جماليات سينما نجيب محفوظ في لقاءات ثقافية بالإسكندرية


نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، عددا من اللقاءات التثقيفية والأدبية بفرع ثقافة الإسكندرية، ضمن فعاليات احتفال وزارة الثقافة بالأديب الكبير نجيب محفوظ، تحت شعار "محفوظ في القلب".
نفذت الفعاليات بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وتضمنت لقاء عقده قصر ثقافة الشاطبي بعنوان "جماليات سينما نجيب محفوظ"، أدار اللقاء الأديب علاء أحمد، وشهد حضور الفنان محمد شحاتة، مدير القصر.
واستهله السيناريست والصحفي سمير الجمل، نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية، متناولا الدور الرائد لمحفوظ في تحويل الرواية إلى صورة سينمائية متميزة، موضحا مدى تفرد أعماله الأدبية وتنوعها.
كما ألقى الضوء على اهتمام محفوظ بتصوير الحياة داخل الحارة المصرية، وهو ما تجلى بوضوح في أعماله، خاصة في "الثلاثية".
من ناحيته، تحدث الفنان التشكيلي الدكتور خالد هنو، عن فن الأفيش السينمائي، وأساليب تصميمه، مع عرض وتحليل فني لمجموعة من أبرز الأفيشات الخاصة بالأفلام المستوحاة من أعمال الأديب الراحل.
واختتم اللقاء بحديث عن مدى تأثره بنجيب محفوظ، مستعرضا بعض اللوحات التي رسمها والمستوحاة من كتاباته الأدبية.
وفي قصر ثقافة الأنفوشي عقد لقاء بعنوان "نجيب محفوظ في عيون أدباء الإسكندرية"، أداره الشاعر جابر بسيوني، وتناول خلاله أبرز أعمال نجيب محفوظ الروائية، التي تحولت إلى أفلام سينمائية ومسلسلات إذاعية شهيرة، مشيرا إلى تعاون محفوظ مع كبار المخرجين، وعلى رأسهم المخرج صلاح أبو سيف.
كما تحدث عن الجوانب الشخصية والإنسانية للأديب الراحل، متوقفا عند اهتمامه بالنقد المسرحي الذي عبّر عنه في مقالاته، بالإضافة إلى نشأته، وحصوله على جائزة نوبل في الأدب عام 1988.
وكشف اللقاء بعض الجوانب الخفية في حياة محفوظ، منها حرصه الشديد على الخصوصية، وعشقه الكبير لمدينة الإسكندرية التي شكلت خلفية للكثير من أعماله.
كما أشار إلى الشخصيات الأدبية التي تأثر بها محفوظ، وعلاقاته المتميزة بعدد من رموز الأدب، من بينهم توفيق الحكيم ويوسف إدريس.
وواصل الأديب محمد عطية، اللقاء بحديث عن الأعمال الروائية التي كتبها نجيب محفوظ عن الإسكندرية، والتي تجلّت فيها المدينة كرمز ومعادل فني في إبداعه، ومن أبرزها روايات "ميرامار"، "يوم من أيام الخريف"، و"الطريق".
وأشار عطية إلى الأثر العميق الذي تركه محفوظ في نفوس وكتابات أدباء الإسكندرية، مؤكدا أن أعماله الروائية والقصصية شكّلت مدرسة أدبية متفردة، وأثرت في أجيال متلاحقة من الكتّاب.
وأضاف أن محفوظ لم يكن مجرد كاتب، بل ظاهرة أدبية متكاملة، استطاعت أن تفرض حضورها بقوة على المشهد الثقافي العربي والدولي، بفضل أعماله الخالدة التي ما زالت تحظى بقراءة وتأمل واسع.
واختُتم اللقاء بحديث حول كتاب "الذات في مواجهة العالم... مقاربات في أدب نجيب محفوظ" الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، والذي قدم خلاله دراسة عن أعمال محفوظ، ويتناول خلال فصوله علاقة الأديب الراحل بالفلسفة والتصوف سرديا.
وفي سياق متصل أقام بيت ثقافة 26 يوليو محاضرة بعنوان "نجيب محفوظ في القلب"، بمدرسة هدى شعراوي الثانوية للبنات،
تناولت خلالها الباحثة زينب محمد طه، السيرة الذاتية لمحفوظ، ومسيرته الأدبية مشيرة إلى أنه أول أديب مصري وعربي يحصل على جائزة نوبل في الأدب.
أما عن أعماله فامتازت بخصوصية المكان، حيث دارت جميع رواياته داخل مصر، وكانت "الحارة" رمزا في أغلب كتاباته، ومثلت عالما مصغرا يعكس المجتمع.
كما تحدثت عن أعماله موضحة أن الأديب الكبير كتب أكثر من ثلاثين رواية، نالت معظمها شهرة واسعة وتم تحويل العديد منها إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية.
وعن مظاهر تكريم الدولة له، بها قالت أُطلق اسمه على ميدان سفنكس الشهير بحي المهندسين في الجيزة عام 2001، وهناك شارع نجيب محفوظ المتفرع من كورنيش النيل بمنطقة العجوزة، وشوارع أخرى في مدينة نصر والمعادي.
وفي عام 2010، أصدرت الهيئة القومية للبريد طابعا بريديا يحمل اسمه احتفاءً بالذكرى المئوية لميلاده، كما أطلقت مؤسسة الأهرام اسمه على إحدى أكبر قاعاتها، فضلا عن إطلاق اسمه على عدد من المدارس في أنحاء متفرقة من مصر.
هذا ونظم نادي أدب قصر ثقافة برج العرب لقاء أدبيا، أدارته الشاعرة سلمى أبو سريس، واستهلته بتقديم نبذة عن نشأة محفوظ وبداياته الأدبية.
من ناحيته تحدث د. فوزي خضر، عن أول لقاء جمعه بالأديب الكبير عام 1972، مشيرا إلى أن هذه المقابلة كان لها أثرا كبيرا في تشكيل وعيه الثقافي ومسيرته الأدبية، وأضاف أنه تقابل معه مرة أخرى عام 1991 في الإسكندرية، حيث منحه نجيب محفوظ شهادة تقدير لبرنامجه "كتابًا علم العالم".
وتواصلت فعاليات اللقاء بنقاشات للدكتورة أحلام حسن عباس، حول تجربتها في ترجمة بعض أعمال محفوظ إلى اللغة الألمانية، منها رواية "زقاق المدق".
كما شهد اللقاء نقاشات حول عدد من أعمال محفوظ منها ثرثرة فوق النيل، والثلاثين بمشاركة الأديبة فاطمة علام وأحمد السندباد.
واختتم اليوم بقصائد شعرية ألقاها الشعراء علاء الدين، علي شوقي، علي عبد الدايم، إيهاب سلام، ناصر صلاح الدين، وشروق أحمد، بجانب فقرة غنائية لدعاء أحمد، وذلك بحضور لمياء نعينع، مدير قصر ثقافة برج العرب.
جاءت الفعاليات ضمن أنشطة فرع ثقافة الإسكندرية بإدارة د. منال بمني، وإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، بإدارة محمد حمدي، ضمن البرنامج الثقافي المكثف الذي تقدمه الهيئة العامة لقصور الثقافة طوال شهر أبريل الجاري، بمشاركة نخبة من الأدباء والمفكرين، ويشمل أكثر من 100 فعالية ثقافية وفنية موزعة على محافظات الجمهورية، تتنوع ما بين عروض أفلام تسجيلية، معارض فنية، ورش حكي وكتابة، أمسيات شعرية، وندوات تثقيفية.