سمي بـ”ابت رسيت”..معبد الأقصر أشهر و أفضل المعابد المصرية حفظاً وجمالاً
سارة مراد مصر 2030يعد معبد الأقصر من أشهر وأفضل المعابد المصرية حفظاً وجمالاً،أطلق المصريون القدماء على هذا المعبد اسم " ابت - رسيت" أي الحرم الجنوبي،وذلك لكونه يقع في الجنوب من معبد آمون بالكرنك ، شيد هذا المعبد في إتجاه محور شمالي الجنوبي على النقيض من الأغلبيه العظمى من المعابد الالهية التي كانت تأخذ محور شرقي غربي، وربما يعود السبب في وجوده بهذا الإتجاه ليكون على خط واحد مع طريق الكباش الذي يربط بينه وبين معابد الكرنك في شماله حيث رحلة عيد الابت.
**" تكوين المعبد "
-صرح وفناء الملك رمسيس الثاني.
يظهر الصرح كبرجين ضخمين يتوسطهما مدخل المعبد ومن أمامه كان يوجد مسلتان من حجر الجرانيت الوردي نقلت المسلة الغربية إلى ميدان الكونكورد في باريس ، ولا تزال المسلة الشرقية قائمة مكانها بإرتفاع حوالي 25 متر لتعلن من بعيد عن مكان المعبد ، وقد بينت قاعدتها باربعة قرود تهلل رب الشمس حيث شروقه تبقاً للمعتقدات المصرية القديمه والتي إرتبطت فيها المسلة بالديانة الشمسية .
ويتقدم الصرح ٦ تماثيل للملك رمسيس الثاني ، إثنان أمام المدخل يمثلان الملك جالسا ، والأربعة الأخرى تمثل الملك واقفا اثنان على كل جانب لم يبقى منهما إلا تمثالاً واحداً في الجهة الغربية .
يبلغ طول الصرح 65 متر،بينما إرتفاعه 24 متر ،وتوجد به أربعة فجوات لتثبيت ساريات الأعلام ، وزينت جدرانه على الجانبين من الخارج بنقش غائر يصور مناظر حربية تتعلق بمعركه قادش التي خاضها الملك رمسيس الثاني في العام الخامس من عهده ضد الحيثيين .
خلف هذا الصرح العظيم نجد فناء وطوله 57 متراً وعرضه 51 متر اقامه الملك رمسيس الثاني ايضا ويلاحظ ان محور هذا الفناء لا يستقيم مع محور باقي المعبد، حيث ينحرف إلى الشرق قليلاً " وذلك حتى لا تكون مقاصير الملك حتشبسوت وتحتمس الثالث في وسط الفناء.
يحيط الفناء سقيفة يحمل سقفها 74 إسطواناً شكلت على هيئه نبات البردي ، ويوجد باب في الجدار الغربي لهذا الفناء يؤدي إلى المرسي على النيل ، و بالجزء الجنوبي منه توجد بعض التماثيل لرمسيس الثاني منها إثنين جالسين على جانبي المدخل.
ويوجد الآن في الجانب الشمالي الشرقي من الفناء جامع " ابو الحجاج الأقصري" الذي يرجع تاريخ إنشائه إلى العصر الأيوبي.
تمثل نقوش هذا الفناء مناظر التقدمات المقدمة للاله أمون رب المعبد ومناظر عيد الأوبت الذي نرى فيه أبناء وبنات رمسيس الثاني ومنها منظر الوصول إلى معبد الأقصر في هذا العيد.
-مقاصير حتشبسوت وتحتمس الثالث.
توجد هذه المقاصير في الركن الشمالي الغربي من فناء رمسيس الثاني، يتقدم هذه المقاصير أربعة أساطين رشيقة على شكل حزمة سيقان البردى من حجر الجرانيت الاحمر.
وقد خصصت المقصورة الوسطى للزورق المقدس للإله آمون رع والغربية للزورق المقدس لزوجته الألهة موت، والشرقية للزورق المقدس للإبن خونسو ، وصور على جدران هذه المقاصير لمناظر دينية وتقدمات بالقرابين أمام كل زروق.
- فناء الأربعة عشر عمودا .
يتكون هذا الفناء من سبعة أزواج من الأعمدة ذات تيجان على شكل زهرة البردي مفتوحه تتميز بجمال نحتها بإرتفاع 16 متر ، وقد شيد هذا الفناء الملك أمنحتب الثالث وهو يمثل نهاية الأعمال التي قام بها في هذا المعبد في عهده.
ويبدو أن نقوش جدران هذا الفناء لم تكتمل في عهد أمنحتب الثالث حيث أكملها الملك توت عنخ آمون والملك حور محب ؛ وهذه النقوش تصور على الجدران الغربي الاحتفال الثانوي برحلة قوارب الأرباب " آمون رع وموت وخونسو " من الكرنك إلى معبد الأقصر في عيد الأوبت ورحلة العودة في هذا العيد من معبد الاقصر الى الكرنك صور على الجدران الشرقي.
- فناء أمنحتب الثالث .
هو فناء متسع يبلغ طوله من الشرق إلى الغرب 52 متر وعرضه من الشمال إلى الجنوب 42 متر ويحيط بجوانبه عدا الجهة الجنوبية صفان من الأعمدة على هيئة سيقان البردى المبرعم، تبلغ في مجموعها 64 عمود ويوجد في هذا الفناء ثلاثه مداخل جانبية خاصهة بالكهنة ؛ ويعرف هذا الفناء باسم فناء الخبيئة حيث عثر فيه تحت سطح الأرض على ما يقرب من 26 تمثالاً إلهياً وملكياً و هذه التماثيل توجد حاليا في متحف الأقصر .
-صالة الأعمدة الكبري .
ترجع هذه الصاله إلى عصر الملك أمنحتب الثالث وتتكون من 32 عموداً على هيئه سيقان البردى المبرعم في 4 صفوف ، ويلاحظ أن الأعمدة الوسطي على محور المدخل أكثر بعداً عن بعضها كما ان قواعدها قطعت ليتسع الطريق لمرور الموكب أثناء عيد الاوبت ؛ ويزين جدران هذه الصالة مناظر تمثل الملك في علاقاته المختلفة مع آلهة المعبد ومناظر تعبر عن قائمة بإقليم مصر في صورة إله النيل " حعبي" و فوق رأسه رمز الإقليم يقدم القرابين المختلفه وقد بلغت في مجموعها 49 إقليم .
-صالة الثمان أعمدة.
وهي صالة صغيرة كانت تحتوي على ٨ أعمدة و مزينة بنقوش تصور أمنحتب الثالث يقوم ببعض الطقوس الدينية، فى العصر اليونانى الرومانى أزيلت تلك الأعمدة و أغلق المدخل الجنوبي للصالة وتحول إلى محراب وبذلك أصبحت الصالة كنيسة أو هيكل مسيحي في العصر الروماني ، وغطيت مناظر الصالة القديمة بطبقة من الملاط ورسم عليها مناظر خاصة بالرومان، وبسقوط هذه الطبقة ظهرت الرسومات القديمة بجمال ألوانها.
-صالة تقديم القرابين ومقصوره الزورق المقدس .
هي صالة لتقديم القرابين ذات أربع اساطين تسبق المقصوره القارب المقدس مباشرة، يزين جدران هذه الصالة مناظر لطقوس تقدمات قرابين للإله آمون بواسطه الملك أمنحوتب الثالث، أما مقصورة الزورق المقدس فقد كان بها في عهد الملك أمنحتب الثالث قاعدة يوضع عليها الزورق المقدس للإله آمون وكان يحمل سقفها 4 أعمدة ولكن الإسكندر الأكبر أزال الأعمدة وقاعده الزورق وأقام مقصوره جديده للزورق المقدس ، و يقع خلف هذه المقصوره صالة عرضية يحمل سقفها 12 عمود تسمى الصالة الكونية، حيث تصور مركب إله الشمس الخاصة برحلتي الليل والنهار على المدخلين الجانبين وربطها بعدد الأعمدة فتكون 12 ساعة ليل و12 ساعه نهار وخلف الصالة الكونية توجد حجرة تعد أكثر أماكن المعبد قدسية حيث أنها " قدس الاقداس " التي كانت تحوي تمثال الإله آمون المقدس .
-حجرة الولادة المقدسة.
نصل إلى هذه الحجرة من الناحية الشمالية في الجدار الشرقي لمقصورة القارب المقدس ، وهي حجرة ذات ثلاث أعمدة يزين جدرانها مناظر ولادة الملك أمنحتب الثالث الالهية بإعتباره إبن الإله آمون من صلبه.