مسرح السامر يشهد عرض نعيمة ضمن مهرجان الهواة وإشادة كبيرة بأداء الممثلين ذوي الهمم
على مسرح السامر بالعجوزة، قدم أمس الخميس، العرض المسرحي "نعيمة"، ضمن فعاليات مهرجان "مسرح الهواة" في دورته العشرين، دورة "الفنان الراحل زكريا الحجاوي"، والمقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.
العرض لفرقة تياترو المكفوفين المسرحية، بجمعية رواد قصر ثقافة أسيوط، تأليف درويش الأسيوطي، إعداد موسيقي وإخراج محمود عيد، وتدور أحداثه حول الضحية "حسن المغنواتي" الذي عصف بقلبه حب "نعيمة" ابنة الفلاح الثري الذي يرفض بأن تتزوج من حسن، لترتكب أمينة فعلا ضد عادات وتقاليد القرية، ويصبح رأس حسن هو المقابل.
"نعيمة" أداء تمثيلي: مصطفى كمال، مريم صفوت، منار محمود، جرجس سيدهم، لؤا الصباغ، محمد نصر الدين، حسن أحمد، أميرة محمد، أمنية يوسف، شهد محمود، ملك محمد، علي نور الدين، ومحمد عاطف، ديكور حمدي قطب، تصميم إضاءة محمد جابر، ماكياچ سلوي جنيدي، ملابس أم هاشم حسن، موسيقى محمد عادل، محمود عادل، المنتصر بالله، غناء مصطفى كمال، ومساعد مخرج جرجس سيدهم.
أعرب مصطفى كمال عن سعادته بالمشاركة بالعرض الذي أجمع فريق العمل على تقديمه، وعن فكرته قال: يدور في إطار درامي حول قصة بإحدى قرى الصعيد، تبرز الصراع بين الرومانسية ممثلة في شخصيتي حسن ونعيمة، وبين قوى الشر المتمثلة في والد نعيمة وزوج شقيقة والدها، وتتصاعد الأحداث بقتل حسن.
شهد العرض عبير الرشيدي مدير المهرجان، ولجنة التحكيم المكونة من الفنانين طارق الدسوقي، د. نبيلة حسن، د. وليد الشهاوي، سامح مجاهد، ومهندس الديكور فادي فوكيه.
الندوة النقدية
أعقب العرض ندوة نقدية أدارها د. محمد زعيمة، وشارك بها الناقدان د. حسام أبو العلا، د. طارق عمار.
قال "زعيمة" العرض بمثابة عمل تراثي يعتمد على عناصر من الثقافة الشعبية، ويتناول موضوعا يرتبط بالطبقات الاجتماعية في الماضي، نتيجة العادات والتقاليد ومنها كيفية زواج الفتاة من مغنواتي شاب.
وأضاف أن المخرج بدا وكأن لديه فهما عميقا بشأن الفكرة، واستطاع توظيف الآلات الشعبية في العرض بشكل متناغم يعكس هذا التراث.
أما عن الأداء أوضح أن العرض يعتمد على الغناء المباشر والتمثيل الحي، مما أضفى عنصرًا أصيلاً في أداء الفريق، الذي يتضمن أشخاصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقدم الأداء ممتازًا بقيادة المخرج الذي تمكن من تحقيق انسجام بين الأبطال، كما أن البطلة "نعيمة" أدت دورها ببراعة رغم صغر سنها، ولديها إمكانيات واعدة في التمثيل والحركة المسرحية.
وأشاد د. حسام أبو العلا بالعرض، قائلا: العرض من أفضل ما قدم في المهرجان، ليس بدافع التعاطف مع الفرقة، بل لأنهم استطاعوا تقديم "حالة مسرحية" نادرة وصعبة التحقيق.
كما أثنى على احترافية الممثلين وأدائهم، في تقديم المونولوجات.
وأشار أن الانضباط على المسرح، أمر صعب، خاصة في مثل تلك العروض التي تتطلب تحديا كبيرا، ورغم ذلك التزم الممثلون مع الضوء بالبقاء في أماكنهم بشكل مثالي، و انعكس ذلك على أدائهم وإحساسهم بالكلام.
ورأى د. طارق عمار أن فكرة دمج ذوي الهمم مع الفرق المسرحية، تعد نموذجًا ناجحًا، فهم تمكنوا من تقديم أداءً لا يقل احترافية عن الممثلين الآخرين، بل وتفوقوا في تفاعلهم مع الإضاءة وأدائهم العام في بعض الأحيان.
وأضاف أن الفرقة التي تضم عددا كبيرا من ذوي الهمم، بدت بأنها بذلت جهدًا كبيرًا في التدريب، انعكس ذلك على الأداء المسرحي، وجاءت الشخصيات على مستوى عالٍ جدًا، أظهر قدرتهم على التفاعل مع النص المستوحى من الحكاية الشعبية الشهيرة "حسن ونعيمة" بشكل شعري رائع.
وأوضح "عمار" أن هذه الجهود تؤكد أهداف الهيئة العامة لقصور الثقافة في الحفاظ على التراث المصري ودعم ذوي الهمم، واختتم حديثه مؤكدا أن تقدير الفرقة جاء نتيجة للموهبة وليس للتعاطف، مطالبا بتقديم المزيد من الدعم لهم، كونهم أملًا لمستقبل المسرح المصري.
مهرجان "مسرح الهواة" في دورته الحالية يترأسه الفنان د. هاني كمال، ويقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، والإدارة العامة للجمعيات والمساعدات الثقافية، ويشارك به هذا الموسم 11 عرضا مسرحيا يستمر تقديمها مجانا للجمهور حتى مساء اليوم الجمعة، ويصدر عنه نشرة يومية، ويقام حفل ختام المهرجان غدا السبت على مسرح السامر بإعلان التوصيات والنتائج.
