خلافات داخلية ومحاولة اغتيال الضيف.. ملفات تهدد المفاوضات بين حماس وإسرائيل
مارينا فيكتور مصر 2030أثرت محاولة اغتيال القائد العسكري لكتائب القسام، محمد الضيف، بشكل سلبي على مسار مفاوضات الهدنة بين حماس وإسرائيل، تزامنًا مع زيادة الخلافات الداخلية الإسرائيلية بشأن الانسحاب من محور فيلادلفيا المتاخم للحدود مع مصر وعودة السكان إلى شمال القطاع.
وقالت مصادر إسرائيلية لصحيفة "هآرتس"، الإثنين، إن محاولة اغتيال الضيف قبل أيام أضرت بمفاوضات وقف إطلاق النار مع حماس.
وقال مصدر إسرائيلي إن "الأمور لا تسير كالمعتاد"، كما قال مصدر حكومي: "لقد تلقت حماس ضربة قوية، وكان رد فعلها على الحادث ضعيفًا للغاية، ويكاد لا يذكر".
ولم يغادر رئيس الموساد الإسرائيلي، دافيد برنياع، إلى قطر لإجراء مفاوضات، نتيجة لتلك العوامل، رغم أن مصادر حكومية توقعت أن تتم الرحلة في نهاية المطاف، بالإضافة إلى ذلك، لم يتم تحديد مواعيد لاجتماعات أخرى، وأهمها قمة رباعية مع مسؤولين من إسرائيل والولايات المتحدة وقطر ومصر.
وأكدت مصادر إسرائيلية، الاثنين، أن محاولة اغتيال الضيف يوم السبت الماضي أضرت بالتقدم في المحادثات بشأن صفقة الرهائن.
وقال أحد المصادر: "صحيح أن حماس أعلنت أنها لن تجمد المحادثات، لكنها لم تعد كما كانت من قبل، لقد كان لمحاولة الاغتيال تأثير، فالأمور لا تسير كالمعتاد، ولم تتوقف المحادثات، لكن كل العمل مؤجل".
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، الأحد، إنه لا يزال من المبكر تأكيد مقتل الضيف، ونتائج الغارة التي استهدفته، لأن حماس تخفيها، مضيفًا: "عمليتنا ساعدت على ضرب قدرات حماس وستساعد في الوصول إلى صفقة تبادل".
وأكد رئيس الأركان أنها كانت كذلك جزءا من "الجهود المتواصلة للقضاء على قادة حماس وكل المسؤولين عن هجوم 7 أكتوبر".
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، مقتل قائد كتيبة خان يونس بحركة حماس، رافع سلامة، في الغارة، التي استهدفت أيضا الضيف.
وكانت إسرائيل قالت إن الهجوم استهدف الضيف، لكن من غير المؤكد أنه أسفر عن مقتله.
خلافات إسرائيلية
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية، وجود خلافات بين رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو وطاقم التفاوض، وذلك بسبب إصراره على بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا وعدم السماح بعودة السكان إلى الشمال دون إشراف ومراقبة إسرائيليين.
ويؤكد طاقم التفاوض أن عدم التوصل إلى تفاهمات في إسرائيل بهذا الشأن يعني أن حركة حماس سترفض الصفقة المطروحة.
ومن المتوقع أن يتوجه هذا الأسبوع إلى الدوحة طاقم المفاوضات الإسرائيلي، لكن حتى اللحظة من غير الواضح إذا كان سيشمل برنياع أم سيكون بمستوى مسؤولين مهنيين فقط.
حماس توقف المفاوضات
وقال قيادي كبير في حركة حماس الفلسطينية، لوكالة فرانس برس، يوم الأحد، إن الحركة "قررت وقف المفاوضات" مع إسرائيل، بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأوضح القيادي أن "رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، أبلغ الوسطاء وبعض الأطراف الإقليمية خلال جولة اتصالات ومحادثات هاتفية، بقرار حماس بوقف المفاوضات".
وأرجع القرار إلى "عدم جدية" إسرائيل، و"سياسة المماطلة والتعطيل المستمرة وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل".
ونفى نائب رئيس حركة حماس في غزة، خليل الحية، مقتل الضيف في الهجوم الإسرائيلي على المواصي.
واندلعت الحرب بعد هجوم حماس غير المسبوق على مواقع ومناطق في جنوب إسرائيل والذي أدى إلى مقتل 1195 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
ومن بين 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين في غزة، توفي 42 منهم، حسب الجيش.
وردا على هجوم حماس توعدت إسرائيل بالقضاء على الحركة وشنت هجوما مدمرا واسع النطاق أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 38664 شخصا معظمهم مدنيون، حسب وزارة الصحة في القطاع.
وأشارت الوزارة إلى أن إجمالي عدد الجرحى "بلغ 89097 إصابة منذ السابع من أكتوبر".