تحرك جديد.. هل تنجح مفاوضات غزة في ”إنقاذ المنطقة”؟
مارينا فيكتور مصر 2030تتجه الأنظار نحو جولة جديدة من المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في مسعى دبلوماسي جديد لاحتواء التوترات الإقليمية المتصاعدة، بعدما أعلنت إسرائيل، يوم أمس الخميس، موافقتها على استئناف المحادثات، استجابة لدعوة من الوسطاء، الولايات المتحدة وقطر ومصر.
ويأتي ذلك عقب ارتفاع حدة التوترات بين إيران وإسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة، في ظل تهديدات طهران بالانتقام من مقتل زعيم حماس إسماعيل هنية، والذي حملت مسؤوليته لإسرائيل، وتأكيدات الأخيرة على استعدادها لأي سيناريو.
وتأتي الدعوة الجديدة التي أطلقتها واشنطن والقاهرة والدوحة، كمحاولة لتهدئة التوترات الإقليمية ومنع انزلاق المنطقة نحو صراع أوسع نطاقًا، مع تأكيدهم على التحديات والعراقيل العديدة التي لا تزال تواجه "ردم الخلافات" للتوصل لاتفاق نهائي.
محاولة "إعجازية"
ودعا زعماء الولايات المتحدة وقطر ومصر، الخميس، إسرائيل وحماس إلى استئناف المفاوضات إما في الدوحة أو القاهرة، الأسبوع المقبل، لتجاوز الخلافات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي بيان مشترك، حضّ الوسطاء طرفي النزاع على استئناف المحادثات في 15 أغسطس "لسد كل الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق بدون أي تأجيل".
وجاء في النص الذي وقعه أمير قطر ورئيسا الولايات المتحدة ومصر أن الاتفاق الإطاري "مطروح الآن على الطاولة ولا ينقصه سوى الانتهاء من التفاصيل الخاصة بالتنفيذ".
وأكد مسؤولون أمريكيون، خلال الأيام الأخيرة، أن صفقة إطلاق الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة تبقى الطريق الوحيد لتهدئة التوترات الإقليمية التي وصلت إلى مستوى جديد، بعد أن اغتالت إسرائيل أحد كبار القادة العسكريين لحزب الله في بيروت، ومقتل الزعيم السياسي لحماس في طهران.
تعثر المفاوضات
وتعثرت المفاوضات بشأن صفقة احتجاز الرهائن ووقف إطلاق النار في الأسابيع الأخيرة بسبب الشروط التي فرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي، قبل أن تتعمّق "الفجوات" بمقتل القيادين بحماس وحزب الله، أواخر الشهر الماضي، وفقا لـ"أكسيوس".
ووافقت إسرائيل على استئناف المحادثات حول هدنة في قطاع غزة في 15 أغسطس، بناء على طلب دول الوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، بحسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، الخميس.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات لأكسيوس، إن الاجتماع المخطط له الخميس، يبقى محاولة "إعجازية" من جانب إدارة بايدن للتوصل إلى صفقة ومنع حرب إقليمية.
وقال مكتب رئيس الوزراء، إنه سيتم إيفاد مفاوضين للمشاركة في اجتماع 15 أغسطس "من أجل وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل وتنفيذ الاتفاق الإطاري"، بينما لم يصدر أي تعليق حتى الآن من حركة حماس.
ونقلت رويترز، عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، أنه ليس متوقعا أن يتم توقيع اتفاق، الأسبوع المقبل، نظرًا لأنه لا تزال هناك قضايا جدية من بينها تسلسل التبادلات بين حماس وإسرائيل.
وقال المسؤول الأمريكي لأكسيوس "الخميس، ستستأنف المفاوضات. ولا نتوقع التوصل إلى اتفاق في حينه. هذه بداية وليست نهاية. هناك إلحاح لإعادة هذه العملية إلى مسارها الصحيح".
وأشار المسؤول إلى أن الفجوات لا تزال قائمة بين إسرائيل وحماس بشأن العديد من القضايا المتعلقة بتنفيذ اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار وأن كلا الجانبين يتبنى مواقف متشددة بشأنها.
وتأتي المساعي الدبلوماسية الجديدة وسط توترات إقليمية متزايدة في أعقاب مقتل القيادين بحماس وحزب الله، الجماعة الإيرانية التي توعدت مع داعمتها إيران بالرد على العمليتين.
في المقابل، أكدت إسرائيل خلال الأيام الماضية أنها مستعدة هجومياً ودفاعياً للتعامل مع أي هجمات تطالها.
وسلّط تحليل لشبكة "سي أن أن" الضوء على الجهود الرامية إلى إقناع إيران بالعدول عن التصعيد، مشيرًا إلى أن القادة الإقليميين يأملون في أن تكون طهران مستعدة للتراجع عن هدف الانتقام، مقابل تحقيق تقدم ملموس في محادثات وقف إطلاق النار.