رمضان في الثقافة المصرية في مناقشات ليالي الفيوم

يواصل فرع ثقافة الفيوم فعاليات ليالي رمضان الثقافية والفنية، التي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن برنامج وزارة الثقافة للاحتفال بالشهر الكريم، والتي تمتد حتى 24 رمضان، وتشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة الفكرية والفنية.

وفي ضوء البرنامج المنفذ بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، استمر ملتقى الفكر والإبداع لليوم الثالث على التوالي في "مقهى القللي"، بحضور نخبة من مثقفي الفيوم.

أدار اللقاء القاص عويس معوض، الذي استهل حديثه عن ارتباط العديد من الفنانين والملحنين بالفيوم، مستعرضا نماذج بارزة مثل أحمد إسماعيل، مصطفى رزق، محمد عزت، أحمد صالح، عهدي شاكر، وعلي إسماعيل.

وافتتحت الفعاليات بأغنية "يا مسافر وحدك" للفنان محمود علي، ثم تحدث معوض عن انفعال الشعراء بشهر رمضان، واستعرض القصائد التي تناولت أجواءه الروحانية، مشيرا إلى قصيدة "المسحراتي" لفؤاد حداد، والتي قدمها لجميع فئات الشعب، وأيقظ من خلالها الضمير المصري.

رمضان في الثقافة المصرية.. التراث الشعبي والطقوس الرمضانية

واستمرارا للفعاليات المقدمة ضمن برنامج إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي وفرع ثقافة الفيوم، بإشراف ياسمين ضياء، عقد لقاء بعنوان "رمضان في الثقافة المصرية"، تحدث الروائي محمد جمال الدين عن أهم طقوس الشهر الفضيل، بدءا من رؤية الهلال، مرورا بعادات إعداد الحلويات حيث كانت السيدات يوزعن أطباق الحلويات على الجيران تعزيزا للتواصل الإنساني. كما تناول أصل حكاية مدفع الإفطار، التي بدأت في عهد الخديوي إسماعيل وانتشرت في مختلف المحافظات.

وتطرق جمال الدين إلى ليالي رمضان الثقافية قديما، حيث ازدهرت مقاهي الشعب بالمداحين، وانتشرت في الريف فنون إلقاء السير الشعبية، مثل سيرة أبو زيد الهلالي وعنترة بن شداد وسيف بن ذي يزن، كما كانت تقدم للأطفال حكايات تعكس صراع الخير والشر.

وأضاف أنه لا يمكن نسيان الطقوس الرمضانية القريبة، مثل تلاوات الشيخ محمد رفعت، وابتهالات النقشبندي، التي ما زالت تشكل روح الشهر الكريم. واختتم حديثه بالتأكيد على أن التواصل الإنساني في رمضان هو أهم ما يميز الثقافة المصرية.

أعقب اللقاء أمسية شعرية تنوعت بين الفصحى والعامية، شارك فيها نخبة من الشعراء الكبار والشباب، حيث قدم الشاعر محمد راضي قصيدته "زي الشمس بتضحك"، وألقى الشاعر كريم سليم "ذكرى الدار"، فيما قدم شاعر العامية الكبير محمد حسني إبراهيم قصيدته "عروسة نيل".

كما قدم الشاعر د. محمد ربيع مقطعًا من قصيدته "في قلبك شوفت أحلامي"، وتنوعت المشاركات بين الفصحى والعامية، حيث قدم الشاعر عبد الله الخطيب قصيدة "هتعيشي يا فلسطين"، وقرأ أحمد السواح "حبال دايبة"، وقدم عبد الله كامل قصيدة "روبابيكيا"، بينما ألقى أحمد خالد "التوهة والمسافات"، واختتم الشاعر سيد الليموني بقصيدتي "عشق الفلاحة" و"طبعك غريب يا صبية".

واستمرارا للعروض الفنية، قدمت فرقة كورال الطفل بقصر ثقافة الفيوم، بقيادة المايسترو أبو المجد الكاشف، عرضا فنيا متميزا بميدان السواقي، حيث أدت الفرقة باقة من الأغنيات المتميزة، منها "الدنيا ريشة في هوا"، و"وحوي يا وحوي" أداء إبرام وايد، و"يا بركة رمضان" أداء عاصم ياسر، و"يا حبيبتي يا مصر" أداء بسنت عادل، و"فات الكتير يا بلدنا" أداء ريناد محمد، و"في الكتب قرينا".

وفي ختام العرض، قدمت ياسمين ضياء، الشكر لأعضاء الفرقة والفنان أبو المجد الكاشف على الأداء الرائع، كما وجهت الشكر للمسؤولين بميدان السواقي على تعاونهم في تنظيم الليالي الرمضانية، داعية الجمهور للمشاركة في الفعاليات القادمة.

وضمن أنشطة الفرع نظمت مكتبة سيلا محاضرة بعنوان "فضل العشر الأواخر من رمضان"، بالتعاون مع مديرية أوقاف الفيوم، ألقاها الشيخ شريف حجازي، متحدثا عن فضل هذه الأيام واستغلالها في العبادة والقيام، وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، كما حث الشباب على الصلاة واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ونفذت ورشة تطريز الخيامية أقامها نادي المرأة بقصر ثقافة الفيوم ورشة للتدريب على فن الخيامية التراثي، نفذها مسئولو النشاط.

واحتفالا بعيد الفيوم القومي نظم بيت ثقافة سنورس محاضرة بعنوان "عيد الفيوم القومي.. ملحمة بطولية ضد الاحتلال"، بمدرسة صلاح سالم بسنورس، تحدث فيها د. عمر صوفي عن ذكرى وقفة شعب الفيوم البطولية ضد قوات الاحتلال الإنجليزي خلال ثورة 1919، وأبرز الإنجازات التي شهدتها المحافظة مثل مشروع وادي الريان.

ونظم قسم التمكين الثقافي محاضرة بعنوان "الفيوم عبر العصور"، بمدرسة ياسر كمال تمام، شارك فيها الشاعر عبد الكريم عبد الحميد، ونوره حمدي، مسؤولة التربية المتحفية لذوي الاحتياجات بمتحف كوم أوشيم، حيث استعرضا تاريخ الفيوم وأهم معالمها الأثرية. كما تضمنت الفعالية ورشة رسم وتلوين للأطفال.

وعقدت مكتبة الفيوم العامة محاضرة بعنوان "الفيوم بين الطبيعة والتاريخ"، قدمتها شيرين أحمد، أمينة مكتبة الشباب، حيث تحدثت عن مقومات الفيوم الطبيعية والتاريخية، وأهم المواقع الأثرية التي تميزها.