هل ينجح نتنياهو في جر الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران؟
علي فوزي مصر 2030في ظل محاولات الإدارة الأميركية منع التدهور نحو حرب إقليمية واسعة في الشرق الأوسط، تتزايد التقديرات بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يرى في الظروف الحالية "فرصة ذهبية" لدفع الولايات المتحدة نحو تنفيذ ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وهو الهدف الذي يسعى إليه منذ 15 عامًا.
وفقًا لليمين الإسرائيلي الحاكم، يعتقد البعض أن الغرب يسعى لإبرام صفقة مع إيران تتجاوز مسألة الحرب على غزة وضرورة عدم الرد على اغتيال إسماعيل هنية، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى فشل الاتفاق المحتمل حول تبادل الأسرى.
صحيفة "يسرائيل هيوم" أفادت بأن تصفية هنية أثناء زيارته إلى طهران أوقفت، ولو بشكل مؤقت، تحركًا كان الغرب يعتزم القيام به للترويج لمحادثات مع إيران بهدف العودة إلى الاتفاق النووي، على أن تبدأ هذه المحادثات في 2025 بعد انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن.
وأشار الكاتب الصحفي داني زكين إلى أن بعض قادة الغرب بدأوا بالفعل بإجراء محادثات علنية وسرية مع الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، وكان من بين هؤلاء القادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني أولاف شولتس، إلى جانب وزراء خارجية هذه الدول.
في هذه المحادثات، طُلب من إيران الامتناع عن الرد على اغتيال هنية، وتم تحذيرها من أن أي هجوم قد يعرقل فرص العودة إلى المفاوضات النووية.
من جهتها، حذرت مصادر سياسية في إسرائيل من أن إيران قد اتخذت قرارًا بالتقدم في مشروعها النووي المسلح. وأوضحت سيما شاين، رئيسة الدائرة الإيرانية في معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، أن إيران تسعى إلى امتلاك قدرات نووية للردع، وأن الدروس المستخلصة من الحرب الحالية تؤكد على الحاجة إلى تعزيز هذا الردع.
يرى نتنياهو أن رد إيران على اغتيال هنية قد يؤدي إلى اندلاع حرب واسعة، ما سيدفع الولايات المتحدة للتدخل وتنفيذ ضربات تستهدف مواقع حساسة تتعلق بالمشروع النووي الإيراني، وهو ما يعارضه الغرب الذي يفضل الحلول الدبلوماسية للحد من التهديد النووي الإيراني. على الرغم من أن بايدن يدعم نتنياهو في بعض الجوانب، إلا أنه لا يزال يفضل العمل الدبلوماسي لتجنب التصعيد العسكري.