عميدة كلية التربية بنات الأزهر بالقاهرة تشيد بالمبادرات الرئاسية مؤكدة أنها عملت على إحداث تغييرات نوعية في جميع المجالات


أكدت الدكتورة منال الخولي، عميدة كلية التربية للبنات بالقاهرة، أن المبادرات الرئاسية كان لها الأثر الكبير في تحسين الأوضاع ومعالجة المشكلات من خلال تحسين جودة الحياة في المجتمع؛ جاء ذلك خلال إلقاء كلمتها في افتتاح المؤتمر الطلابي الثاني للكلية.
وقالت عميدة الكلية: يُسْعِدُنِي أَنْ نَلْتَقِيَ اليَوْمَ فِي فَعَالِيَّاتِ المُؤْتَمَرِ الطُلَّابِيِّ الثَّانِي لِكُلِّيَّةِ التَّرْبِيَةِ للبَنَاتِ بالقَاهِرَةِ الذي يقام تحت عنوان: (دَوْر الأَزْهَرِ الشَّرِيفِ فِي تَعْلِيمِ البَنَاتِ وَبِنَاءِ الأُسْرَةِ المِصْرِيَّةِ فِي ضَوْءِ المُبَادَرَةِ الرِّئَاسِيَّةِ "بِدَايَة").
وتوجهت عميدة الكلية بالشُّكْرِ وَالعِرْفَانِ لِمَنْ قَدَّمُوا الدَّعْمَ وَالرِّعَايَةَ لِهَذَا المُؤْتَمَرِ: فضيلةِ الإمامِ الأكبرِ، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفضيلةِ الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر، وفضيلةِ الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، والدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس الجامعة لفرع البنات.
وقدَّمت عميدة الكلية التهنئة بتجديد الثقة وصدور قرار رئيس مجلس الوزراء للدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس الجامعة لفرع البنات، لِيَسْتَكْمِلَ مَسِيرَةً عَطِرَةً وَجُهُودًا مُخْلِصَةً وَمُتَوَاصِلَةً فِي جَمِيعِ كُلِّيَّاتِ فَرْعِ البَنَاتِ، وَذَلِكَ بِدَعْمٍ وَرِعَايَةٍ مُسْتَمِرَّةٍ مِنْ فَضِيلَةِ رَئِيسِ الجَامِعَةِ الدُّكْتُورِ سلامة داود.
وأوضحت فضيلتها أن كلية التربية شهدت طَفْرَةً فِي كَافَّةِ النَّوَاحِي العِلْمِيَّةِ وَفِي البِنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ، وَتَمَّ فَتْحُ ثَلاثِ شُعَبٍ دِرَاسِيَّةٍ جَدِيدَةٍ، هِيَ: شُعْبَةُ اللُّغَةِ الإِنْجِلِيزِيَّةِ، وَشُعْبَةُ التَّرْبِيَةِ الخَاصَّةِ، وَشُعْبَةُ التَّرْبِيَةِ الفَنِّيَّةِ، الأمر الذي أسهم في توفير خيارات دراسية متنوعة للطالبات خريجات الثانوية الأزهرية؛ حيث تناسب هذه التخصصات الميول العلمية لبعض الطالبات كما تلبي احتياجات سوق العمل.
وقدَّمت التهنئة بترقية
الدكتورة خضرة سالم، ممثل الأزهر في مجلس الشيوخ لدرجة الأستاذية، ووجهت الشكر والتقدير للدُّكْتُورِ جمال عبد الحي، نائب رَئِيسِ نَادِي أَعْضَاءِ هَيْئَةِ التَّدْرِيسِ بِالْجَامِعَةِ؛ لِرِعَايَتِهِ وَاسْتِضَافَتِهِ للْمُؤْتَمَر الطُّلَّابِيّ الْأَوَّل بِمَقَرِّ نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر.
وأشارت عميدة الكلية إلى أن المُبَادَرَات الرِّئَاسِيَّة تعد مَلْحَمَةً فَارِقَةً في مسيرة المُجْتَمَعِ المصري، فِي ظِلِّ حِرْصِ القِيَادَةِ السِّيَاسِيَّةِ عَلَىٰ إِحْدَاثِ تَغْيِيرَاتٍ نَوْعِيَّةٍ، وَتَقْدِيمِ الدَّعْمِ لِجَمِيعِ الفِئَاتِ، مِنْ خِلَالِ تَحْسِينِ جَوْدَةِ الحَيَاةِ وَالاسْتِثْمَارِ فِي رَأْسِ المَالِ البَشَرِيِّ؛ حَيْثُ يُعَبِّرُ لَفْظُ "المُبَادَرَةِ" عَنْ الأَفْكَارِ الإِبْدَاعِيَّةِ المُتَمَيِّزَةِ وَالرُّؤْيَةِ الَّتِي تَحْمِلُ فِي مَضْمُونِهَا تَحْسِينَ الأَوْضَاعِ وَمُعَالَجَةَ المُشْكِلَاتِ، مَعَ الشُّعُورِ بِالعَزِيمَةِ وَالسُّمُوِّ وَعُلُوِّ الهِمَّةِ لِتَحْقِيقِ الغَايَاتِ المَنْشُودَةِ.
وأكدت عميدة الكلية
حرص فَخَامَة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رَئِيسِ الجُمْهُورِيَّة، عَلَىٰ إِطْلَاقِ المُبَادَرَاتِ الَّتِي تُعَزِّزُ مَبَادِئَ العِلْمِ وَالمُوَاطَنَةِ، وَيَنْتُجُ عَنْهَا نَهْضَةٌ حَقِيقِيَّةٌ بالمُجْتَمَعِ، فَعَلَىٰ سَبِيلِ المِثَالِ، أَطْلَقَ فَخَامَتُهُ فِي عِيدِ العِلْمِ عَامَ ٢٠١٤ مُبَادَرَةً بِعُنْوَانِ: "نَحْوَ مُجْتَمَعٍ مِصْرِيٍّ يَتَعَلَّمُ وَيُفَكِّرُ وَيَبْتَكِرُ"، وَدَعْمًا لِجُهُودِ هَذِهِ المُبَادَرَةِ وَلِلِارْتِقَاءِ بِمُجْتَمَعِ المَعْرِفَةِ المِصْرِيِّ، تَمَّ إِنْشَاءُ بَنْكِ المَعْرِفَةِ المِصْرِيِّ فِي يَنَايِرَ ٢٠١٦ كَأَحَدِ أَهَمِّ وَأَكْبَرِ المشروعات القَوْمِيَّةِ المَعْرِفِيَّةِ فِي مَجَالِ التَّعْلِيمِ وَالبَحْثِ العِلْمِيِّ فِي تَارِيخِ مِصْرَ الحَدِيثِ.
وبيَّنت عميدة الكلية أن
المُبَادَرَات الرِّئَاسِيَّة توالت حَتَّىٰ أُعْلَنَ فِي سِبْتَمْبَرَ ٢٠٢٤ عَنْ مُبَادَرَةِ فَخَامَةِ الرَّئِيسِ لِلتَّنْمِيَةِ البَشَرِيَّةِ (بِدَايَةٌ جَدِيدَةٌ لِبِنَاءِ الإِنْسَانِ)، إِيمَانًا بِأَنَّ التَّنْمِيَةَ الاجْتِمَاعِيَّةَ وَالاقْتِصَادِيَّةَ وَالسِّيَاسِيَّةَ لا يُمْكِنُ الوُصُولُ إِلَيْهَا دُونَ إِحْدَاثِ تَنْميةٍ بَشَرِيَّةٍ حَقِيقِيَّةٍ عَلَىٰ مُخْتَلَفِ الاِتِّجَاهَاتِ وَالمَيَادِينِ.
وَتَتَمَثَّلُ مَحَاوِرُ المُبَادَرَةِ فِي: التَّعْلِيمِ، وَالصِّحَّةِ، وَالرِّيَاضَةِ، وَالثَّقَافَةِ، وَتَأْمِينِ فُرَصِ العَمَلِ، مِنْ خِلَالِ تَطْوِيرِ مَنَاهِجَ تَعْلِيمِيَّةٍ، وَتَوْفِيرِ بَرَامِجَ تَدْرِيبِيَّةٍ مُتَقَدِّمَةٍ لِلْمُعَلِّمِينَ، وَتَعْزِيزِ اسْتِخْدَامِ التِّكْنُولُوجِيَا الحَدِيثَةِ فِي التَّعْلِيمِ، وَإِطْلَاقِ حَمَلَاتٍ تَوْعَوِيَّةٍ، وَدَعْمِ الثَّقَافَةِ وَالمَسْرَحِ، وَتَطْوِيرِ المَهَارَاتِ بِمَا يَتَنَاسَبُ مَعَ احْتِيَاجَاتِ فُرَصِ العَمَلِ، وَمِنْ ضِمْنِ الفِئَاتِ العُمْرِيَّةِ المُسْتَهْدَفَةِ مِنْ هَذِهِ المُبَادَرَةِ: فِئَةُ طُلَّابِ الجَامِعَاتِ.
وأوضحت عميدة الكلية
أن مُؤَسَّسَات الدَّوْلَةِ بادرت بِإِعْلَانِ المُشَارَكَةِ فِي هَذِهِ المُبَادَرَةِ، وكان الأزهر الشريف سباقًا في ذلك؛ حيث أعلن فَضِيلَةُ الإِمَامِ الأَكْبَرِ، الأُسْتَاذُ الدُّكْتُورُ أحمد الطيب، شَيْخُ الأَزْهَرِ الشَّرِيفِ، في الثامن من سِبْتَمْبَرَ ٢٠٢٤، وَهُوَ اليَوْمُ التَّالِي لِلإِعْلَانِ الرَّسْمِيِّ عَنِ المُبَادَرَةِ، عَنْ تَرْحِيبِ الأَزْهَرِ الشَّرِيفِ بِمُبَادَرَةِ فَخَامَةِ الرَّئِيسِ لِلتَّنْمِيَةِ البَشَرِيَّة: "بِدَايَة جَدِيدَة لِبِنَاءِ الإِنْسَانِ"، وَأَعْلَنَ فَضِيلَتُه مُشَارَكَةَ الأَزْهَرِ الشريف فِيها مِنْ خِلَالِ قِطَاعَاتِه وإِدَارَاتِه المُنْتَشِرَةِ عَلَىٰ مُسْتَوَىٰ الجُمْهُورِيَّةِ، انْطِلَاقًا مِنْ دَوْرِ الأَزْهَرِ الشَّرِيفِ فِي النُّهُوضِ بِمَهَارَاتِ وَقُدُرَاتِ أَبْنَاءِ الوَطَنِ عَلَىٰ مَرِّ الزَّمَان، وَيَا لَهَا مِنْ مُنَاسَبَاتٍ سَعِيدَةٍ، حَيْثُ يَأْتِي انْعِقَادُ هَذَا المُؤْتَمَرِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ، شَهْرِ البَرَكَةِ وَالرَّحْمَةِ وَنُزُولِ القُرْآنِ الكَرِيمِ وَالكُتُبِ السَّمَاوِيَّةِ، وَهُوَ أَيْضًا الشَّهْرُ الَّذِي اُفْتُتِحَ فِيهِ الجَامِعُ الأَزْهَرُ الشَّرِيفُ، وَقَدْ تَمَّ الِاحْتِفَالُ يَوْمَ الجُمُعَةِ المَاضِي بِمُرُورِ ١٠٨٥ عَامًا عَلَىٰ افْتِتَاحِ الجَامِعِ الأَزْهَرِ الشريف، فَعَطَاءُ الأَزْهَرِ الشريف ظَلَّ طُولَ هَذِهِ السِّنِينَ يَعْمَلُ كَمُؤَسَّسَةٍ شَامِخَةٍ تَضُمُّ العَدِيدَ مِنَ الهَيْئَاتِ العِلْمِيَّةِ وَالتَّعْلِيمِيَّةِ، وَكَانَ وَلاَ يَزَالُ مَنْبَرًا حَضَارِيًّا، مُتَحَمِّلًا أَدْوَارَهُ العِلْمِيَّةَ وَالدِّينِيَّةَ وَالوَطَنِيَّةَ عَلَىٰ أكمل وجه.
وَيَأْتِي هَذَا المُؤْتَمَرُ فِي سِيَاقِ تَطَلُّعِ الدَّوْلَةِ المِصْرِيَّةِ لِمُسْتَقْبَلٍ مُشْرِقٍ، وَتَهْيِئَةِ العَوَامِلِ اللَّازِمَةِ لِغَدٍ أَفْضَلَ لِلأَجْيَالِ القَادِمَةِ، فَحِينَما يَتَعَلَّقُ الأَمْرُ بِتَعْلِيمِ البَنَاتِ وَبِنَاءِ الأُسْرَةِ المِصْرِيَّةِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَهُوَ أَمْرٌ عَظِيمٌ، فَالأُسْرَةُ هِيَ النَّوَاةُ لِحَيَاةٍ اجْتِمَاعِيَّةٍ مُسْتَقِرَّةٍ، وَهِيَ المُؤَسَّسَةُ الأُولَىٰ الَّتِي يَنْشَأُ فِيهَا الطِّفْلُ، وَقَدْ أَوْلَىٰ الأَزْهَرُ الشَّرِيفُ تَعْلِيمَ البَنَاتِ عِنَايَةً عَظِيمَةً، فَمَا عَرَفَتِ الحَيَاةُ أَجْمَلَ مِنَ العِلْمِ، وَمَا بَغَضَتْ أَكْثَرَ مِنَ الجَهْلِ. وَفِي هَذَا الصَّدَدِ يَتَجَلَّىٰ دَوْرُ تَعْلِيمِ البَنَاتِ، فَعِنْدَمَا نَهْتَمُّ بِتَعْلِيمِ البنات فَإِنَّنَا نُسْهِمُ فِي تهيئة أُمَّهَاتِ المُسْتَقْبَلِ، المُؤْتَمَنَات عَلَىٰ أَبْنَاءِ الوَطَنِ، الَّذِينَ سَيَحْمِلُونَ رَايَاتِ الغَدِ فِي مختلفة المَيَادِينِ.
واختتمت عميدة الكلية كلمتها بأن حَـمْـلَ الأزْهَـرِ الـشَّـرِيـفِ رِسَـالَـةَ نَـشْـرِ مَـفَـاهِـيـمِ الـدِّيـنِ الـصَّـحِـيـحِ، وَالـوَسَـطِـيَّـةِ، وَالسَّـلَامِ، وَالإِنْـسَـانِـيَّـةِ عَـلَى مَـدَى أَكْـثَـر مِنْ عَـشْـرَةِ قُـرُونٍ؛ لَـيْـسَ بِـالأَمْـرِ الـسَّـهْـلِ، فَـالـمُـنْـظُـومَـةُ الـقَـادِرَةُ عَـلَى الـبَـقَاءِ كُـلَّ هَـذِهِ الـفَـتْـرَةِ الـزَّمَـنِـيَّـةِ الـطَّـوِيـلَةِ لَـخَـيْـرُ دَلِـيـلٍ عَـلَى مَا تَـمْـتَـازُ بِـهِ مِنْ شُـمُـولٍ وَتَـكَـامُـلٍ وَمَـنْـهَـجٍ رَصِـيـنٍ، وَهُـوَ مَـا يَـجْـعَـلُ الأزْهَـرَ الـشَّـرِيـفَ أنَـمُـوذَجًا فَـرِيـدًا لَـيْـسَ لَـهُ نَـظِـيـرٌ، فَـهُـوَ بِـحَـقٍّ مِـنَـارَةٌ مِـنْ مَـنَـارَاتِ مِـصْـرَ الـحَـبِـيـبَـةِ، وَنَـحْـنُ جَـمِـيـعًا نَـعْـتَـزُّ بِـأَنَّـنَـا أَبْـنَـاء وَبَـنَـات لِلأزْهَـرِ الـشَّـرِيـفِ.