كيف تسببت حرب غزة في تصاعد معاداة اليهود في أوروبا؟
عبده حسن مصر 2030تشهد أوروبا ارتفاعًا مقلقًا في موجة معاداة السامية، نتيجة جزئية للصراع المستمر في الشرق الأوسط.
وقد كشفت وكالة حقوق الإنسان الرائدة في الاتحاد الأوروبي عن نتائج استطلاع حديث يشير إلى انتشار واسع للتحيز ضد اليهود، حيث أجرت وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية استطلاعًا بين يناير ويونيو 2023 شمل 8000 يهودي تجاوزوا سن 16 عامًا.
وأظهرت النتائج أن 96% من المشاركين أفادوا بتعرضهم لمعاداة السامية خلال العام السابق، كما اعتبر 84% من المشاركين أن معاداة السامية تُعد "مشكلة كبيرة جدًا" أو "مشكلة كبيرة إلى حد ما" في بلادهم، بينما رأى 18% فقط أن الحكومات تتعامل مع هذه القضية بفعالية.
وبالرغم أن الاستطلاع اكتمل قبل هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، إلا أن البيانات التي جمعتها الوكالة من 12 منظمة يهودية مظلة أشارت إلى زيادة بنسبة 400٪ في الهجمات المعادية للسامية منذ ذلك الحين.
وأكدت مديرة الوكالة، سيربا راوتيو، أن الصراع في الشرق الأوسط يساهم في تصاعد معاداة السامية، مما يحد من قدرة اليهود على العيش بأمان وكرامة.
وشمل الاستطلاع 13 دولة في الاتحاد الأوروبي، حيث يعيش 96% من السكان اليهود في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وبولندا وإسبانيا.
وأظهرت النتائج أن أربعة من كل خمسة أشخاص (80%) يعتقدون أن معاداة السامية زادت خلال السنوات الخمس الماضية، بينما قال 64% إنهم يواجهون معاداة السامية "طوال الوقت".
ووصف 90% من المشاركين معاداة السامية على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بأنها مشكلة "كبيرة جدًا".
وأبدى ستة من كل عشرة أشخاص قلقهم بشأن سلامة أسرهم، بينما قال 62% إن الصراع العربي الإسرائيلي أثر على شعورهم بالأمان.
وأفادت الجاليات اليهودية في فرنسا، التي تضم أكبر عدد من اليهود في أوروبا، بأنها تشعر بالقلق والتوتر قبل الجولة الثانية من الانتخابات.
وأشار وزير الداخلية الفرنسي إلى وقوع 1000 حادثة معادية للسامية في الشهر الأول بعد هجمات 7 أكتوبر.
وتدعو وكالة الاتحاد الأوروبي الحكومات إلى تمويل احتياجات الأمن والحماية للمجتمعات اليهودية، بما في ذلك المدارس والمعابد اليهودية والمراكز المجتمعية.
كما تحث على الاستفادة الكاملة من تشريعات الاتحاد الأوروبي التي تنظم الإنترنت لإزالة المحتوى المعادي للسامية، وتكثيف الجهود لملاحقة جرائم الكراهية المعادية للسامية.
يذكر أن نتائج هذا الاستطلاع تعكس الحاجة الملحة لتعزيز الجهود الدولية والمحلية لمكافحة معاداة السامية وضمان سلامة وكرامة المجتمعات اليهودية في أوروبا، والتصدي لهذه الموجة من الكراهية يتطلب تعاونًا مستمرًا بين الحكومات والمنظمات المجتمعية لتحقيق بيئة أكثر أمانًا وعدالة.