كيف تصاعدت الأوضاع في غزة الساعات الماضية؟
عبده حسن مصر 2030شهدت الأوضاع في قطاع غزة تصعيدًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة، حيث واصلت إسرائيل غاراتها الجوية والبحرية على القطاع، هذا التصعيد جاء في وقت حساس تزامن مع زيارة وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إلى القدس، حيث جدد مطالبه بوقف إطلاق النار.
حيث جاءت الغارات على وسط غزة بعد يومين من هجمات قاتلة، أبرزها الهجوم على منطقة إنسانية في جنوب غزة، الذي أسفر عن مقتل 90 شخصًا على الأقل.
وقد استهدفت هذه الغارات رئيس الجناح العسكري لحركة حماس، محمد ضيف، إلا أن حماس أكدت نجاته من الهجوم.
وزادت المحاولة الإسرائيلية لاغتيال ضيف من توتر مفاوضات وقف إطلاق النار التي استمرت لشهور.
وقد أشار جهاد طه، المتحدث باسم حماس، إلى أن "المجازر المروعة ستؤثر على أي جهود في المفاوضات"، ومع ذلك، أبدى الوسطاء القطريون إصرارهم على تجاوز هذه العقبة، بالرغم من المخاطر المرتبطة بمحاولة اغتيال ضيف.
فخلال زيارته للقدس، التقى ديفيد لامي برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وتناولت المحادثات الجهود الدولية المبذولة لتهدئة الأوضاع في غزة، إضافة إلى مناقشة مسارات أخرى للمفاوضات تهدف لتجنب الحرب بين إسرائيل ولبنان.
حيث يجري مفاوضون من جهاز الأمن الإسرائيلي "الموساد" محادثات غير مباشرة مع حماس، بوساطة قطر ومصر ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية.
وتهدف هذه المحادثات إلى تأمين إطلاق سراح العشرات من الإسرائيليين وحاملي الجنسيتين المزدوجة المحتجزين لدى حماس منذ السابع من أكتوبر.
ورغم نجاح الجهود في إطلاق سراح بعض الرهائن في نوفمبر، إلا أن الجهود الرامية لتأمين جولة ثانية من الإفراج مقابل وقف مؤقت للقتال أثبتت أنها أكثر صعوبة.
ووفقًا لمنظمة العفو الدولية، فإن 33 رهينة لا يزالون على قيد الحياة، من بين ما يقدر بنحو 116 رهينة يعتقد أنهم محتجزون في غزة.
ولا تزال الخلافات بين حركة حماس ومسؤولي إسرائيل مستمرة، وذلك غالباً بسبب الصياغة الدقيقة لاتفاق الهدنة.
حيث عزز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطلبه بالسماح للقوات الإسرائيلية بمواصلة القتال في غزة، بينما طالبت حماس منذ فترة طويلة بهدنة مؤقتة على الأقل.
فقد نشر جيرشون باسكين، المفاوض الإسرائيلي القديم الذي شارك في صفقة تبادل الأسرى التي أدت إلى إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مقالاً على موقع X يبرز الحاجة إلى "إبرام صفقة الآن".
وأكد أن المفاوضين الإسرائيليين يجب أن يتوصلوا إلى صفقة ويعرضوها للعامة "حتى يعرف الجميع أن رئيس الوزراء هو الذي يعرقل الصفقة".
وأضاف باسكين أن "محاولة القضاء على ضيف أو قتله لن تؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن. إن الضغط العسكري لأكثر من تسعة أشهر لم يسفر إلا عن قتل الرهائن والعديد من المدنيين الفلسطينيين".
وجدد ديفيد لامي، وزير الخارجية البريطاني الجديد، دعوته لوقف إطلاق النار خلال اليوم الثاني من اجتماعاته مع المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك اجتماعه مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، وتأتي هذه الجهود في الوقت الذي تتضاءل فيه الآمال في التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقد التقى لامي بعائلة الرهائن البريطانيين، ثم انضم إلى هرتسوغ للقاء أقارب تمير أدار، الذي يُعتقد أن مسلحي حماس يحتجزون جثته في غزة.
وقال لامي: "آمل أن نرى اتفاقاً بشأن الرهائن في الأيام المقبلة، وأنا أستخدم كل الجهود الدبلوماسية، وآمل أيضاً أن نرى وقف إطلاق النار قريباً، وأن نخفف من المعاناة والخسائر الفادحة في الأرواح التي نراها الآن أيضاً في غزة".
ويواصل أعضاء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو مطالبة الحكومة الإسرائيلية بالامتناع عن إبرام صفقة لإنهاء القتال في غزة.
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يوم الاثنين إنه يعارض إطلاق سراح أي سجين فلسطيني كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً: "لن أوافق على ذلك، يجب رسم خط أحمر".
وأضاف: "سأعارض ذلك حتى لو أدى ذلك إلى إنهاء مسيرتي السياسية".