بعد اختيار السنوار زعيما لحماس.. ما انعكاسات ذلك على إسرائيل ومفاوضات حرب غزة؟
مارينا فيكتور مصر 2030أعلنت حركة حماس، يوم أمس الثلاثاء، تعيين زعيمها في غزة يحيى السنوار رئيسًا لمكتبها السياسي، خلفا لإسماعيل هنية، مما أثار تساؤلات بشأن دلالات الخطوة في هذا التوقيت، الذي يشهد تصعيدًا بالمنطقة.
مفاجأة
ووصف محللون ومراقبون، اختيار السنوار بأنه مفاجأة، متوقعين أن يلقي بظلاله على العديد من الملفات على رأسها صفقة الهدنة في قطاع غزة.
وأعلنت حماس، السبت، إجراءها مشاورات واسعة لاختيار رئيس جديد للمكتب السياسي بعد اغتيال هنية، في حين كانت الترشيحات تدور في فلك عدد من قادتها على رأسهم: خالد مشعل الذي سبق أن شغل المنصب عقب اغتيال عبد العزيز الرنتيسي.
وأيضًا خليل الحية نائب رئيس الحركة في غزة، وموسى أبو مرزوق، وهو أحد كبار مسؤولي المكتب السياسي، وزاهر جبارين الذي يتولى منذ فترة طويلة إدارة الشؤون المالية للحركة، إضافة للقيادي محمد إسماعيل درويش.
رجل الأنفاق
ويوصف السنوار بأنه "رجل الأنفاق" في قطاع غزة، والذي يعيش داخلها منذ 10 أشهر، حيث اندلعت شرارة الحرب بين إسرائيل وحماس، كما أصبح على رأس الأهداف التي تسعى إسرائيل للوصول إليها منذ هجوم السابع من أكتوبر الماضي.
ويُنظر إلى السنوار البالغ من العمر 61 عاما على أنه الرئيس الفعلي للحركة، وصاحب اليد العليا في اتخاذ قراراتها المتعلقة بالحرب والمفاوضات، وتُحاط تحركاته بسرية شديدة، إذ لم يشاهد علنا منذ اندلاع الحرب، رغم المحاولات الإسرائيلية المُكثفة لتتبع أثره.
وأمضى السنوار 23 عامًا في السجون الإسرائيلية قبل الإفراج عنه في 2011، ثم انتخابه رئيسا للحركة في غزة في 2017، وبات مطلوبًا ومدرجًا على قائمة "الإرهابيين الدوليين" الأمريكية.
انعكاسات اختيار السنوار
اعتبر محللون أن اختيار السنوار "رسالة موجهة لإسرائيل أولا وأخيرا"، حيث جاء هذا الاختيار مخالفًا لكل التوقعات خلال الأيام الماضية وبعد شد وجذب بين قيادات حماس.
والآن إذا أراد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يتفاوض، فعليه أن يتفاوض مع رجل يقيم تحت الأرض.
ورأى محللون أن تعيين السنوار سيعقد أي ملفات متعلقة بالتفاوض؛ إذ أن عملية الاتصال ذاتها معه أمر صعب، وحينما تحتاج لرسالة سيكون مطلوبًا الانتظار لعدة أيام، ومن ثم بات الأمر صعبًا على الوسطاء أنفسهم.
كيف تنظر إسرائيل للسنوار؟
وعن الرؤية الإسرائيلية لاختيار يحيي السنوار زعيما لحماس، يقول المحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان، في تصريحات صحفية، إن إسرائيل تتعامل مع السنوار على أنه "حي ميت"، وحين تأتي أول فرصة ستقضي عليه.
وأوضح نيسان أن إسرائيل تسعى منذ بداية الحرب لاستهداف السنوار شخصيا لمسؤوليته المباشرة عن هجوم السابع من أكتوبر، ولا تكف عن البحث عنه داخل الأنفاق وفي قلب غزة ذاتها.
ووفق البيت الأبيض، فإن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قد وصلت للمراحل النهائية.
وأجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن، اتصالين هاتفيين مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، لمناقشة الجهود المبذولة لتهدئة التوتر في الشرق الأوسط والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق الرهائن.