الألمان ينتخبون برلمانا جديدا وسط ركود اقتصادهم الأكبر في أوروبا


وسط تحديات اقتصادية وسياسية كبيرة، بدأ الناخبون الألمان اليوم الإدلاء بأصواتهم في انتخابات تشريعية مبكرة، في الوقت الذي يخيم فيه الركود على اقتصاد بلادهم منذ سنوات .
ولم تشهد ألمانيا نمواً اقتصادياً كبيراً منذ خمس سنوات وهذا يمثل تحولاً مذهلاً لأكبر اقتصاد في أوروبا الذي كان خلال أغلب هذا القرن يتوسع في الصادرات ويهيمن على التجارة العالمية في المنتجات الهندسية مثل الآلات الصناعية والسيارات الفاخرة، وفق ما ذكرت وكالة أسوشيتد برس .
وتعد ألمانيا هي الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة وعضو بارز في حلف شمال الأطلسي و لقد كانت ثاني أكبر مورد للأسلحة الثانية لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة وستكون محورية في تشكيل استجابة القارة لتحديات السنوات المقبلة، بما في ذلك السياسة الخارجية والتجارية المواجهة لإدارة ترامب.
ووفقا للوكالة يحق لأكثر من 59 مليون شخص في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 84 مليون نسمة انتخاب 630 عضوا في مجلس النواب في البرلمان " البوندستاج ".
ورصدت الوكالة الأمريكية عدة أسباب للركود الاقتصادي المستمر في ألمانيا جاء في المقدمة، قرار موسكو بقطع إمدادات الغاز الطبيعي عن ألمانيا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا بمثابة ضربة قاسية فلسنوات، كان نموذج الأعمال الألماني يعتمد على الطاقة الرخيصة التي تغذي إنتاج السلع الصناعية للتصدير.
وتضيف، عندما أوقفت روسيا تدفق الغاز، ارتفعت أسعار الغاز والكهرباء المولدة من الغاز في ألمانيا إلى عنان السماء، وهما من التكاليف الرئيسية للصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل الصلب والأسمدة والمواد الكيميائية والزجاج.
وتكلف الكهرباء الآن المستخدمين الصناعيين في ألمانيا ما متوسطه 20.3 سنت يورو لكل كيلو وات في الساعة، وفقاً لدراسة أعدتها شركة الأبحاث Prognos AG لصالح رابطة الصناعة البافارية، وفي الولايات المتحدة والصين، حيث يوجد العديد من المنافسين للشركات الألمانية، تعادل التكلفة 8.4 سنت يورو .
كما أشارت إلى أن الشركات الألمانية تواجه صعوبة في العثور على عمال يتمتعون بالمهارات المناسبة، من العاملين المدربين تدريباً عالياً في مجال تكنولوجيا المعلومات إلى مقدمي خدمات رعاية الأطفال، وعمال رعاية كبار السن، وموظفي الفنادق.
وفي استطلاع أجرته غرفة التجارة والصناعة الألمانية على 23 ألف شركة، قالت 43% من الشركات إنها لا تستطيع شغل الوظائف الشاغرة. وارتفعت الاستجابة إلى 58% للشركات التي تضم أكثر من ألف عامل .
وتضيف، أن عدد الطلاب الألمان المهتمين بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أقل كما أن الشيخوخة السكانية تزيد من تفاقم المشكلة، فضلاً عن نقص رعاية الأطفال بأسعار معقولة مما يجعل العديد من النساء يعملن بدوام جزئي أو لا يعملن على الإطلاق.