خسائر فادحة وتداعيات كارثية.. كيف تأثرت لبنان بدخولها في حرب غزة؟
مارينا فيكتور مصر 2030خسائر بشرية ومادية شهدها الجنوب اللبناني، لاسيما مع تصاعد التوترات العسكرية بين الحزب وإسرائيل، منذ الثامن من أكتوبر، بتبادل شبه يومي للهجمات الصاروخية وإطلاق الطائرات المسيّرة، وسط مخاوف من تطور الصراع بينهما إلى حرب شاملة.
فاقمت هذه التطورات الوضع في لبنان، الذي يعاني منذ حوالي 5 سنوات من أزمة اقتصادية خانقة، وأدت إلى دخول البلاد في دوامة جديدة من الأزمات، شملت القصف والدمار والنزوح والمعاناة الإنسانية، وسط تصاعد التوترات السياسية والانقسامات الداخلية، وزيادة الضغط على الحكومة اللبنانية التي تواجه تحديات كبيرة في محاولة معالجة الوضع المتدهور.
خسائر بشرية
وتصاعدت الخسائر البشرية والمادية التي يتكبدها لبنان. إذ لا يمكن حصر هذه الخسائر بشكل كامل ما دامت الحرب مستمرة.
ووفقاً لإحصاءات وزارة الصحة، سجل منذ الثامن من أكتوبر حتى العشرين من الشهر الحالي، 2412 إصابة، منها 564 قتيلاً معظمهم من مسلحي حزب الله، أما عدد النازحين، فقد بلغ 110,099 شخصاً.
وقال رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر الإثنين، إن الخسائر البشرية الحالية بلغت 619 قتيلاً، منهم 558 لبنانيين و61 من غير اللبنانيين، بالإضافة إلى نحو ألفي جريح.
خسائر مباشرة
تتمثل الخسائر المباشرة التي شهدها الصراع في الجنوب اللبناني، في تدمير المنازل، إغلاق المؤسسات، تضرر الزراعة، والنزوح، وهي تقدر بنحو 8 مليارات دولار.
وأكد رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر، أن "الأضرار شملت تدمير حوالي 4 آلاف منزل بالكامل وتضرر نحو 20 ألف منزل آخر بشكل كبير، مع الإشارة إلى أن جزءاً كبيراً منها قد يحتاج إلى هدم إذا لم تكن صالحة للسكن، في حين تضرر 25 ألف منزل بشكل طفيف".
وتتراوح الأضرار الناتجة عن الحرب الحالية بين 40 و50% من الأضرار التي شهدتها حرب يوليو 2006.
وأكد النشطاء السياسيون أن "عشرات القرى والبلدات في الجنوب اللبناني، أصبحت مناطق مدمرة ومهجورة تشبه غزة، وسكانها يعانون من النزوح الداخلي والخارجي".
وطال التدمير مناطق جنوبية تمتد على مسافة لا تقل عن 8 كيلومترات، وهي المناطق التي طالبت إسرائيل حزب الله بالانسحاب منها لتحويلها إلى منطقة معزولة.
وعلى الصعيد الزراعي، يعاني الإنتاج الزراعي في لبنان، من خسائر فادحة نتيجة المعارك الدائرة. فقد تسببت الحرائق في أضرار جسيمة طالت حوالي 20 مليون متر مربع من المساحات الزراعية.
القطاع السياحي
يعاني القطاع السياحي في لبنان من خسائر فادحة بلغت حتى الآن نحو 3 مليارات دولار، حيث تراجعت عائدات القطاع بنسبة 50% مقارنة بالعام الماضي، حيث حقق حينها عائدات بقيمة 6 مليارات دولار.
ولم يسجل قطاع الطيران تراجعاً كبيراً مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مع استمرار قدوم المغتربين إلى لبنان، إلا أن "قطاع تأجير السيارات شهد تراجعاً ملحوظاً، إذ لم يتمكن سوى من تأجير نصف أسطوله المكوّن من 8 آلاف سيارة".
ورغم الآثار الكارثية التي خلفتها مشاركة لبنان في الصراعات مع الاحتلال الإسرائيلي، يواصل أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، الإصرار على إبقاء جبهة جنوب لبنان مفتوحة حتى يتوقف إطلاق النار في غزة.