أبرزها بر الوالدين.. تعرف على أحب الأعمال إلى الله

يحرص كل عبد مؤمن بالله أن يطيعه، وأن يتقرب إليه باجتناب نواهيه والامتثال لأوامره، مجتهدًا في أن يسلك طريق الصالحين بالتقرب إلى الله بأحب الأعمال إليه.

ويستعرض "مصر 2030" في السطور التالية، أحب الأعمال إلى الله:

خير العمل أدومه وإن قل

سئل النبي صلى الله عليه وسلم، عن أحب الأعمال إلى الله فقال صلى الله عليه وسلم: "خير العمل أدومه وإن قل".

والمقصود من الحديث أن الله سبحانه وتعالى يحب العمل الدائم من العبد وإن كان قليلًا ولكنه مستمر، حيث يكون العبد في اتصال دائم مع الله بأي عبادة كانت، صوم، زكاة، صدقة، ذكر الله، ركعتين قيام، ولكن يشترط في ذلك المداومة عليها.

وصية الرسول لأبي هريرة

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام" متفق عليه.

كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يرشد من يسأله عن أحب الأعمال إلى الله إلى أعمال صالحة نستطيع المداومة عليها، وكل ما ذكر في الحديث هي أعمال صالحة وفي الاستطاعة وليس فيها مشقة، فركعة الوتر قبل النوم مثلًا كل ليلة أفضل من الصلاة 100 ركعة في ليلة واحدة أو ليلتين ثم يترك العبد أن يوتر ما بعد ذلك.

اكلفوا من العمل ما تطيقون

وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول للسيدة عائشة رضي الله عنها: "أكْلَفوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ"، وَكَانَ إِذَا عَمَلَ عَمَلاً أَثْبَتَهُ.

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على الطاعة ولكن قدر استطاعتهم، حتى لا يملوا الطاعة أو أن تشق عليهم فيتركوها.

الصلاة على وقتها

وجاءت أحاديث تفضل بعض الأعمال على بعض، منها حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال: "الصلاة على وقتها" قال: ثم أي؟ قال: "ثم بر الوالدين" قال: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله" قال: حدثني بهذا، ولو استزدته لزادني.

الإيمان بالله أحب له جل وعلا

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله ورسوله" قيل ثم ماذا؟ قال: "الجهاد في سبيل الله" قيل: ثم ماذا؟ قال: "حج مبرور" متفق عليه، وفي رواية لمسلم "أفضل الأعمال الصلاة لوقتها، وبر الوالدين".

ما أحب الأعمال إلى الله على الإطلاق؟

وأوضح علماء المسلمين، أن أفضل الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى هي الإيمان بالله ورسوله لأن ذلك الأصل.

أركان الإسلام

وأكد أهل العلم، أن أحب الأعمال إلى الله جل وعلا هي أركان الإسلام الخمسة، التي بني عليها الدين، وهي: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، إقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، صوم رمضان، حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا.

سبب اختلاف أجوبة "الرسول" عن أحب الأعمال إلى الله

أرجع علماء المسلمين السبب في اختلاف أجوبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن ما هي أحب الأعمال إلى الله تعالى بأنه يفضل مرة الصلاة، وأخرى الحج، وفي مرة يقول بر الوالدين بأن ذلك سببه اختلاف أحوال السائلين أنفسهم.

فقد كان الرسول الكريم يجيب كل سائل بما يكون مناسبًا له أو بما يراه محتاجًا إليه في ذلك الوقت على وجه التحديد.

أحب الأعمال يوم الجمعة

ومن الأمور المستحبة يوم الجمعة وهو أحب الأيام إلى الله الإكثار من الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وقال النبي الكريم: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة، فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا. رواه البيهقي، وحسنه الألباني.

ومن الأعمال المستحبة يوم الجمعة قراءة سورة الكهف، والدعاء، فروى أبو داود عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: يوم الجمعة ثنتا عشرة ساعة منها ساعة لا يوجد مسلم يسأل الله عز وجل شيئاً إلا أتاه الله عز وجل فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر.

وروى الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أهبط منها، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي فيسأل الله فيها شيئاً إلا أعطاه إياه، قال أبو هريرة: فلقيت عبد الله بن سلام فذكرت له هذا الحديث فقال: أنا أعلم بتلك الساعة فقلت: أخبرني بها ولا تضنن بها علي، قال: هي بعد العصر إلى أن تغرب الشمس، فقلت: كيف تكون بعد العصر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي وتلك الساعة لا يصلى فيها، فقال عبد الله بن سلام: أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس مجلساً ينتظر الصلاة فهو في صلاة؟ قلت: بلى، قال: فهو ذاك.