باحث سياسي: نتنياهو يسعى لإرضاء الأحزاب الدينية بتقديم ميزانيات ودعم خاص لهم
قال أحمد الصفدي، الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، إن إعادة ملف تجنيد الحريديم إلى الواجهة جاءت نتيجة الانقسامات داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، حيث يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إرضاء الأحزاب الدينية من خلال تقديم ميزانيات ودعم خاص لهم.
وخلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أشار الصفدي إلى أن الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص حاد في عدد المجندين، إذ يحتاج إلى 14 ألف مجند جديد من الحريديم، لكنه بالكاد يستطيع تجنيد ألف منهم فقط، موضحًا أن الحريديم يعتمدون على المعونات الحكومية ويرفضون الانخراط في الخدمة العسكرية، في حين يتحمل العلمانيون، خصوصًا جنود الاحتياط، العبء الأكبر في الجيش والاقتصاد.
وأضاف أن هذه الأزمة أدت إلى صراع داخل الحكومة، حيث يدفع وزراء اليمين المتطرف، مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، نحو استئناف العمليات العسكرية، مما يستلزم زيادة أعداد المجندين، لكن رفض الحريديم للخدمة العسكرية يهدد بانسحاب أحزابهم من الحكومة. وفي الوقت ذاته، فإن استمرار إعفائهم من التجنيد قد يؤدي إلى انسحاب سموتريتش من الائتلاف، مما يعمّق الأزمة السياسية.
وأوضح أن المظاهرات في إسرائيل لم تعد مقتصرة على فئة معينة، بل امتدت لتشمل نقابات ومنظمات مجتمعية، مما يعكس تحولًا جذريًا في المشهد السياسي. وأوضح أن محاولات نتنياهو لتفتيت الحراك الشعبي باءت بالفشل، حيث توحدت المعارضة والمجتمع ضد حكومته.
