كيف أظهر انقطاع تكنولوجيا المعلومات العالمي مخاطر المجتمع المفلس ماديًا؟
سلطت الفوضى التي أحدثها انقطاع تكنولوجيا المعلومات العالمي الأسبوع الماضي، الضوء على خطر التحول نحو مجتمع خالٍ من النقود.
تأثرت محلات السوبر ماركت والبنوك والمقاهي ومحطات القطارات والمطارات بفشل أنظمة مايكروسوفت في عدة دول وبخاصة بريطانيا وأمريكا، مما جعل العديد منها غير قادرة على قبول المدفوعات الإلكترونية. وكان التأثير شديدًا بشكل خاص على الشركات التي لم تعد تقبل النقد.
يُدرج تحالف اختيار الدفع (PCA)، الذي يقوم بحملة ضد التحرك نحو مجتمع غير نقدي، 23 شركة ومجموعة، على الأقل بعض منافذها تقبل فقط بطاقات الائتمان أو الخصم.
وقال رون ديلنيفو رئيس رابطة شركات الكهرباء: "ستكون هناك انقطاعات للتيار الكهربائي على الدوام، ولكن إذا لم يكن هناك بديل، فقد ينهار كل شيء من حولك".
وقالت هيئة التمويل البريطانية إن "النقد لا يزال متاحًا بكل تأكيد". وأضافت: "الأمر متروك للشركات الفردية، لكننا نعتقد أنه من الجيد منح الناس خيارًا. حيث لا تزال معظم الشركات تقدم النقد".
وأوضحت النقابة GMB إن الانقطاع عزز ما كانت تقوله لسنوات: "إن النقود جزء حيوي من كيفية عمل مجتمعاتنا". "عندما تسحب النقود من النظام، لا يكون لدى الناس ما يعتمدون عليه، مما يؤثر على كيفية قيامهم بالأساسيات اليومية".
وقد أثرت بالفعل عدة انقطاعات أصغر وغير مرتبطة بالتيار الكهربائي على تجار التجزئة هذا العام. ففي مارس عانت ماكدونالدز وتيسكو وسينسبيريز وجريج من مشاكل في أنظمة الدفع الخاصة بها. وتقبل جميع المنافذ أيضًا الدفع نقدًا.
فرضت السلطات في الصين والولايات المتحدة غرامات على الشركات التي لا تقبل النقد. وقال ديلنيفو إن المملكة المتحدة يجب أن يكون لديها قانون يلزم جميع الشركات بقبول النقد.
وقال مارتن كوين، مدير حملة PCA، إن استخدام النقود: "لا أريد بيع بياناتي، ولا أريد للبنوك وشركات بطاقات الائتمان وحتى تجار التجزئة عبر الإنترنت أن يعرفوا كل جانب من جوانب حياتي". وأضاف أن إعداد الميزانية باستخدام النقود أسهل أيضًا بالنسبة للبعض.
"إذا خرجت لليلة واحدة وقررت إنفاق 50 جنيهًا إسترلينيًا، فقد أستيقظ وأجد بعض الشظايا في جيوبي. ولكن إذا كنت في الحانة وأقوم بالنقر فسأستيقظ في الصباح التالي لأجد أنني قد انتهيت من السحب على المكشوف".
وقالت شركة لينك إن ماكينات صرف النقود التابعة لها تعمل بمستويات طبيعية بشكل عام، لكنها أكثر نشاطًا حول محلات السوبر ماركت.
