كيف تفرق نية الشخص بين التواضع والغرور من خلال كلمة واحدة؟

أكد الشيخ أحمد المشد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على أن كلمة "أنا" التي يستخدمها الكثيرون في حياتهم اليومية قد تحمل معاني مختلفة تتراوح بين التواضع والغرور.
وقال المشد خلال لقائه مع أحمد دياب ونهاد سمير في برنامج "صباح البلد" الذي يُذاع على قناة صدى البلد، إننا نستخدم كلمة "أنا" بشكل غير واعٍ في كثير من الأحيان في محادثاتنا اليومية، سواء في العمل أو في الحياة الخاصة، مشيرًا إلى أنه من المهم أن نتوقف قليلاً لنتأمل نوايا الشخص الذي يستخدمها.
وأوضح المشد أن كلمة "أنا" قد تكون دلالة على عظمة النفس والكبر إذا كانت تصدر عن شخص يعتقد أنه الأفضل والأكثر قدرة على اتخاذ القرارات، وقد تكون هذه الكلمة تعبيرًا عن المسؤولية والنية الطيبة، مثلما ورد في قول سيدنا يوسف "اجعلني على خزائن الأرض"؛ حيث كانت تلك الكلمة نابعة من رغبة صادقة في خدمة الناس وإدارة شؤونهم بكفاءة.
وأعطى المشد مثالًا على خطورة استخدام كلمة "أنا" في الغرور، مستشهدًا بموقف إبليس عندما قال "أنا خير منه"، وهو التصريح الذي كان له نتائج كارثية في تاريخ البشرية. وأضاف أن الكلمة قد تصبح مصدرًا للإيذاء إذا استخدمها الشخص بغاية التفاخر.
وفي المقابل، أكد المشد أن الرسول صلى الله عليه وسلم استخدم نفس الكلمة، "أنا"، في سياق مواقف نبيلة، مثلما حدث في غزوة حنين عندما قال "أنا النبي لا كذب" ليوحد صفوف المسلمين ويشجعهم على الثبات في المعركة، فكانت تلك الكلمة مصدرًا للنصر.
في ختام حديثه، دعا المشد إلى ضرورة التأمل في نوايا القلب عند استخدام هذه الكلمة، مؤكداً أن الفارق بين التواضع والغرور يكمن في النية التي يحملها الشخص في قلبه، مشيرًا إلى أن التواضع قد يكون مفتاحًا للخير، بينما الغرور قد يؤدي إلى هدم العلاقات الإنسانية. https://www.youtube.com/watch?v=oyFR6KKKzMU