قلق متزايد بين السكان البيض.. ترامب يؤجج التوترات العرقية في جنوب إفريقيا

ترامب يشعل الجدل حول مصادرة الأراضي في جنوب إفريقيا

البيض في جنوب إفريقيا بين القلق والرفض لسياسات ترامب

ترامب يُهدد جنوب أفريقيا.. يشعر البيض في جنوب إفريقيا بالقلق من قرار إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بوقف المساعدات المالية لبلادهم، بسبب مزاعم حول مصادرة الحكومة للأراضي من المزارعين البيض. هذا القرار قد يؤدي إلى تصعيد التوترات العرقية في البلاد.

تهديدات ترامب لجنوب أفريقيا

وفي منشور له على موقعه "تروث سوشيال"، قال ترامب:
"جنوب إفريقيا تصادر الأراضي، وتعامل فئات معينة من الناس معاملة سيئة للغاية، وهناك انتهاك جسيم لحقوق الإنسان في جنوب إفريقيا، ولن تتسامح الولايات المتحدة مع ذلك".

الأفارقة البيض في كيب تاون عبّروا عن قلقهم من قرار وقف المساعدات، خاصة مع بدء واشنطن العمل على منح وضع اللاجئ للبيض في جنوب إفريقيا.

وقالت لالي كوتز، مواطنة جنوب إفريقية، لوكالة "الأناضول":
"بصفتنا شعبًا إفريقيًا، نحن السكان الأصليون لهذه الأرض. علينا البقاء والعمل من أجل مستقبل هذا البلد".

وأوضحت أن القرار الأمريكي قد يصعّد التوترات العرقية ويضر بجنوب إفريقيا، داعية ترامب إلى التركيز على مشكلات بلاده الاقتصادية.

كذلك، أعرب المواطن الجنوب إفريقي جوهان دي فيليرز عن رفضه لقرار ترامب، قائلاً:
"لا يتم الاستيلاء على أراضي أحد، وهذا القرار بلا معنى وسخيف. ترامب لا يفهم طبيعة الوضع هنا، وقراره يضر بتماسكنا الاجتماعي".

معالجة التفاوت في ملكية الأراضي

يشكّل البيض 8% فقط من سكان جنوب إفريقيا، البالغ عددهم أكثر من 63 مليون نسمة، إلا أنهم لا يزالون يملكون غالبية الأراضي الزراعية. معظمهم من المجموعة العرقية الأفريكانية، أحفاد المزارعين الهولنديين الذين استقروا في البلاد خلال الحقبة الاستعمارية.

على مدار العقود الثلاثة الماضية، سعت الحكومات المتعاقبة إلى إعادة توزيع الأراضي على المزارعين السود، إذ لا تزال معظم الموارد الطبيعية مركّزة في أيدي عدد قليل من البيض. خلال فترة الفصل العنصري، طُرد السود بالقوة من أراضيهم عبر سياسات عنصرية ممنهجة.

يأمل الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا أن يساهم قانون مصادرة الأراضي في تصحيح الظلم التاريخي وتعزيز العدالة الاجتماعية في توزيع الأراضي.

تجميد المساعدات الأمريكية

انتقد ترامب الحكومة الجنوب إفريقية، متهمًا إياها بمصادرة أراضي المزارعين البيض دون تعويض، واصفًا القانون الجديد بأنه "تمييزي". كما أعلن عن نيته منح وضع اللاجئ في الولايات المتحدة للمزارعين البيض، الذين وصفهم بأنهم "ضحايا أبرياء مستهدفون بسبب عرقهم".

لكن في المقابل، رفض كثير من البيض في جنوب إفريقيا هذه الخطوة، مشددين على أنهم لا ينوون مغادرة بلادهم. وقال دي فيليرز:

"لا نحتاج إلى أن نصبح لاجئين في الولايات المتحدة. واجبنا هو مداواة جراح الماضي وبناء مستقبلنا هنا".