بضع ساعات في يوم ما.. فيلم أتى لأنصاص المشاوير ولم يكمل الرحلة

ذهبت لمشاهدة فيلم بضع ساعات في يوم ما مدفوعة بجاذبية الأغنية الدعائية "أنصاص مشاوير"، التي أداها بصوته العذب ماجد المهندس، بكلمات الشاعر الموهوب صابر كمال، الذي دائمًا ما تأسرني أعماله، كانت الأغنية بوابة وعدتني بمشاعر عميقة وحكاية مؤثرة، لكن للأسف، الفيلم لم يرتقِ لتلك التوقعات.

القصة والحبكة بين الرواية والسينما

الرواية التي كتبها محمد صادق واستند إليها الفيلم تحمل الكثير من التفاصيل والقصص المتشابكة، ولكن يبدو أن جاذبية النص المكتوب لم تستطع العبور بسلاسة، والانتقال بنفس القوة إلى الشاشة الكبيرة، كان واضحًا أن القصة التي حاول صناعها تقديم من خلالها رسالة عميقة لم تكن مهيأة لتكون فيلمًا سينمائيًا طويلًا؛ ربما كان الأفضل تقديمها كفيلم قصير.

رغم محاولة الفيلم إيصال رسالة عن كيف يمكن لبضع ساعات أن تُحدث تغيرات جذرية في حياة الأفراد، إلا أن تلك الفكرة، رغم جاذبيتها، لم تُترجم دراميًا بشكل يُقنع الجمهور، وأثناء مغادرتي السينما، التقطت تعليقًا من أحد الحضور قال فيه: "إيه ده؟ حسيت إني بتفرج على فيديو على الفيس بوك مش فيلم"، تعليق يلخص الإحباط الذي شعرت به.

فيلم تاه بين تعدد الشخصيات وضعف الحبكة

وقع فيلم بضع ساعات في يوم ما في فخ التشتت وضعف السرد، تعدد الشخصيات والخطوط الدرامية أدى إلى غياب التماسك، ولم تحظَ جميع القصص بالتطوير الكافي.

قصص متفاوتة بين التميز والضعف

خط أمنية (مي عمر) وطارق (أحمد السعدني) كان من أكثر القصص وضوحًا، بفكرة حديثة عن صناع محتوى يستعرضون حياتهم المزيفة في اللايف، لكنه لم يقدم بطريقة مبتكرة، رغم الأداء الجيد من الثنائي.
على العكس كانت قصة أمل (أسماء جلال) ومحمد (محمد الشرنوبي)، التي تتناول حبًا قديمًا يُخفى عن الخطيب الجديد، فكانت الأضعف بسبب تكرار فكرتها وضعف أداء الشرنوبي.

بالمقابل، خط ياسين (هشام ماجد) وسارة (هنا الزاهد) كان ممتعًا رغم عدم منطقيته، لكنهما نجحا في خطف الأنظار بخط درامي ممتع يجمع بين الكوميديا والرومانسية، جعلنا نضحك ونحزن ونعيش اللحظة معهم.

الإخراج وأداء الممثلين الذي يعد نقطة الضوء في العمل

رغم محاولات المخرج عثمان أبو لبن، لم ينجح الفيلم في تقديم رؤية متماسكة، خاصة في المشاهد المحدودة المساحة التي افتقرت إلى التنوع، ومع ذلك، برزت بعض المحاولات الفردية مثل أداء محمد سلام، الذي خرج عن إطاره الكوميدي المعتاد، خالد أنور ومايان السيد أظهروا كيمياء استثنائية بأداء صادق ومريح يجعل مشاهدهم مؤثرة، وهدى المفتي، التي اجتهدت لتوصيل مشاعر الوحدة.

كان من الممكن أن يكون مسلسلًا دراميًا

القصص المتشابكة وتعدد الشخصيات جعل الفيلم يبدو غير مكتمل، ربما لو قدمت الحكايات في قالب مسلسل درامي، لكان هناك وقت كافٍ للتعمق في الأحداث وتطوير الشخصيات بشكل أفضل، ما كان سيتيح للعمل فرصة استعراض الفكرة الأصلية بطريقة أكثر وضوحًا وتأثيرًا.

فيلم بضع ساعات في يوم ما هو محاولة ضاعت بين تعدد الشخصيات وضعف التعمق في الأحداث، رغم وجود لحظات مميزة وأداء قوي من بعض الممثلين، لم يتمكن الفيلم من ترك بصمة سينمائية حقيقية، ليبقى مجرد تجربة لم تكتمل وكان من الأفضل تقديمها في قالب مختلف.

أنصاص مشاوير.. وعد كبير لم يُوف بالكامل

الأغنية الدعائية كانت عنصر الجذب الأكبر بالنسبة لي، بصوت ماجد المهندس وكلمات صابر كمال، اللذين نجحا في خلق حالة من الشجن والحنين، ولكن الفيلم، للأسف، لم يكتمل بنفس الجمال والعمق الذي قدمته الأغنية.