العودة إلى مدينة غزة.. تفاصيل التكتيك الجديد لإسرائيل خلال الحرب
عبده حسن مصر 2030شنت إسرائيل غارات جوية وأعادت قوات برية إلى مدينة غزة، وسط استمرار العنف الذي يبرز مدى تعقيد الصراع المستمر منذ تسعة أشهر، هذه التحركات تعكس جهود الجيش الإسرائيلي لمواجهة التحديات الأمنية المستمرة في القطاع، بينما تؤدي إلى تفاقم أزمة النزوح والتشريد بين السكان المدنيين.
وبدأت العملية العسكرية في وقت مبكر من صباح الاثنين، مترافقة مع أوامر إخلاء متتالية. هذه الأوامر زادت من تعقيد الجهود الإنسانية لإيجاد مأوى جديد لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين نزحوا جراء القتال.
والفلسطينيون الذين تم إجلاؤهم من أحياء مدينة غزة وجدوا أنفسهم في مواجهة معقدة، حيث اضطروا للتوجه غرباً ثم جنوباً وفقاً لتوجيهات متباينة صادرة من الجيش الإسرائيلي.
وصرح القادة الإسرائيليون بأنهم يتجهون نحو عمليات أقل كثافة استعداداً لحملة موسعة لمكافحة التمرد في غزة.
وهذه الاستراتيجية قد تتيح للقوات الإسرائيلية تعزيز الحدود الشمالية مع لبنان في مواجهة التوترات المتزايدة مع جماعة حزب الله، ولكن، من المرجح أن تترك هذه التحركات غزة في حالة من العنف وعدم الاستقرار لفترة طويلة، بحسب "وول ستريت جورنال".
وفي الأسابيع الأخيرة، شهدت غزة عودة متكررة للقوات الإسرائيلية إلى المناطق التي سبق وأن انسحبوا منها، مما يشير إلى إمكانية تحول الصراع إلى حرب استنزاف طويلة الأمد.
كما أن الجيش الإسرائيلي أشار إلى أن هذه العمليات تستند إلى معلومات استخباراتية تفيد بمحاولات حماس والمسلحين الآخرين لإعادة تجميع صفوفهم، ومن بين المناطق المستهدفة، مدينة جباليا وحي الشجاعية في مدينة غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين عن تدمير مركز قيادة وسيطرة تابع لحماس يقع في مبانٍ مدنية في حي الشجاعية.
هذه المناوشات المستمرة تعكس بقاء حماس كقوة متمردة رغم الهجمات الإسرائيلية المكثفة منذ أكتوبر الماضي.
ورغم ضعف الجماعة، إلا أن المسلحين لا يزالون يحتجزون أكثر من 100 رهينة، مات العديد منهم وفقاً للحكومة الإسرائيلية.
ونددت حماس بالتصعيد العسكري الإسرائيلي، محذرة من تهديده للتقدم الذي تحقق مؤخراً في المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين.
وأكد إسماعيل هنية، الرئيس السياسي لحركة حماس، أن العمليات العسكرية تهدد بإفساد الجهود المبذولة لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن.
وتسبب التصعيد العسكري في دمار واسع النطاق، حيث تعرضت حوالي 75% من المباني في منطقة مدينة غزة لأضرار أو دمرت بالكامل.
هذا الوضع الإنساني المتدهور يزيد من تعقيد الجهود الدولية والإقليمية لإيجاد حل سياسي للأزمة.
فالصراع في غزة يظهر علامات على التحول إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، مع استمرار العمليات العسكرية والتحديات الإنسانية، ومستقبل القطاع يبدو قاتماً، حيث تظل غزة غارقة في العنف وعدم الاستقرار، مما يعكس تعقيد الأزمة وصعوبة الوصول إلى تسوية سياسية دائمة.