دار الكتب والوثائق تحتفل بذكرى العاشر من رمضان


في إطار أنشطة وزارة الثقافة المصرية تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة،
أقامت دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أسامة طلعت، اليوم الإثنين، احتفالية بمناسبة ذكرى نصر العاشر من رمضان تحت عنوان
*العاشر من رمضان تاريخ البطولة والإيمان*.
ضم برنامج الاحتفالية معرضا وثائقيا وآخر للدوريات بعنوان "شهر رمضان في الوثائق"، ثم أقيمت ندوة بعنوان "رمضان شهر الانتصارات" أدارها الدكتور أسامة طلعت وتحدث فيها الدكتور أبو اليزيد سلامة، مدير عام شئون القرآن الكريم بقطاع المعاهد الأزهرية، الدكتور أشرف مؤنس أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، والدكتور أحمد الشربيني أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر.
في بداية الندوة تحدث الدكتور أسامة طلعت مؤكدا أن مصر بلد طيب استقبلت الأنبياء واحتضنتهم وأشار إلى تميز مظاهر الاحتفال بشهر رمضان المبارك في مصر.
واستعرض الدكتور أسامة الجذور التاريخية لمظاهر احتفالات المصريين بشهر رمضان منذ العصر الفاطمي الذي شهد مظاهر احتفال متنوعة من أكثرها شهرة أصناف الحلويات التي جاء بها الفاطميون إلى مصر، و (مد السماط) حيث كانت موائد الطعام تنصب في الساحة الكبرى بين القصرين لإطعام الفقراء والمساكين وعابري السبيل ومن هنا بزغت فكرة موائد الرحمن. وقد اعتاد المصريون صلاة التراويح في المساجد لا سيما الجامع الأزهر خلال شهر رمضان المبارك. كما تحدث عن الجذور التاريخية للمسحراتي وفانوس رمضان، وأشار إلى أن مدفع رمضان ظهر للمرة الأولى في زمن المماليك الجراكسة وبالتحديد عهد السلطان خوش قدم.
وأكد د.أحمد الشربيني أنه في ذكرى نصر السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان لابد أن نتذكر أن الجندي المصري قد أحدث شرخا لن يلتئم في جدار الأمان الإسرائيلي، واستعرض الدكتور الشربيني أهم ما ورد في الوثائق الإسرائيلية حول تلك الحرب المجيدة حيث فقدت قواتهم ثلثي سلاح المدرعات في ساعة واحدة.
وأكد الشربيني أن حرب الاستنزاف كانت أولى مراحل حرب أكتوبر فقد كانت فترة إعداد وتأهيل وتدريب عملي على الحرب الكبرى. وقد بدأنا حرب الاستنزاف في ١٩٦٧ بخسائر كبيرة في القوات وعندما بدأت حرب أكتوبر بعد ٦ سنوات كان الرقم قد تجاوز المليون بكثير.
والمعجزة التي حققها الجندي المصري لم تكن لتحدث لولا الإيمان القوي الراسخ بالله والوطن. وقد حقق الجنود أرقاما كسرت الحدود القصوى لما ورد في كافة الحروب وأعطى مثالا بعبد العاطي صائد الدبابات.
وتحدث الدكتور أبو اليزيد سلامة
مؤكدا أن النصر من عند الله وقد ذكرت مصر في كتاب الله بأكثر مما وردت أى بلد مما يؤكد أن هذا البلد فيه سر لا يعرفه إلا الله. وعندما تعرض آل البيت لاضطهاد شديد لم يجدوا مأوى آمن إلا في مصر، وأوصى الرسول صلى الله عليه وسلم باتخاذ جند كثيف في مصر بعد فتحها لأن جنودها هم خير أجناد الأرض.
والمسلمون ليسوا دعاة حرب لكنهم مستعدون للتضحية بالغالي والنفيس للدفاع عن الوطن والدين.
و الجمع الثالث للقرآن كان في مصر أثناء عهد الرئيس جمال عبد الناصر وكان جمعا صوتيا بالتلاوة بصوت الشيخ محمود خليل الحصري. ومن هنا نشأت فكرة المصحف المجود.
وتحدث الدكتور أشرف مؤنس مشيرا إلى أهمية تاريخ النصر بالهجري وهو العاشر من رمضان
١٣٩٣ هجريا. والانتصارات العسكرية الكبرى في تاريخ الإسلام حدثت جميعها في شهر رمضان حيث حدثت غزوة بدر وفتحت مكة في العاشر من رمضان كما وقعت معركتي حطين وعين جالوت في رمضان أيضا.
وأضاف أن الجندي المصري قد انتصر و حرر أرضه وهو يردد نداء الله أكبر وبقلب لا يحمل إلا إحدى أمنيتين النصر أو الشهادة لذلك حققنا النصر المبين.
وأكثر ما يميز مصر هم المصريون فهم ملح الأرض وقال المؤرخ المصري شفيق غربال أن مصر هى هبة المصريين وهو ما آمن به الرئيس محمد أنور السادات فوضع ثقته في جنود مصر وشعبها وصنعنا المعجزة.