مستقبل اللاجئين الفلسطينيين على المحك.. لماذا ألغت إسرائيل اتفاقية 1967 مع الأونروا الآن؟
محمود عبد الرحمن مصر 2030في خطوة تصعيدية تحمل تداعيات واسعة، أعلنت إسرائيل إلغاء اتفاقية عام 1967 مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ما يثير قلقًا دوليًا حول مستقبل الخدمات التي تقدمها الوكالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
يأتي هذا القرار وسط توترات سياسية متصاعدة، إذ تسعى إسرائيل إلى تقليص دور الأونروا، التي تعتبرها عقبة أمام استراتيجيتها للتعامل مع ملف اللاجئين الفلسطينيين.
ويرى مراقبون أن قرار إلغاء الاتفاقية، الذي تبعه تشريع إسرائيلي من الكنيست يحظر عمل الأونروا في فلسطين المحتلة، قد يؤثر سلبًا على الخدمات الأساسية التي توفرها الوكالة في مجالات التعليم والصحة والإغاثة، ما يزيد من معاناة ملايين اللاجئين الفلسطينيين.
أبولحية: استهداف مباشر لحقوق اللاجئين الفلسطينيين
وصف الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون الدولي والنظم السياسية الفلسطيني، هذا القرار بأنه "تصعيد خطير" ضد الأونروا، معتبرًا أن إسرائيل تسعى من خلاله إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين في ظل ما وصفه بـ "الإبادة الجماعية" التي تُمارس بحق الشعب الفلسطيني.
وفي تصريحات صحفية، أشار أبولحية إلى أن قرار إلغاء اتفاقية الأونروا يُعَد خطوة تهدف إلى مضاعفة معاناة الفلسطينيين، خاصة في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، حيث يتعرضون لعدوان إسرائيلي مكثف، في وقت يعاني فيه الشعب الفلسطيني من نقص حاد في الخدمات التعليمية والصحية.
محاولة للقضاء على قضية اللاجئين
وأشار أبولحية إلى أن الخطوات المتصاعدة ضد الأونروا تهدف إلى إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، الذين تم تهجيرهم قسراً من أراضيهم بعد النكبة عام 1948 والنكسة عام 1967.
واعتبر أن استهداف الأونروا هو استهداف مباشر لحقوق اللاجئين الفلسطينيين، إذ تعد الوكالة شاهدًا حيًا على بقاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، وبذلك يمثل هذا القرار تهديدًا لكافة حقوقهم المرتبطة بالأونروا.
الأضرار الاقتصادية والإنسانية للقرار
ولفت أبولحية إلى التأثيرات الاقتصادية للقرار، إذ تعمل الأونروا على تشغيل أكثر من 18 ألف موظف، مما يعني أن هذا القرار قد يهدد استقرار آلاف العائلات التي تعتمد على هذه الوظائف لتأمين سبل العيش.
واعتبر أن القرار يمس بعمق حياة هذه الفئة، ما قد يزيد من تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية داخل المجتمع الفلسطيني.
دعوة للأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات صارمة
ووجه أبولحية دعوة إلى الأمم المتحدة لحماية مؤسساتها التي تمثل دعائم رئيسية لحقوق اللاجئين الفلسطينيين، مؤكداً ضرورة معاقبة إسرائيل على هذا التصرف "الفج وغير القانوني".
وشدد على ضرورة اتخاذ خطوات فورية تتضمن تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة وفرض عقوبات صارمة عليها لقيامها بإلغاء الاتفاقية واستهداف الأونروا بهذا الشكل.
تأثيرات محتملة على اللاجئين الفلسطينيين
من المتوقع أن يترك هذا القرار تداعيات خطيرة على اللاجئين الفلسطينيين، إذ يعتمدون بشكل أساسي على الخدمات التي تقدمها الأونروا في حياتهم اليومية.
ويثير هذا التصعيد تساؤلات حول مستقبل قضية اللاجئين وما إذا كانت الأمم المتحدة ستتخذ خطوات فعّالة لحماية حقوقهم في ظل المتغيرات السياسية المتسارعة في المنطقة.