الجامعة المصرية الروسية تعقد محاضرات عن الإبداع في البحث العلمي
خالد الشربينى مصر 2030أعلن الدكتور شريف فخري محمد عبد النبي، رئيس الجامعة المصرية الروسية، عن افتتاح الجامعة للمرحلة الثانية من أولمبياد الشركات الناشئة بالجامعات، وذلك بدعم مشترك من صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ التابع لـ"وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، والجامعة المصرية الروسية".
وأكد أن إدارة الجامعة تشجع طلابها وأعضاء هيئة التدريس على الإبتكار وريادة الأعمال، حيث تدعم الأفكار والمشاريع الواعدة وتوفر البيئة المناسبة لتطوير مهارات وإبداعات رواد الأعمال، تأتى هذه الأنشطة الهامة فى مجال الابتكار بدعم من الدكتور محمد كمال السيد مصطفى، رئيس مجلس أمناء الجامعة، بهدف تعزيز روح ريادة الأعمال بين الطلاب والباحثين، وتحفيزهم على تحويل أفكارهم إلى مشاريع تجارية ناجحة، وإظهار قدرة الجامعة على توفير الدعم المالى والبنية التحتية والترويج للأولمبياد.
في هذا السياق، ألقى الدكتور عصام خميس، مستشار رئيس الجامعة المصرية الروسية للتطوير الأكاديمى، محاضرة عامة للطلاب والباحثين فى نادى ريادة الأعمال بالجامعة بعنوان "البحث العلمى من النمطية إلى الإبداع وكانت عن: "الحاضنات، الشركات، وأودية العلوم والتكنولوجية"، وذلك ضمن فعاليات أولمبياد الشركات الناشئة بالجامعة المصرية الروسية، تناولت المحاضرة آلية التحول إلى الجامعة المنتجة تطبيقاً لمفهوم "من النمطية إلى الابداع".
وأكد كيفية الانتقال من البحث الأكاديمى النمطى إلى البحث الإبداعى، من خلال عرض نموذج التحول من الأبحاث الأكاديمية إلى الأبحاث التطبيقية التى تسفر عن براءات إختراع، وكيفية تحويل هذه الإبتكارات إلى نماذج أولية معملية ثم صناعية، وصولاً إلى تطويرها وتحويلها إلى منتجات صناعية تعتمد على البحث العلمى؛ لتحقيق هذا النموذج، يتم الإستعانة بالحاضنات التكنولوجية بمختلف أنواعها.
أوضح مستشار رئيس الجامعة المصرية الروسية للتطوير الأكاديمى، أن الحاضنات وواحات العلوم والتكنولوجيا تساعد فى تضييق الفجوة بين الجامعات والصناعة بهدف الوصول إلى "اقتصاد المعرفة والاقتصاد القائم على المعرفة"، وشرح الفرق بين الاثنين؛ حيث أن "اقتصاد المعرفة" يتعلق باقتصاديات عمليات المعرفة نفسها، مثل إنتاج وصناعة المعرفة، وعمليات البحث والتطوير، بما فى ذلك تكاليف البحث والتطوير، وإدارة الأعمال، والاستشارات، وإعداد وتدريب الخبراء، بالإضافة إلى العائد الناتج عن هذه العمليات باعتبارها اقتصادية؛ أما "الاقتصاد القائم على المعرفة"، فإن المعرفة تلعب دوراً أقل، حيث يكون النمو مدفوعاً بعوامل الإنتاج التقليدية والمساهمة النسبية للصناعات المكملة المبنية على المعرفة، مثل الموارد البشرية المؤهلة وذات المهارات العالية، أو رأس المال البشري، والذى يُعتبر من أكثر الأصول قيمة في هذا الإقتصاد.
أشار الدكتور عصام خميس، إلى أن "الجامعة المصرية الروسية" تحتضن رواد الأعمال التكنولوجيين والمبتكرين من خلال نادى ريادة الأعمال، حيث يقدم لهم الدعم المادى والفنى، والتدريب، ودراسات الجدوى، وتسهيلات التسجيل؛ مما يمكّن المبتكرين ورواد الأعمال من تحويل أفكارهم إلى نماذج أولية ومخرجات نصف صناعية؛ وصولاً إلى إنشاء شركات ناشئة تكنولوجية ناجحة، مستعرضاً مجموعة من النماذج الأولية لمخرجات بحثية متنوعة يمكن تصنيعها كمنتجات فى ظل قانون حوافز العلوم والتكنولوجيا والابتكار ولائحته التنفيذية الصادرة فى عام 2019، كما تناول أنواع الشركات التجارية، موضحاً الفرق بين الشركات الناشئة "Startup Company" والشركات المنبثقة "Spin-off Company" .
أفاد مستشار رئيس الجامعة المصرية الروسية للتطوير الأكاديمى، أن الشركات الناشئة تُنشأ عادةً فى المناطق الصناعية، بينما تنشأ الشركات المنبثقة داخل واحة العلوم بالجامعة، للإستفادة من إمكانيات الجامعة البشرية من أعضاء هيئة التدريس، والمادية مثل المرافق المعملية، والمكتبة، مما يتيح لها الاستمرار في إنتاج المزيد من المنتجات الصناعية التكنولوجية في مختلف مجالات الجامعة، وختم المحاضرة بتسليط الضوء على واحات العلوم والتكنولوجيا "STP".. موضحاً مفهوم نموذج Triple Helix للابتكار، الذى يتكون من مجموعة من التداخلات بين الجامعة والصناعة والحكومة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق مفهوم اقتصاد المعرفة ومجتمع المعرفة.
أشار الدكتور عصام خميس، إلى تطور هذا النموذج ليصبح Quadruple Helix بعد إضافة المؤسسات غير الربحية. كما تحدث بإسهاب عن نماذج من واحات العلوم والتكنولوجيا العالمية فى الصين واليابان وتونس وغيرها، مستعرضاً أعداد واحات العلوم العالمية وتطور إنشائها خلال كل عقد حيث انطلقت أول هذه الواحات في عام 1950. وأضاف أن الصين تصدرت العالم فى عدد أودية العلوم، تليها الولايات المتحدة، ثم المملكة المتحدة، ثم فرنسا.
فى سياق آخر، ألقى مستشار رئيس الجامعة المصرية الروسية للتطوير الأكاديمى، محاضرة عامة أخرى فى كلية الصيدلة بالجامعة بعنوان "الإستفادة من مخرجات البحث العلمى"، بحضور الدكتور إيهاب فتوح، عميد كلية الصيدلة، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والطلاب من كليتى الصيدلة والهندسة؛ تضمنت المحاضرة شرحاً لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي فى مصر والوضع الراهن لمؤشرات العلوم والتكنولوجيا.
استعرض الدكتور عصام خميس، مؤسسات التعليم العالى المصرية والمراكز البحثية التابعة لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى والمراكز البحثية التابعة لوزارات وهيئات الدولة المختلفة؛ وتطرق إلى مخرجات البحوث العلمية التطبيقية المتنوعة، مثل الأبحاث المنشورة فى المجلات المفهرسة عالمياً، الملكية الفكرية، براءات الاختراع، المعارف الفنية، النماذج الأولية المعملية والصناعية، ونتائج البحوث والاستشارات والخدمات المبنية على الابتكار.
كشف مستشار رئيس الجامعة المصرية الروسية للتطوير الأكاديمى، أن النشر العلمى فى مصر ارتفع بنسبة 11.46% فى عام 2022 مقارنة بعام 2021، حيث بلغ معدل النشر فى عام 2023 حوالى 42,219 بحثاً؛ مما يمثل نحو 9% من إجمالى نشر مصر منذ عام 1891 والذى بلغ 450,206 بحثاً.. مؤكداً أن هذا يعد طفرة بحثية حقيقية تحسب لوزارة التعليم العالي والبحث العلمى.
أضاف الدكتور عصام خميس، أن مصر احتلت المرتبة 25 عالمياً فى مجال البحث العلمى المنشور دولياً من أصل 234 دولة فى عام 2023؛ مما يجعلها من بين أفضل 10.7% من الدول وفقاً لقواعد بيانات SIMAGO العالمية.. متحدثاً بإسهاب عن أسباب نهضة البحث العلمى فى مصر من الناحيتين الكمية والنوعية، وشهدت المحاضرة تفاعلاً ونقاشاً حيوياً من الحضور، حيث أجاب على استفساراتهم.