الأكثر دعمًا للقضية الفلسطينية.. ما تأثير فوز ”اليسار” في فرنسا وبريطانيا على حرب غزة؟

كانت المظاهرات تجوب شوارع بريطانيا وفرنسا بشكل كبير دعما للفلسطينيين، على مدار أشهر الحرب في قطاع غزة، لتجري بعدها الدولتان انتخابات تشريعية أسفرت عن وصول اليسار.

وأحزاب اليسار، تعد الأكثر دعما للفلسطينيين، مما أثار تساؤلات بشأن ما ستكون عليه سياسات البلدين تجاه الصراع الأكثر تعقيدًا في الشرق الأوسط.

وقال وزير الخارجية البريطاني الجديد، ديفيد لامي، إن بلاده ترغب في اتخاذ "موقف متوازن" إزاء الحرب في غزة، مضيفًا أنها ستستخدم جهودها الدبلوماسية لضمان التوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع.

وستتخذ الحكومة البريطانية الجديدة التي شكلها حزب العمّال، موقفا مخالفًا لسابقتها من حزب المحافظين، بشأن مذكرة مقدمة للمحكمة الجنائية الدولية، تتعلق بإمكانية إصدار الأخيرة مذكرة توقيف بحق قادة إسرائيليين، وفقًا لصحيفة "جارديان" البريطانية،

واعتبر محللون تحدثوا لموقع "الحرة"، أن هذه الخطوة تمثل "تغيرا حتى لو قليلا" في التوجهات التي تتبناها الحكومة الحالية، على عكس سابقتها.

وفي فرنسا، هناك خلافات حول عدة نقاط في التحالف اليساري الذي تم تأسيسه على عجل بعد قيام ماكرون بحل الجمعية الوطنية، لكن التصريح الأبرز بشأن المسألة الفلسطينية كان من رئيسة الكتلة النيابية لحزب "فرنسا الأبية" ماتيلد بانو، التي أشارت إلى أنه "سيتم الاعتراف بدولة فلسطينية خلال أسبوعين"، حال تولي الحزب الحكومة الجديدة.

وكانت صحيفة "جارديان" البريطانية قد أشارت في تقرير، الجمعة، إلى أن شخصيات بارزة في حزب العمّال كشفت أن موقف الحزب بشأن حرب غزة كلفه مقاعد في الانتخابات الأخيرة، بعدما خسر 4 نواب بشكل غير متوقع لصالح مستقلين داعمين للفلسطينيين.

فيما حذر جون ماكترنان، المستشار السابق لرئيس الحكومة البريطانية الأسبق، توني بلير، من هذه الرسالة التي أوصلتها قاعدة حزب العمال لقادته.

وقال في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية، الجمعة: "حينما يخسر حزب العمال جزءً من قاعدته، سواء من ناخبي الطبقة الوسطى أو المناطق الحضرية أو الناخبين المسلمين، فإنه يتحاج إلى استراتيجية.. يجب أن تنظر إلى خسائرك وتدرسها لاستعادة قاعدتك".

من جانبه، رأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، أن "ما حدث في بريطانيا بعد 14 عاما من غياب حزب العمال، بمثابة انقلاب ناعم على نظام الحكم الذي قاده سوناك".

هل يستفيد الفلسطينيون؟

قال محللون إن تقرير "جارديان" لو صدق فهو "أمر يتماشى مع تصريحات لامي خلال توليه وزارة الخارجية في حكومة الظل، حيث كان يؤكد أنه حال صدور مذكرة اعتقال بحق نتانياهو فسيتم إلقاء القبض عليه إذا وصل بريطانيا".

واندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل أكثر من 38 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.