَا اللهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى».
وروى الترمذي، وأبو داود عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) [البقرة: 163]، وفاتحة سورة آل عمران (الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم) [آل عمران: 1،2]»، وهو حديث حسنه الترمذي وغيره.
اقرأ أيضًا: أمثلة شعبية تخالف الإسلام.. «كتر السلام يقل المعرفة»
اقرأ أيضًا: «صوت المرأة عورة».. هل قال النبي ﷺ هذا؟