”بيت السحيمي” مبنى متكامل يمثل عمارة القاهرة في العصر العثماني
يعد بيت السحيمي نموذجًا فريدًا من نماذج عمارة البيوت السكنية الخاصة، بل أنه البيت الوحيد المتكامل الذي يمثل عمارة القاهرة في العصر العثماني في مصر وهو الآن يستخدم كمتحف للفنون العمارة الاسلامية وكمركز للإبداع الفني التابع لصندوق التنمية الثقافية، حيث يستضيف فرق التراث الشعبي بمختلف أنواعها من فنون موسيقية وفن الأراجوز وفن خيال الظل، كما تقام به ورش عمل لتعليم الشباب أصول هذا الفن .
«الموقع»
يقع بيت السحيمي على مساحة نصف فدان في حارة الدرب الأصفر المتفرعة من شارع المعز لدين الله الفاطمي بمدينة القاهرة.
«الإنشاء»
البيت عبارة عن قسمين أحدهما قبلي وهو الأقدم بناه " الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي " عام 1648م والقسم البحري بناه " الحاج إسماعيل بن إسماعيل شبلي " عام 1797م وجعله من القسمين بيتا واحدا.
«التسمية»
سمي البيت ببيت "السحيمي" نسبة إلى آخر من سكن فيه وهو "الشيخ أمين السحيمي" شيخ رواق الاتراك بالأزهر.
«تكوينه»
ينقسم بيت السحيمي من الداخل إلى قسمين كما أشرنا من قبل؛ ويكون الدخول إلى البيت من خلال دهليز مؤدي الي الصحن بالقسم الأول.
"القسم الأول" وهو عبارة عن صحن بالدور الأرضي به أحواض زرعت بالأشجار والنباتات؛ والبيت متأثر بتخطيط العمارة العثمانية التي تخصص الطابق الأول للرجال ويسمي "السلاملك"، والطابق العلوي للسيدات ويسمى "بالحرملك"؛ لذا فالطابق الأرضي من البيت كله لاستقبال الضيوف ولا يوجد به أي قاعات أخرى.
في القسم الأول نجد قاعة واسعة كانت تستخدم كمجلس الرجال شتاءًا وهي تنقسم إلى إيوانين بينهما مساحة منخفضة تسمى "درقاعة" رصفت بالرخام الملون، وزينت جدران الإيوانين بشريط من الكتابة عليه أبيات من قصيدة «نهج البردة»، وسقف القاعة من الخشب المكسو بالرسومات والزخارف النباتية والهندسية الملونة؛ ويوجد هناك إيوان آخر للبيت مفتوح على الصحن ناحية الشمال يسمى المقعد وله سقف خشبي يشبه سقف القاعة وهذا المقعد يستخدم كمجلس للرجال صيفا لاعتدال مناخه بالصيف.
بالنسبة للقسم البحري فله مجلس ايضا يشبه الاول في تصميمه إيوانين ودرقاعة إلا أنه أكبر حجمًا وتفاصيله المعمارية والفنية أدق وأكثر فخامة؛ وفي وسط هذا القسم يوجد حوض ماء من الرخام المذهب وبداخله "فسقية" على هيئه شمعدان.
ويوجد بالمجلس كوات بالجدران وضعت عليها خزائن من الخشب المشغول بالنقوش الهندسية والنباتية، بعد المجلس يوجد غرفة لقراءة القرآن فيها كرسي من الخشب المشغول وفي سقف الغرفة مصباح من النحاس يضاء بفتيل الزيت، ويتوسط سقف الإيوان قبة صغيرة بها فتحات يدخل منها الهواء والضوء مصنوعة من الخشب وتسمى "الشخشيخة" مزخرفة من الداخل ومغطاة بالجص من الخارج.
في الطابق الأول توجد غرف العائلة وبها شبابيك كثيرة مغطاة بالمشربيات بعضها تطل على الصحن وبعضها يطل على الشارع؛ ولم تكن هناك غرف محددة للنوم لكن كان هناك غرفه محددة لإعداد الطعام في القسم البحري كسيت جدرانها بالقيشاني الأزرق المزخرف بزخارف نباتية دقيقة وفيها أواني الطعام المصنوعة من الخزف والسيراميك الملون والمزخرف وبجوارها غرفه صغيرة جدًا غير مزخرفة تستخدم للتخزين.
وهناك حمام عبارة عن غرفة صغيرة مكسوة بالرخام الأبيض لها سقف مقبب وكان يوجد في الحمام موقد للتسخين الماء وحوض من قطعة واحدة من الرخام المزخرف.
كان للبيت صحنان أحدهما أمامي بمثابة حديقة ويتوسطه "تختبوش" وهو عبارة عن دكة خشبية مشغولة بأشكال من خشب الخرط، وفي الحديقة شجرتين منذ بناء البيت "شجرة زيتون وسدر"، وهناك الصحن الخلفي يستخدم للخدمة به ساقية للري وطاحونة تدار بواسطة الحيوانات وحوض للماء، ويوجد بالبيت أيضًا خزان للمياه و ثلاثة آبار.
