روسيا تغزو أوكرانيا.. وخبراء: الحرب غير محسوبة وتؤثر على المجتمع الدولي

بدأ الجيش الروسي، صباح اليوم، عملية عسكرية ضد أوكرانيا، وذلك بعد أسابيع من حشد موسكو لقواتها على الحدود مع كييف.

واتفق خبراء على أن الأزمة الروسية الأوكرانية، ألقت بظلالها على المجتمع الدولي في الوقت الحالي، مؤكدين أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشن هجوم عسكري على أوكرانيا يعتبر خطوة غير محسوبة ويكون له أثر سلبي على مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية.

وأكد الخبراء، أن المجتمع الدولي لم يفق من أزمة جائحة فيروس كورونا التي ضرب بالاقتصاديات في الصميم، حتى يجد نفسه أمام أزمة سياسية جديدة في المقام الأول؛ الأمر الذي يجعل هنا مخاطر تهدد الدول ذات الاقتصاديات الضعيفة والتي تعاني من نقص في المخزون الاستراتيجي الخاصة بها.

وتوقع الخبراء أن يكون هناك سيناريوهان في أزمة روسيا وأوكرانيا؛ الأول أن تكون مجرد هجمة عسكرية تستمر لساعات تثتبت فيها روسيا قدرتها العسكرية، بينما الاحتمال الثاني أن تحدث المزيد من التداعيات الجديدة كدخول أطراف على صعيد الأزمة للتفاقم أكثر من ذلك.

الأزمة لها أبعاد دولية والعالم مطالب بالتدخل لضبط الأمور

من جانبه، أكد اللواء محمد الغباشي، الخبير الاستراتيجي، أن أزمة روسيا وأوكرانيا، لها أبعاد دولية، مشدداً على أهمية تدخل المنظمات الدولية على خط الأزمة من أجل ضبط الأمور، ومطالبا الأطراف بضبط النفس حفاظاً على الأرواح ومنعاً لمزيد من الخسائر الاقتصادية والسياسية والبشرية.

وحذر الغباشي، من تفاقم وتصاعد الأزمة في ظل وجود مصالح بين الدولتين طرفي النزاع والعديد من الدول الأخرى، فنجد أن العديد من دول العالم انقسمت إلى فريقين؛ الأول يؤيد الهجوم ويساند روسيا، والثاني يرفض الهجوم ويدافع عن أوكرانيا، معرباً عن تخوفه من تصاعد الأزمة لتكون مواجهات على الأرض أكثر منها حرب تصريحات.

وشدد على أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالهجوم على الأراضي الأوكرانية، يعتبر خطوة غير محسوبة، ويكون لها المزيد من التداعيات وردود الأفعال على صعيد الدولة الروسية محليا، وكذلك المنطقة والقارة الأوروبية بل والعالم أجمع.

الأزمة الروسية الأوكرانية لها عدة أوجه

وبدوره، اعتبر اللواء محمود منصور، الخبير الاستراتيجي، أن الأزمة الروسية الأوكرانية لها أكثر من وجه بخلاف الظاهر للعيان في الوقت الحالي والمنحصر في البعدين السياسي والعسكري؛ بل تمتد لأكثر من ذلك وخاصة على الصعيد الاقتصادي.

وأكد أن كل من روسيا وأوكرانيا لهما ثقل اقتصادي دولياً وخاصة فيما يتعلق بالنفط وكذلك القمح، فضلا عن مردود هذه الأزمة على البورصات العالمية والمحلية، بالإضافة إلى أسعار السلع الاستراتيجية، وكذلك الذهب والفضة، اللذين يعتبران ملاذا آمنا لدول العالم التي تسارع لتأمين نفسها تحسباً لتفاقم الأزمة.

وطالب منصور، المجتمع الدولي بضرورة التدخل فوراً لحل هذه الأزمة وبحث الملفات على طاولة المفاوضات أفضل من المواجهات العسكرية التي دائماً ما يكون جميع أطرافها هم الخاسرون اقتصاديا واجتماعياً وبشرياً أيضاً، مشدداً على أهمية عدم دخول أي دول أخرى على صعيد الأزمة منعاً لحدوث مزيد من التشابك في الخيوط.

الهجوم الروسي على أوكرانيا تسبب في زعزعة اقتصاد العالم

ومن ناحيته، قال أبو بكر الديب، الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، إن الهجوم الروسي على أوكرانيا تسبب في زعزعة اقتصاد العالم، مشيراً إلى أن العالم لم يلبث أن يتنفس الصعداء من تداعيات فيروس كورونا حتى وجد نفسه أمام أزمة دولية جديدة تلوح في الأفق.

وأشار إلى أن الأزمة الروسية الأوكرانية معقدة بشكل كبير فيمكن أن تجد موسكو نفسها أمام عقوبات دولية بسبب ما قامت به من هجوم عسكري على أوكرانيا؛ الأمر الذي يكون لها مردود سلبي على أسعار النفط والقمج والذهب، هذا إلى جانب تراجع الأسهم للشركات العملاقة وعابرة القرات وكذلك تباطؤ معدلات النمو في التجارة الدولية.

واستشهد الديب بما حدث في أسعار الذهب خلال الساعات القليلة الماضية التي سجلت أعلى مستوى لها على مدار الأشهر الماضية، بجانب أسعار النفط التي تجاوزت 100 دولار للبرميل منذ بدء العملية العسكرية الروسية، مستقراً عند حاجز الـ 103 دولارات لأول مرة له منذ 7 سنوات ماضية.

وحذر الديب من حدوث موجة كبيرة من الارتفاعات على مستوى الأسعار خلال الفترة القليلة المقبلة عالميا؛ خاصة في مشتقات الطاقة كالنفط والغاز، بجانب ارتفاع أسعار السلع الاستراتيجية كالقمح الروسي والشعير، لافتا إلى أن روسيا وأوكرانيا من أكبر مصدري القمح في العالم.