محمد المهدي يكشف أسباب الإصابة بالفوبيا: الخوف الشديد من تجربة سابقة

أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن الفوبيا أو الرهاب هي حالة من الخوف الشديد الذي يحدث بشكل مفاجئ وغير مبرر، حيث يدرك الشخص تمامًا أن ما يخشاه ليس له مبرر عقلاني، لكنه يفقد السيطرة ويشعر وكأن حياته مهددة.
وأوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر خلال حلقة برنامج "راحة نفسية"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن الفوبيا لا تقتصر على الخوف الطبيعي، بل هي حالة مرضية تؤثر بشكل كبير على حياة الشخص.

وأشار إلى أن الفوبيا تنقسم إلى عدة أنواع رئيسية، وهي الرهاب الاجتماعي وهو من أكثر أنواع الفوبيا انتشارًا، ويعاني الشخص المصاب به من خوف شديد وارتباك عند التفاعل مع الآخرين أو التواجد في أماكن عامة، مضيفا أن المصاب بالرهاب الاجتماعي قد يواجه صعوبة في التحدث أمام جمهور، سواء في مناسبات اجتماعية كالأفراح أو العزاء، أو حتى في أماكن مثل المطاعم، حيث يشعر الشخص بأن الجميع يراقبونه ويركزون عليه، وقد يصل الأمر إلى أنه يخاف من تناول الطعام أمام الناس، أو إذا كان مدرسًا أو إمامًا في المسجد قد يشعر بارتباك كبير أثناء إلقاء محاضرة أو خطبة.

وأشار إلى أن النوع الثانى هو رهاب الساحة، حيث يشعر الشخص برعب شديد عند التواجد في أماكن مفتوحة أو في أماكن مكتظة بالناس، يعاني المصاب بهذا النوع من الفوبيا من الخوف عندما يكون في أماكن مثل الشوارع الواسعة، أو داخل المولات أو الأسواق، ويشعر الشخص بخوف شديد من عدم القدرة على الهروب في حال حدوث أمر طارئ، ويصبح لديه هاجس دائم بعدم القدرة على إيجاد مخرج في الأماكن المغلقة مثل المصاعد أو الغرف المغلقة.

وتابع: "الرهاب النوعي ويُقصد به الخوف من مواقف أو أشياء محددة، هذا النوع من الفوبيا يشمل الخوف من الطائرات، من الأماكن المرتفعة، من الحيوانات، من الحشرات، من الدم أو من بعض الأشياء الأخرى التي قد تكون غير مبررة، على سبيل المثال، يمكن أن يكون الشخص مصابًا بفوبيا من ركوب الطائرات، لدرجة أنه يتجنب السفر نهائيًا أو يكون الشخص شديد القلق حتى عندما يفكر في السفر بالطائرة، وهذا يؤثر على حياته الشخصية والمهنية بشكل كبير".

وأوضح أن السبب الرئيسي لحدوث الفوبيا يرجع إلى الارتباط الشرطي، حيث يحدث الخوف الشديد نتيجة لتجربة سابقة مرتبطة بموقف معين، فعلى سبيل المثال، إذا تعرض شخص لحادث أثناء سفره بالطائرة أو مر بتجربة مخيفة في مكان مرتفع، قد يُكوّن ارتباطًا بين هذه التجربة والخوف، ويظل هذا الشعور راسخًا رغم عدم وجود خطر حقيقي في المستقبل، لافتا إلى أن هذه الارتباطات قد تحدث في مرحلة الطفولة المبكرة، من ثلاث إلى ثماني سنوات، مما يجعل الشخص يعاني من الفوبيا دون أن يكون قادرًا على تذكر الحوادث التي تسببت في هذا الشعور.

https://www.youtube.com/watch?v=Km5d3_luL2E