بروتكول بين ”الأوقاف” و”الاتصالات” لإطلاق منصة رقمية واستراتيجية جديدة في العمل
دينا صقر مصر 2030عقد وزير الأوقاف، الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، المهندس عمرو طلعت، اجتماعا اليوم، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، لتوقيع بروتوكول تعاون مشترك بين الوزارتي، بشأن "مشروع بوابة تراث مصر الرقمي"، والتي ضمت حتى الآن 94 إصدارًا للوزارة، تهدف إلى الحفاظ على تماسك المجتمع وإعلاء قيمه وعاداته.
وقال الأزهري، إن هناك مشروعات قائمة بالفعل سابقا بين الوزارتين يتم العمل على استكمالها وإنجازها فورًا، مؤكدا أن الرئيس السيسي رئيس الجمهورية وجه بإنشاء منصة إلكترونية خاصة بالوزارة، موضحا أنه بدأ العمل في الشأن في عهد وزير الأوقاف السابق، واستكمالا لجهود الوزارة نهدف إلى إضافة استراتيجية جديدة على المنصة لتشتمل أربعة محاور رئيسة لتجديد الخطاب الديني.
وأضاف الأزهري، أن المحور الأول يشكل أهمية قصوى لنا يكمن في خدمتنا للوطن كمسئولين، وإطفاء نار الفتن من خلال مواجهة فكرية جادة في كل ما يتعلق بمفاهيم الفكر المتطرف، والاستمرار في مواجهة الإرهاب والتطرف، والمحور الثاني يتمكن في مواجهة التطرف اللاديني المتمثل في تراجع القيم والأخلاق مثل: مواجهة الإلحاد والإدمان والانتحار والتنمر والتحرش والزيادة السكانية وارتفاع معدلات الطلاق وفقدان الثقة، ومواجهة شاملة لكل مظاهر التراجع القيمي والأخلاقي من خلال نشر الوعي بين المصريين لقيم الإسلام السمحة، وهذه المهمة تقع على عاتق الخطباء وأئمة المساجد والدعاة داخل مصر وخارجها، فينبغي أن تحتوى الخطب والدروس على جرعة أخلاقية عالية من القيم، لنواجه بها الأزمات الاجتماعية.
وأوضح ازهري، أن المحور الثالث يتعلق ببناء الإنسان وبناء الشخصية المصرية، وقد جمعت ما كتب عن الشخصية المصرية ووضعته في كتاب اسميته "الشخصية المصرية خطوات على طريق استعادة الثقةط، مؤكدًا أنه يسعى لجعل أحد أهم اهتمامات الدعاة كيفية خطاب المصريين بما يرسخ ويقوي ويثبت معنى شخصية الإنسان المصري الواثق بنفسه الشغوف بالعلم والشغوف بالعمران والواسع الأفق والمنتمي لوطنه.
وتابع:" يتعلق بصناعة الحضارة ويختص بكل ما كان في تاريخ المسلمين من مظاهر الإبداع والاختراع والاكتشاف في الطب، والفلك، وعلوم التشريح، وعلوم البستنة، وتنظيم الحدائق وعلوم الحياة وعلوم الحضارة فعندنا كتاب ألف اختراع واختراع من التراث الإسلامي كما لدينا كتاب عمالقة العلوم التطبيقية في الإسلام وأريد للعقل المصري مرة ثانية أن يقرأ القرآن الكريم فيخرج منه وهو شغوف بأن يسجل براءة اختراع، أو أن يكتشف ويبدع، ويصنع الحضارة.
وأكد وزير الأوقاف أنه يريد أن تحقق المنصة هذه الأهداف الأربعة الاستراتيجية للوزارة ، بأن تكون رقمية تفاعلية احترافية لخدمة المحاور الأربعة، منصة تخاطب الناس بلغة وبأسلوب يناسب العصر، تحتوي وثائق متعددة وتفاعل مباشر، كما يتم نشر كل الإنتاج العلمي المتميز، ورسائل الماجستير والدكتوراه للسادة الأئمة والتعريف بمساجد مصر العريقة وكل من تولى وزارة الأوقاف عبر التاريخ وانجازات هؤلاء العلماء نحتاج في هذه المنصة إلى وجود إطلالات وواجهات على كافة شبكات التواصل الاجتماعي لأن الميدان الحقيقي الذي تختطف فيه العقول ويتم شحن شخصية المصريين للتشاؤم أو الإحباط والسلبية هو السوشيال ميديا إضافة إلى الاهتمام بالطفل وتقديم التعليم الترفيهي من خلال وسائط متعددة منها ألعاب الجيمز المليئة بقيم الرحمة والتسامح والإبداع، بديلا للألعاب التي تعد مكونا أوليا لبذرة العنف.
ومن جانبه، قال طلعت إن هناك العديد من مشروعات التعاون المشترك بين الوزارتين والتي تستهدف تقديم الدعم التكنولوجى لوزارة الأوقاف من أجل تمكينها من أداء دورها البالغ الأهمية بشقيه الدعوي، والاقتصادي الإداري؛ موضحا أنه تم الاتفاق على فتح آفاق جديدة للتعاون المشترك بين الوزارتين من خلال تنفيذ عدة مشروعات والتي من أبرزها مشروع إنشاء منصة رقمية تفاعلية تضم محتوى عن الدين الإسلامي يشمل خطب وكتب وغيرها من أشكال المحتوى؛ ليستفيد منه المواطنين وخاصة الشباب ولكى تكون مقصد وسطى مستنير يأخذ بكل من العلم الديني والتكنولوجيا.
وأضاف طلعت أنه سيتم بناء تطبيق على الهاتف المحمول لينشر المحتوى من خلال مقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف تيسير الوصول إلى المواطنين؛ كذلك ستضم المنصة محرك بحث مدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي؛ منوها إلى أنه من المقرر توقيع بروتوكول بين الوزارتين بشأن التعاون في تنفيذ هذه المنصة.
وأشار طلعت إلى أن التراث الخاص بالأزهر الشريف ووزارة الأوقاف يعد أحد مصادر القوى الناعمة لمصر، موضحا أنه يمكن التعاون بين الوزارتين في تنفيذ مشروع للترجمة باستخدام الذكاء الاصطناعي يتم من خلاله ترجمة المحتوى الخاص بوزرة الأوقاف من اللغة العربية إلى مختلف اللغات بهدف إتاحة المعرفة ونشرها فى مختلف دول العالم وتكريس القوى الناعمة لمصر؛ موضحا أنه يمكن التعاون في تنفيذ مشروع لاستخدام تقنيات التعرف الضوئي على الوثائق المكتوبة بخط اليد.
وذكر وزير الاتصالات، أبرز مشروعات التعاون القائمة بين الوزارتي، لتمكين الأوقاف من تحقيق التحول الرقمي ومنها: مشروع رقمنة عملية تلقى تبرعات صكوك الأضاحي ومشروع رقمنة أطلس وزارة الأوقاف، بالإضافة إلى التعاون فى تنفيذ مشروع حصر وإدارة املاك وأصول الدولة لتمكين وزارة الأوقاف وهيئة الأوقاف المصرية من إدارة أملاكهم على نحو كفء.
ولفت وزير الاتصالات، أنه سيتم التعاون بين الوزارتين في تنفيذ مشروع يستهدف ميكنة خدمات وزارة الأوقاف وإطلاقها على منصة مصر الرقمية وذلك في ضوء تعاون وزارة الاتصالات مع كافة قطاعات الدولة لرفع كفاءة منظومة الخدمات الحكومية باستخدام تكنولوجيا المعلومات، وإتاحة الخدمات الحكومية الرقمية للمواطنين؛ موضحا أنه في إطار المرحلة الأولى للمشروع فقد تم الانتهاء من رقمنة تطوير خدمات التبرع، واصدارات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وحجز الملحقات والالتحاق بالمراكز الثقافية، موضحا أنه جارى العمل في تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع وتشمل رقمنة عدد من الخدمات الأخرى وهى: خدمات حجز دور المناسبات، والقرض الحسن، والسداد الإلكتروني للملحقات.
ولفت الدكتور عمرو طلعت إلى التعاون بين الوزارتين بشأن إتاحة المحتوى الثقافي لوزارة الأوقاف على بوابة تراث مصر الرقمي وذلك في ضوء قيام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بإنشاء وإدارة بوابة للمحتوى الثقافي المصري يتم من خلالها إتاحة كافة أنواع المحتوى الثقافي بهدف استدامة الريادة الثقافية المصرية والحفاظ على الهوية المصرية.