الإسراء والمعراج.. مُفتي الجمهورية يُوضِّح حكم الاحتفال بالمعجزة النبوية
أحمد العلامي مصر 2030تحتفل الأمة الإسلامية الاثنين المقبل 27 رجب 1443 للهجرة، الموافق 28 فبراير الجاري، بذكرى معجزة الإسراء والمعراج، وحول هذه الواقعة سال أحد المواطنين دار الإفتاء حول حكم الاحتفال بالإسراء والمعراج شرعًا.
وأجاب الدار في فتواها التي أدلى بها الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والمسجلة برقم 14336، ردًا على مزاعم البعض بأن الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج بدعة، وأن هذه المعجزة لم تحدث في شهر رجب؛ بأن المشهور المعتمد من أقوال العلماء سلفًا وخلفًا وعليه عمل المسلمين أنَّ الإسراء والمعراج وقع في ليلة سبعٍ وعشرين من شهر رجبٍ الأصمِّ.
اقرأ أيضًا: كيف ردت المؤسسات الدينية على إنكار رحلة الإسراء والمعراج؟
وأكمل مفتي الجمهورية في فتواه: «احتفال المسلمين بذكرى الإسراء والمعراج في ذلك التاريخ بشتَّى أنواع الطاعات والقربات هو أمرٌ مشروعٌ ومستحب؛ فرحًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمًا لجنابه الشريف، وأما الأقوال التي تحرِّمُ على المسلمين احتفالهم بهذا الحدث العظيم فهي أقوالٌ فاسدةٌ وآراءٌ كاسدةٌ لم يُسبَقْ مبتدِعوها إليها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها».
الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج مرغوب شرعًا
وأشار علَّام، إلى أن إحياءُ المسلمِ ذكرى الإسراءِ والمعراجِ بأنواع القُرَب المختلفة أمرٌ مُرَغَّبٌ فيه شرعًا؛ لِمَا في ذلك من التَّعظيمِ والتَّكريمِ لنبيِّ الرَّحمة وغوث الأمَّة سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وأن المشهور المعتمد من أقوال العلماء أنَّ الإسراء والمعراج وقع في شهر رجبٍ الأصمِّ، وقد حكى الحافظ السيوطي ما يزيد على خمسة عشر قولًا؛ أشهرُها: أنه كان في شهر رجب؛ حيث قال في "الآية الكبرى في شرح قصة الإسرا" ص: 52-53، ط. دار الحديث: [وأما الشهر الذي كان فيه: فالذي رجَّحه الإمام ابن المنير على قوله في السنة ربيع الآخر، وجزم به الإمام النووي في "شرح مسلم"، وعلى القول الأول في ربيع الأول، وجزم به النووي في فتاويه.
تأصيل الفتوى وأقوال العلماء
ولفت المفتي، إلى أنه من أقوال العلماء، إن الإسراء والمعراج حدثا في رجب وجزم به في "الروضة"، وقال الإمام الواقدي: في رمضان، وقال الإمام الماوردي في شوال، لكن المشهور أنه في رجب] اهـ، ونقل الإمام أبو حيان في تفسيره "البحر المحيط" (7/ 9، ط. دار الفكر) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "إنه كان قبل الهجرة بعام ونصف؛ في رجب".، وجزم بذلك الإمام ابن عطية الأندلسي في "المحرر الوجيز" (3/ 435-436، ط. دار الكتب العلمية)؛ فقال: [وكان ذلك في رجب] اهـ، وهو ما قال به الإمامان ابن قُتَيْبة وابن عبد البر المالكي؛ كما ذكر الحافظ القسطلاني في "المواهب اللدنية" (2/ 70، ط. دار الكتب العلمية)، والعلامةُ الدياربكريُّ في "تاريخ الخميس (1/ 307، ط. دار صادر).
اقرأ أيضًا: سخان الطاقة الشمسية.. هل يَصِحُّ الوضوء بمائه؟ المُفتي يُجيب
وأفاد مفتي الجمهورية، بأن تعيَّينُ الإسراء والمعراج بالسابع والعشرين من شهر رجب: حكاه كثيرٌ من الأئمة واختاره جماعةٌ من المحققين، وهو ما جرى عليه عمل المسلمين قديمًا وحديثًا: فحكاه الحافظ ابن الجوزي في "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" (3/ 26، ط. دار الكتب العلمية)؛ فقال: [ويقال: إنه كان ليلة سبعٍ وعشرين من رجب] اهـ، وممن اختاره وجزم به: حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي الشافعي في كتابه العظيم وديوانه الحافل "إحياء علوم الدين" (1/ 367، ط. دار الشعب)؛ حيث قال: [وليلة سبعٍ وعشرين منه -أي: من شهر رجب-، وهي ليلة المعراج] اهـ.
اقرأ أيضًا: «باقي 10 أيام».. اعرف فضل شهر رجب وثواب الصيام فيه
اقرأ أيضًا: مسحة «PCR» لاختبار كورونا هل تُبطل الصوم؟ دار الإفتاء تُجيب