ماذا حدث في بريطانيا نتيجة الخلل التقني العالمي؟
عبده حسن مصر 2030شهد العالم أمس الجمعة تعطلًا كبيرًا في تكنولوجيا المعلومات، حيث تأثرت مطارات، خدمات الرعاية الصحية، وشركات عدة في أكبر انقطاع تقني في التاريخ.
حيث تمتد تداعيات هذا العطل إلى عدة قطاعات، مما يستدعي تحليلاً مفصلاً واستجابة دولية منسقة.
وتعرضت أنظمة التشغيل ويندوز لشركة مايكروسوفت لثغرة كبيرة نتيجة تحديث برمجي فاشل من شركة الأمن السيبراني الأميركية "كراود سترايك".
وأدى هذا الخلل إلى تعطيل الرحلات الجوية، مواعيد المستشفيات، أنظمة الرواتب، وحتى بث القنوات التلفزيونية، مما أسفر عن توقف العديد من الأنظمة الحيوية.
وتأثرت شركات الطيران بشكل كبير، حيث ألغيت العديد من الرحلات الجوية حول العالم.
وفي المملكة المتحدة، تنسق لجنة كوبرا الاستجابة للأزمة، بينما تعمل وزيرة النقل بسرعة مع الصناعة للحد من التأثيرات السلبية.
كما واجهت عيادات الطب العام في المملكة المتحدة صعوبة في الوصول إلى سجلات المرضى وحجز المواعيد.
وأعلنت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في مقاطعة ساري عن حادث خطير وألغت مواعيد العلاج الإشعاعي، مما يعكس حجم الأزمة في القطاع الصحي.
وأبلغت البنوك مثل بنك مترو وبنك سانتاندير عن مشاكل في خطوط الهاتف والمدفوعات، مما أثر على العملاء وخدماتهم.
بالإضافة إلى ذلك، واجه بنك مونزو وبنك جيه بي مورجان مشاكل تقنية أثرت على أنظمتهم.
وأكدت شركة "كراود سترايك" أن الانقطاع كان نتيجة تحديث برمجي ولم يكن ناجمًا عن هجوم إلكتروني.
وعبر مؤسس الشركة عن أسفه العميق للعملاء المتضررين، مشيرًا إلى التفاعل السلبي بين التحديث ونظام تشغيل مايكروسوفت.
أما في المملكة المتحدة، كانت الحكومة على اتصال دائم بالقطاعات المختلفة لمعالجة تداعيات الفشل.
وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية إن الخلل أثر على 16 مستشفى، بينما ألغى مستشفى جامعة شليسفيج هولشتاين في ألمانيا جميع العمليات المخطط لها.
ويتوقع الخبراء أن يستغرق التعافي الكامل من هذا العطل أسابيع، حيث يتطلب إصلاح الأنظمة المتضررة يدويًا.
كما أوضح آدم ليون سميث من معهد تكنولوجيا المعلومات المعتمد أن بعض الإصلاحات قد تتم بسرعة، بينما تتطلب أجهزة الكمبيوتر التي تواجه شاشات زرقاء إصلاحات أكثر تعقيدًا.
من جانبه، أشار تروي هانت، مستشار الأمن السيبراني، إلى أن هذا الفشل في تكنولوجيا المعلومات هو الأكبر في التاريخ، مضيفًا أن الوضع الحالي يعكس المخاوف التي كانت تحيط بخطأ الألفية في عام 2000.
الجدير بالذكر أن العطل تسبب في تكنولوجيا المعلومات في إحداث دمار كبير في قطاعات متعددة، مما يستدعي استجابة منسقة من الشركات والحكومات لتخفيف التأثيرات.
ومع استمرار الجهود لإصلاح الأنظمة المتضررة، يبقى التحدي الأكبر هو استعادة الثقة وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.