21 أبريل 2025 16:52 22 شوال 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
الفنون

عرفها بيا.. أنغام تكتبها بصوتها من أول السطر في كل مرة وكأنها أول مرة

أنغام
أنغام

ثمة أغانٍ تُغنى، وأغانٍ تُعاد، لكن هناك أغانٍ تُنتظر، "عرفها بيا" من تلك اللحظات التي لا تمر مرورًا عابرًا في حفلات أنغام، فهي لا ترتبط بموضعٍ معين في البرنامج الغنائي، لكنها دومًا تأتي في توقيتٍ يشبهها، توقيت مشحون بالشغف، بالحنين، بالحسم أحيانًا.

وبعد أدائها الأخير الاستثنائي لأغنية "عرفها بيا" في حفلها بجدة، والذي تصدر مواقع التواصل، ولازال حديث الجمهور حتى الآن نعود معًا لقراءة أنغام من خلال هذه الأغنية التي تحولت إلى توقيعها العاطفي.

"عرفها بيا" ليست مجرد عنوان لأغنية، لكنها جملة تصلح لتكون بداية كتاب عن أنغام، جملة تحمل من الكبرياء ما يُشبه صوتها، ومن التحدي ما يُشبه مسيرتها، ومن القوة ما يُشبه ملامحها على المسرح.

أنغام ابنة لأسرة موسيقية عريقة، لكنها اختارت ألا تكتفي بالإرث، فصنعت لنفسها اسمًا يليق بتاريخ، لا يُورث، اختارت ألا تكون ظلًا لاسم، بل شمسًا لمسارٍ طويل من الاجتهاد والاختيار الواعي، صوت مصر لم تسر في طريق المجاملة، ولم تُغوِها الأضواء السهلة، أصغت إلى نفسها جيدًا، وشكلت عبر عقودٍ من الغناء مدرسة فنية مستقلة لا تشبه أحدًا.

لقبها؟ اختر ما شئت من الألقاب، فلن يفيها أحدها حقها: "صوت مصر"، "سلطانة الطرب"، "ملكة المسرح"، "الحنجرة الماسية"، "عابرة الأجيال"، لكن اللقب الأصدق ربما هو الذي يمنحه لها الجمهور كل يوم: أنغام وبس.

أنغام لم تكن أبدًا مجرد مطربة تؤدي أغاني، بل مغنية وفنانة تُجيد الحكي بصوتها، تُجسد المعنى، وتمنح للكلمات حياة ثانية، صوتها ليس قويًا فقط، بل ذكيًا، يعرف متى ينكسر، ومتى يعلو، ومتى يصمت ليترك لنا نحن مساحة للبكاء.

في "عرفها بيا"، هي لا تطلب إثبات حب، بل تفرض حضورًا، أنغام ليست المرأة التي تنتظر، بل التي تحضر أولًا.

صوتها لا يمر من الأذن إلى القلب فقط، بل يتسلل إلى الذاكرة، ويجلس هناك مطمئنه أنك ستعود إليه كلما احتجت أن تشعر.

هنا لا تطلب أنغام إثبات حب، بل تطرح سؤال الكرامة من زاوية أنثوية صارخة، تغني وكأنها تنتزع الإجابة من صمت الآخر، وكأنها ترفض أن تمر بلا أثر، وفي كل مرة تغني فيها الأغنية، تبدو وكأنها تغنيها لأول مرة، تجدد فيها نبضها، وتلبسها روحًا مختلفة، وتصب فيها ما راكمته الأيام من مشاعر وتجارب.

على المسرح، تقف أنغام كأنها في بيتها، وبيتها هو صوتها، تهندس مشاعر الجمهور، وتعيد ترتيب ما بعثرته الأيام فينا.

من "سيدي وصالك ومهزومة" إلى "أكتبلك تعهد وحالة خاصة جدًا"، من "اتجاه واحد ووحدانية ولوحة باهتة" إلى "سيبك انت واسكت وخليك معاها"، أنغام لا تغني فقط، أنغام تُربي الذوق، وتُصالحنا مع الفن النظيف، مع الطرب الحقيقي، مع الحرف الذي يُقال بإحساس لا يُدرس.

أنغام ظاهرة لن تتكرر بسهولة، لأنها ببساطة لم تأتِ صدفة، جاءت من زمن الفن، وسارت ضد تيار السوق، ووقفت وحدها على القمة ترتفع بها، فصفق لها الجميع.

كلما صدح صوت أنغام بـ "عرفها بيا.. جاوب عليا يا تسبني أقول القصة وتشهدها هي"، يتحول المسرح إلى مشهد اعتراف، ويتحول الجمهور إلى شهود على لحظة صدق خالصة، لحظة تستدعي التصفيق لا طلبًا للطرب، بل إجلالًا لما يشبه النبض الآدمي على هيئة صوت.

وتحولت هذه الأغنية – تحديدًا – إلى ما يشبه التوقيع العاطفي لأنغام في حفلاتها، نحن لا نتحدث هنا عن أغنية، بل لنُعرف أنغام من خلالها، أنغام التي لم تحتاج يومًا إلى تقديم، لكنها – كما الأغنية – تكشف عن ذاتها في كل مرة بشكل جديد.

هذه هي أنغام، امرأة لا تُكرر إحساسها، لكنها تعرف كيف تُعيد تشكيله ببراعة، فنانة لا تكرر ذاتها، لكنها تمنح لكل لحظة بصمتها.

أنغام ليست فقط من تُجيد غناء الحب، بل من تُجيد تأويله، في صوتها ضعف من نوع نادر، ضعف الأقوياء الذين اختبروا الألم وخرجوا منه أكثر قدرة على الحياة، هي حالة فنية وإنسانية، يصعب اختصارها في كلمات أو وصفها بلقب، وحين تغني "عرفها بيا"، فإنها لا تنتظر أن يُعرفها أحد.

أنغام لا تحتاج إلى ضوء، هي الضوء.

ولا تحتاج إلى التعريف، هي المعيار.

وفي كل مرة نسمع فيها صوتها، ندرك أن الفن الأصيل لا يشيخ.. فقط ينضج، ومع أنغام، هو لا يكف عن الإدهاش."

أنغام عرفها بيا جدة حفل أنغام صوت مصر

مواقيت الصلاة

الإثنين 04:52 مـ
22 شوال 1446 هـ 21 أبريل 2025 م
مصر
الفجر 03:50
الشروق 05:22
الظهر 11:54
العصر 15:30
المغرب 18:26
العشاء 19:48
click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here
البنك الزراعى المصرى
banquemisr