«نافورة دم و4 جثث وطلقة في الفم».. أسرار لقاء الموت بمذبحة الحي الراقي

الله وحده يعلم ما حدث داخل شقة الزمالك، لماذا فتح الزوج نيران سلاحه على زوجته؟، ولماذا قتل شقيقته وزوجها؟ ثم تخلص من حياته بإطلاق النار على جسده النحيل من ذات السلاح، فبينما نقلت الجثث الأربع إلى مشرحة زينهم، يعكف فريق بحث موسع من رجال مباحث العاصمة على فحص ملابسات وكشف تفاصيل الحادث.

بركة دماء وجثث متناثرة في كافة أرجاء الشقة، عُثر عليها مع بداية دخول رجال مباحث قسم شرطة قصر النيل إلى الشقة محل البلاغ، إشارة لاسلكية على الفور أجراها رئيس مباحث قصر النيل بمدير مباحث العاصمة، اللواء نبيل سليم، قص عليه تفاصيل ما شاهد بعد تلقيه البلاغ بسماع دوى إطلاق الرصاص.

صدرت التعليمات الأمنية بعدم دخول جميع أفراد قوة المباحث إلى الشقة، إلا بعد إخطار النيابة العامة، بالفعل، حفاظا على مشاهد الاستدلالات وعدم خلط البصمات داخل مسرح الجريمة البشعة، بالفعل تم إخطار المحامي العام الأول لنيابات وسط القاهرة، بتفاصيل البلاغ، فأمر بانتقال رئيس نيابة الحوادث وفريق من وكلاء نيابة الحوادث إلى موقع البلاغ فورًا.

بينما كان الهدوء يطبق على سكان حي الزمالك الراقي، وتسود حالة سكون في ظل طقس شتوي شديد البرودة في «ليالي طوبة»، قطع صوت الرصاص الصمت المسيطر على المكان، وتبدل الطقس البارد إلى لحظات أكثر برودة زامنتها مشاهد بشعة هزت قلوب من رآها.

شارع طه حسين في الزمالك تحول إلى ثكنة من رجال مباحث القاهرة، فالحادث الذي وقع في قلب العاصمة، دفع مدير أمن القاهرة ومدير المباحث إلى فرض كردون أمني في محل الواقعة التي أثارت سكان الحى بالهلع والرعب، بعد سماع دوى إطلاق نحو 7 رصاصات انبعثت من داخل إحدى شقق الشارع.

معاينة سريعة أجراها رجال النيابة العامة بصحبة ضباط المباحث، قبل أن يتم نقل 4 جثامين عثر عليها داخل الشقة إلى مشرحة زينهم، تحت تصرف النيابة العامة، لحين إصدار قرار بشأنهم.

تقول التحريات الأولية إن سبب ارتكاب الجريمة هو رجل يدعى "شمس. ش"، أطلق النار على كل من: زوجته المجني عليها " نور الله. غ"، وحماته وشقيقته المجني عليها "شيرين.ش"، وزوج شقيقته المجني عليه" خالد. م".

التصور المبدئي الذي ورد على لسان مصدر أمني - رفض ذكر اسمه- هو أن «شمس» في العقد الثاني من عمره، أطلق النار من سلاحه الناري، على زوجته بعد تطور مشادة عنيفة اندلعت فيما بينهما، لأسباب لم يتم تحديدها بعد، وخلال تدخل "حماته" أطلق عليها النيران هى الأخرى، ثم فتح النيران كذلك على شقيقته وزوجها اللذان كانا حاضران معهما «لقاء الموت»، وأمام بركة الدماء والجثث المتناثرة في أركان الشقة، لم يجد الزوج القاتل مفرا من إطلاق النار على نفسه من ذات السلاح، وفارق حياته بعد إطلاق طلقة من مسدسه استقرت في فمه، ولحق بزوجته وشقيقته وزوجها، في مشاهد مؤسفة.

العناية الإلهية أنقذت حماة القاتل والمُنتحر من الموت، بعد تلقيها طلقة في يدها، إذ تتلقى الإسعافات الأولية والعلاج حاليا داخل المستشفى، تحت حراسة رجال المباحث، فيما عاينت النيابة العامة مسرح الحادث، وقررت ندب خبراء الأدلة الجنائية لرفع البصمات، وتفريغ الكاميرات التي تحيط بمكان الواقعة.

لا صوت يعلو فوق صوت ودوى الرصاص في الحى الراقي، سكان المنطقة يتحدثون عن أسباب وقوع المذبحة العائلية، ولا زالت مشاهد الدماء عالقة في أذهان من رآها.

سريعا سريعا أجرى رجال مباحث قصر النيل بالتعاون مع فريق بحث مكبر من مباحث العاصمة، مناقشات أولية لجيران الشقة محل الجريمة، وبواب العمارة، للوقوف على أى خيوط تفيد في معرفة تفاصيل الحادث اللغز وكشف ملابساته، ولم تصدر وزارة الداخلية بيان رسمي عن الحادث حتى كتابة تلك السطور.