المتحدث العسكري: معركة الوعي تحد رئيسي ولها دور كبير في عملية البناء والتنمية

استضافت مجلة الشباب العقيد أ .ح ./ غريب عبد الحافظ المتحدث العسكرى الرسمى للقوات المسلحة فى ندوة مفتوحة مع قرائها، تحدث خلالها عن الدور العظيم الذى تقوم به القوات المسلحة فى معركة البناء والتنمية بالتوازى مع دورها الرئيسى فى تأمين الحدود ومجابهة الإرهاب .

وفى مقر المجلة، كان الدكتور محمد فايز فرحات- رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام- والأستاذ محمد عبدالله- رئيس التحرير- فى استقبال المتحدث العسكرى، حيث رحبا به، وقدما له الشكر على تلبية الدعوة لتكون هذه الندوة بمثابة أول لقاء جماهيرى يعقده المتحدث العسكرى منذ توليه مهام منصبه..ثم توجه الضيف إلى قاعة تقلا التى امتلأت عن آخرها بالحضور لتبدأ وقائع الندوة بكلمة من رئيس التحرير أكد خلالها على أهمية هذه الندوة فى صناعة وعى جيل من الشباب يبحث عن الحقيقة فى عالم ملىء بالشائعات.. ولن يجد أفضل من هذه الفرصة فى وجود العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ الذى بدأ حديثه بدعوة الحضور للوقوف تحية لأرواح الشهداء..

ثم بدأ المتحدث العسكرى باستهلالية قال فيها: إنه طالما كانت مصر محط أنظار وأطماع العالم‏ على مر العصور،‏ كما فرضت عليها دائماً "عبقرية المكان" أن تلعب دور الدولة المحورية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ولم تشهد مصر فى تاريخها الحديث هذا الكم من التهديدات والتحديات على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة فى توقيت متزامن.

لذا كان لزاماً على مصر فى تبنيها لمفهوم الأمن القومى أن يشتمل على مجموعة من الإجراءات لحماية مصالحها الداخلية والخارجية من أى تهديد‏ ويضمن تحقيقأهدافها وغاياتها القومية‏ ومن هنا فطنت القوات المسلحة ‏لحتمية اتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية الأمن القومى المصرى.

وأشار المتحدث العسكرى إلى مجمل التهديدات / التحديات المؤثرة على الأمن القومى المصرى والتى نجحت القوات المسلحة فى تحقيقها والمتمثلة فى مجابهة الإرهاب على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة،

ومواكبة التطور المتسارع لمنظومتى التسليح والتدريب، ودعم جهود الدولة فى التنمية الشاملة بالاستفادة من إمكانيات القوات المسلحة .

وأضاف أنه اتساقاً مع التهديدات / التحديات السابقة اتخذت القوات المسلحة المصرية رؤية شاملة من خلال 3 محاور هى:الاستراتيجية الشاملة للقضاء على الإرهاب (أمنى- تنموى-اجتماعى )، التطوير الشامل لمنظومتى التسليح والتدريب، وحماية الأهداف الاستراتيجية وتأمين المقدرات الاقتصادية للدولة.

مع الأخذ فى الاعتبار تعزيز علاقات التعاون العسكرى مع الدول الصديقة والشقيقة، والمشاركة المصرية فى حفظ الأمن والسلم الدوليين تحت مظلة الأمم المتحدة.

كما تطرق المتحدث العسكرى خلال الندوة بشكل من التفصيل إلى الاستراتيجية الشاملة للقضاء على الإرهاب (أمنى- تنموى- اجتماعى) حيث أشار إلى أنه ارتباطاً بالتغيرات السياسية والاجتماعية وما صاحبها من حالة عدم الاستقرار نتيجة للتداعيات التى تشهدها بعض دول المنطقة فى العقد الأخير وتزايد نشاط الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة بتلك الدول، أصبح هناك تهديد رئيسى من ضمن التهديدات وهو ظاهرة الإرهاب.حيث ارتأت القوات المسلحة أن الضامن الحقيقى لمجابهة الإرهابهو التعامل مع مسببات الإرهاب بشكل علمى لتوفير الأمن والسلم الاجتماعى كركيزة رئيسية للدولة المصرية وذلك من خلال العمل على 3محاور رئيسية بشكل متوازٍ تبدأ بالمحور الأمني:حيث هدف إلى حماية المجتمع من الإرهاب والتطرف وحفظ الأمن والاستقرار الداخلى بالتوازى مع جهود التنمية وحماية مقدرات الدولة المصرية والأهداف الحيوية.

وقطع طرق الإمداد ومنع أعمال ( تهريب الأسلحة والذخائر / المواد المخدرة - التسلل - الهجرة غير الشرعية)على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة.

وكذا إجهاض أى محاولات لانتقال العناصر الإرهابية إلى داخل الحدود المصرية.

والقضاء على العناصر الإرهابية وتدمير البنية التحتية لتلك العناصر بما تشمله من مخازن الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة والعربات والدراجات النارية.

اكتشاف وتدمير الأنفاق، فرض السيطرة الأمنية وتحقيق الاستقرار وحماية المدنيين بمدن وقرى شمال سيناء إضافة إلى تطهير منطقة الظهير الصحراوى للدلتا وغرب وادى النيل، والقضاء على العناصر الإرهابية والإجرامية على الاتجاهين الغربى والجنوبى.

كما أشار المتحدث العسكرى إلى أنه بالتوازى مع الجهود الأمنية تساهم القوات المسلحة بما لديها من إمكانيات لدعم جهود الدولة فى التنمية الشاملة والارتقاء بالأوضاع الاجتماعية والظروف المعيشية للمواطنين.

حيث إنه تم تكليف القوات المسلحة اعتباراً من 30 / 6 / 2014 بتنفيذ عدد (443) مشروعا لخدمة كافة مجالات التنمية الشاملة بشبه جزيرة سيناء ويتم ذلك بالاستعانة بالشركات /المكاتب الاستشارية المصرية الوطنية لتنفيذ هذه المشروعات والمساهمة فى خلق فرص عمل جديدة للشباب.

وأكد المتحدث العسكرى أنه بشكل عام تساهم القوات المسلحة بما لديها من إمكانيات لدعم جهود الدولة فى كافة المجالات ومنها مشروعات البنية التحتية [ الطرق- الكبارى- المطارات-الموانئ ] وكذا المساهمة بمشروعات الإسكان- القطاع الزراعى- الثروة الحيوانية والسمكية- مشروعات المياه- المشروع القومى للقضاء على العشوائيات.

ونحن لدنيا مبدأ في القوات المسلحة ونعمل تحت شعار "لا مهام مستحيلة ولا تضحيات عظيمة".

كما بين المتحدث العسكرى أنه فى إطار المسئولية المجتمعية تجاه أبناء الشعب المصرى بمختلف فئاته تعمل القوات المسلحة على دعم المجتمع المدنى والمساهمة فى توفير حياة كريمة للمواطنين وكذا تخفيف الأعباء عن كاهل الأسر الأولى بالرعاية من خلال:

التعاون الوثيق بين كافة مؤسسات الدولة لتأمين توفير الإمدادات الغذائية والتأمين الصحى والاجتماعى للمواطنين، مشاركة القوات المسلحة فى مبادرة حياة كريمة، وعقد اللقاءات الدورية مع مشايخ وعواقل وأهالى سيناء للوقوف على احتياجاتهم الفعلية.

وكذا تنظيم حفلات زفاف جماعى للشباب من الأسر الأكثر احتياجاً بالتعاون مع الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدنى.

الجدير بالذكر هو إشادة المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة بالاستراتيجية الشاملة للدولة المصرية لمجابهة الإرهاب وهو ما ظهر فى تقريرها النصف سنوي.

وكانت أبرز النقاط بالتقرير الإشادة بما اتخذته الدولة المصرية من جهود فى مجابهة الإرهاب، انخفاض نشاط العناصر الإرهابية فى شمال سيناء، والذى تم تداوله بشكل مكثف من خلال وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.

انتقل بعد ذلك المتحدث العسكرى للحديث حول التطوير الشامل لمنظومة التسليح والتدريب التى شهدتها القوات المسلحة وأبرز صفقات تسليح القوات المسلحة المصرية المعلنة فى الفترة من 2014 : 2024 حيث أشار إلى دخول أسلحة حديثة إلى الخدمة بالقوات المسلحة لحماية الأمن القومى المصرى كالآتى:

القوات الجوية: طائرات الرافال، وطائرات F-16 .

القوات البحرية: غواصات، حاملات المروحيات، فرقاطات، لنشات الصواريخ .

قوات الدفاع الجوى: مصر تمتلك منظومة دفاع جوي متكاملة ومعقدة تواكب أحدث نظم التسليح العالمية تشتمل على عناصر استطلاع وإنذار ومراقبة جوية بالنظر لمجابهة كافة العدائيات في التوقيت المناسب، قوات الدفاع الجوي لديها عناصر إيجابية تتضمن المقاتلات، والصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات.

وتمكنا من تصنيع منظومات لمواجهة الطائرات بدون طيار، وكذا صناعة رادار مصري بالتعاون مع المراكز البحثية بالقوات المسلحة والجهات المدنية، مستفيدة من القدرات الصناعية للهيئة العربية للتصنيع ووزارة الإنتاج الحربي.