هل توجد بالفعل رأس الإمام الحسين في مصر؟.. الإفتاء تحسم الجدل
محمود عبد الرحمن مصر 2030يحتفل المصريون سنويًا بذكرى ميلاد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما في الثالث من شهر شعبان، ويتجدد احتفالهم في الأسبوع الأخير من شهر ربيع الآخر بذكرى استقرار رأسه في مصر.
وتبقى قصة وصول رأس الإمام الحسين إلى مصر مثار جدل وتاريخ متناقل على مدار القرون، مما يدعو الكثيرين للتساؤل: هل توجد بالفعل رأس الإمام الحسين في مصر؟
قصة الإمام الحسين
توضح دار الإفتاء المصرية عبر الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى، أن الرأس الشريف دُفن أولًا في دمشق بعد واقعة كربلاء عام 61 هـ، ثم نُقل إلى عسقلان بفلسطين.
ويروي التاريخ أن والي عكا، بعد الغزو الصليبي، خشي على الرأس الشريف، فنقله إلى مصر بموكب مهيب عام 548 هـ، وفقًا لروايات مؤرخين مثل ابن الأزرق الفارقي والمقريزي.
تأكيدات تاريخية ودينية
وقد صدرت فتوى في عهد الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق، تؤكد استقرار الرأس في مصر بناءً على شواهد تاريخية وكتب عديدة توثق هذه الحقيقة، مشددة على ضرورة توخي الدقة وعدم الانجرار وراء المعلومات المغلوطة التي تؤثر في علاقة المسلمين بآل البيت.
وثائق أثرية تدعم الرواية المصرية
تؤكد وثائق هيئة الآثار المصرية نقل الرأس من عسقلان إلى القاهرة في يوم 8 جمادى الآخرة سنة 548 هـ، حيث وُضع أولاً في قصر الزمرد مؤقتًا، ثم نُقل إلى المشهد الحالي في مسجد الإمام الحسين بالقاهرة بين خان الخليلي والجامع الأزهر.
ويشهد موقع الضريح الذي يرتاده الزائرون الآن على احترام المصريين ومحبتهم للإمام الحسين، إذ أُنشئت له قبة خاصة وقام الحكام المتعاقبون بترميمه وإضافة المعالم الجمالية إليه، مثل المنارة والزخارف الإسلامية الفريدة.
الرأس الشريف رمز للعلاقات الروحية والدينية
يمثل رأس الإمام الحسين رمزًا للعلاقات الروحية والدينية بين المصريين وآل البيت، حيث يُقبل آلاف المصريين والعرب على زيارة مسجد الإمام الحسين في القاهرة، متمسكين بإرثهم التاريخي والثقافي الذي تعززه روايات وتوثيقات متعددة.