«فورين بوليسي»: حرب غزة أبرزت محدودية تأثير واشنطن على إسرائيل

مع اقتراب الذكرى الأولى لاندلاع الحرب بين "إسرائيل" وحركة "حماس"، وتصاعد التوترات على جبهة أخرى بين "إسرائيل" وحزب الله، تبرز في منطقة الشرق الأوسط بشكل واضح مأزق الولايات المتحدة وحجم تأثيرها المتناقص.

ذكرت مجلة "فورين بوليسي" أن واشنطن، رغم جهودها المستمرة، لم تتمكن من التفاوض على وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحماس، بل فشلت أيضًا في تغيير الحسابات الاستراتيجية لكل من زعيم حماس يحيى السنوار ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ورغم الضغوط، لا يزال الطرفان يعتقدان أن استمرار الصراع يحمل فوائد أكبر من التهدئة.

ولفتت المجلة إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان والضربات الصاروخية الإيرانية على "إسرائيل" توضح عجز الإدارة الأمريكية عن التحكم في مجريات الأحداث بالمنطقة. واعتبر بعض المراقبين أن الفشل الأمريكي يعكس نوعًا من الغضب الأخلاقي في ظل مقتل الآلاف من المدنيين الفلسطينيين.

أوضحت المجلة أن الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر 2023 كان أزمة غير مسبوقة، مما جعل الولايات المتحدة في موقع المتفرج، محكومة بمصالح القوى الأصغر. وتركزت الأهداف الإسرائيلية على تدمير حماس، بينما كان السنوار يسعى لإعادة حقوق الفلسطينيين إلى الساحة الدولية.

كما سلطت "فورين بوليسي" الضوء على انعدام نفوذ إدارة بايدن في الصراع، بسبب التعقيدات الناتجة عن كون أحد الأطراف حليفًا وثيقًا للولايات المتحدة والآخر يُعتبر منظمة إرهابية. وقد أدى هذا الوضع إلى عدم قدرة بايدن على ممارسة ضغط فعال على "إسرائيل".

وبينت المجلة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يفتقر إلى الثقة في الولايات المتحدة، يستغل الدعم الأمريكي بما يظهر ضعف الإدارة الأمريكية. بينما كانت الإدارات السابقة أكثر استعدادًا لاستخدام الضغط في بعض الأحيان، فإن بايدن لم يتخذ خطوات ملموسة بهذا الاتجاه حتى الآن.

في الختام، دعت المجلة الولايات المتحدة إلى عدم تجاهل المنطقة أو تركها، مشيرة إلى أهمية وجود قادة إسرائيليين وفلسطينيين قادرين على التواصل وبناء رؤية مشتركة لمستقبل أفضل، مما قد يفتح الطريق نحو حل أكثر استدامة للصراع.